Saturday 17th may,2003 11188العدد السبت 16 ,ربيع الاول 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

أرجع الحادث إلى تخمر أفكار خارجية.. الشيخ حنفي لـ«الجزيرة»: أرجع الحادث إلى تخمر أفكار خارجية.. الشيخ حنفي لـ«الجزيرة»:
تفجيرات الرياض تركت في أنفسنا الكثير من الأسى.. وصادرة من فئة قليلة غُرِّر بهم

* جدة - خالد الفاضلي:
ارجع رئيس جمعية تحفيظ القرآن الكريم بمحافظة جدة الشيخ عبدالعزيز عبدالله حنفي الأعمال التخريبية الارهابية التي استهدفت مدينة الرياض الى تخمر أفكار خارجية في عقول فئة قليلة من الشباب تعرضوا لغسيل دماغ منظم، لكنه أكد ان السعودية بلد مستقر مهما حاول المعتدون، مشيراً الى أنهم فئة قليلة قابلة للتآكل السريع.ودعا الشيخ حنفي الى وعي أسري لحماية الأبناء والوطن من شباب وصفهم «بالمغرر بهم» مشيرا ان هذا النهج لا يحدث فجأة، وان التغيرات الفكرية والسلوكية تحدث بالتدريج، وبالتالي ليس من الحقيقة قبول قول بعض العائلات أنهم لم يتوقعوا قيام أبنائهم بهذه الأعمال الارهابية، كما استطرد الشيخ عبدالعزيز في اجابته على سؤال «الجزيرة» يوم أمس عن الدور المرجو من رجال العلم والتربية في منع سقوط مزيد من الشباب في ذات المستنقع وقال: هذه الاعتداءات الآثمة التي شهدتها الرياض العاصمة الآمنة بتكاتف أبنائها والمقيمين فيها مؤخراً تركت في أنفسنا الكثير من الأسى حول مستوى الأفكار الدخيلة على عقول فئة قليلة من شبابنا ممن غرر بهم لتحقيق أهداف سيئة تصب جميعها في المساس بأمن الوطن وترويع المواطنين ومثل هذه الجرائم ينعكس تأثيرها على صورة المجتمع ككل وعلى أمنه واستقراره ولاشك ان هذه الفئة المنفذة للعمليات التي تسمى الانتحارية قد تعرضت لعمليات غسيل دماغ منظمة دفعتها لمثل هذا العمل الغاشم الذي لم يصب الغرباء بقدر ما كان يهدف لمس استقرار البلد وأمنه وسمعته ومع ذلك فهذا البلد قوي بعقيدته وايمانه بالله وتماسك أبنائه والتفافهم حول قادتهم.
ونوه الشيخ حنفي الى ان الغزو الفكري أصبح حقيقة لا يتعامل معها المجتمع بجدية لأن اندفاع بعض الشباب ليطعن بلده ويقتل المدنيين لا يصدر من شيء بسيط وإنما لوجود مؤثرات قوية تدفعه لهذا العمل ولذلك ينبغي علينا ان نعيد التفكير مرات ومرات لايجاد السبل الكفيلة باحتواء أبنائنا من شر دعاوى المغرضين والحاقدين وان يكون بينهم حوار ومعهم وان ننشئهم على تعاليم وقيم ديننا الحنيف الذي يقول فيه الرسول صلى الله عليه وسلم «تبسمك في وجه أخيك صدقة» وليس تفجيره بالقنابل ونسف ممتلكاته.
ما زالت لدينا الفرصة لكي نوضح لشبابنا خطر الانصات للناعقين من الخارج والتعرض لأفكارهم وشبهاتهم المغرضة فهم لا يهدفون أبداً للاصلاح بل هم أول من يسعد بمثل هذه التفجيرات والجرائم الجسيمة بحق الوطن والمواطنين ولذلك سرعان ما تجدهم يهرعون للفضائيات للتعليق على ما حدث وكأنهم يترقبون الأحداث مما يدفعنا للتنديد بصلاتهم بهذه الاعتداءات ولعل لهم النصيب الأوفر في دفع هؤلاء على أقل تقدير.إن واجب كل أسرة مسلمة تؤمن بالله واليوم الآخر ان تزرع الخير وتنمية والتوعية الحسنة في نفوس أبنائها وتربيتهم على حب الخير والاحسان الى الناس ودفع الأذى عنهم وقد قال الرسول عليه الصلاة والسلام عن شعب الايمان: ان أعلاها قول لا إله إلا الله وأدناها إماطة الأذى عن الطريق فما هو الفارق بين إماطة الأذى عن الطريق وبين زرع المتفجرات وتفخيخ السيارات في بلد مسلم يؤمن أهله بالله ورسله.وشدد على ان الأحداث الجارية في العالم حالياً كبيرة وتحتاج منا أن نكون في جميعاً في مستوى المسؤولية حتى رب الأسرة مسؤول عن أولاده ويجب أن يتخذ الحيطة مبكراً ليعرف توجهاتهم وآرائهم خاصة وقد دهشنا لقيام مجموعات من الشباب يمثل هذه العمال ثم يتضح ان أسرهم لم تجد لهم أثراً منذ أشهر وفوجئت باشتراكهم في مثل هذه الأعمال، إننا نعتقد ان لا شيء يحدث فجأة وكل التغييرات الفكرية والمسلكية التي تحدث للشباب هي أمور متدرجة ويمكن للأسرة والبيئة القريبة من الشاب ملاحظتها من خلال آرائه وسلوكه وانطوائه الى غير ذلك من العوارض التي تحتم على الوالدين عدم تفويت الفرصة ومحاولة تدارك الأمر قبل استفحاله كذلك من واجب علمائنا الوقوف وقفة صادقة ووعظ الشباب عن خطورة هذه الفتن على الفرد والمجتمع وكيان الأمة بأسرها لأن هذا لا يخدم إلا الأعداء والمرجفين الذين يتطلعون لاستهداف الوطن بسواعد فئة مغرر بها من أبنائه لأهداف شريرة مدمرة.
ومشيراً الى ان هذه فرصة وان كانت مؤلمة إلا أنها مدعاة لمناقشة الأفكار الدخيلة ومعرفة أوجه ومداخل هؤلاء المغرضين الذين يتربصون بهذا البلد الغالي ويجب ان نعمل لقطع الطريق عليهم حتى لا تتكرر مثل هذه الجرائم التي لا يرضاها مسلم.

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved