* الرياض وهيب الوهيبي:
أرجع معالي الشيخ الدكتور عبدالله بن محمد المطلق عضو هيئة كبار العلماء إقدام مجموعة من الشباب على حوادث التفجير التي شهدتها مدينة الرياض مساء يوم الاثنين الماضي إلى الأفكار المنحرفة التي تغلغلت في قلوبهم، حيث وصل بهم الأمر أن كفروا علماءهم وولاة أمورهم وأساءوا الظن بجميع من يشارك في دولتهم بالإضافة إلى اعتمادهم في معالجة القضايا الشرعية على طلبة علم قاصرين يعيشون في الظلام، ولا يحسنون التعامل مع النصوص الشرعية وتطبيقها على واقع الأمة الإسلامية، وعلى واقع المجتمع الدولي مشيراً معاليه إلى أنه بسبب هذا القصور في التعامل مع النصوص، وما ابتلوا به من سوء الظن والتسرع في إطلاق الأحكام انعزلوا عن علمائهم وحرموا من قيادة علمية توازن بين النصوص وتفهم الواقع وتستفيد من التخصصات الأخرى وتهتم بالاجتهاد الجماعي.وأكد معالي الشيخ المطلق في حديثه ل«الجزيرة» أن حادث التفجيرات جريمة بشعة وغريبة على مجتمع المسلمين وهي جريمة مركبة من جرائم كبيرة كل واحدة منها جاءت النصوص الشرعية بتجريمها وتحذير المسلمين منها قتل الأرواح البريئة مسلمة كانت أو مستأمنة كما قال تعالى عن جريمة القتل فيما أنزله على بني إسرائيل {من اجل ذلك كتبنا على بني اسرائيل انه من قتل نفساً بغير نفس}الآية... كما أن في هذه الجريمة إتلاف للأموال والممتلكات وتخريب للمنشآت النافعة، وقد مقت الله من يفعل ذلك، يقول تعالى: {ومن الناس من يعجبك قوله في الحياة الدنيا ويشهد الله على ما في قلبه وهو الد الخصام} ويضاف إلى ذلك في أن تلك الجريمة ترويع المواطنين والمقيمين وتلك ممن قال الله فيها: {انما جزاء الذين يحاربون الله ورسوله ويسعون في الارض فساداً ان يقتلوا او يصلبوا او تقطع ايديهم وارجلهم من خلاف او ينفوا من الارض ذلك خزي في الدنيا ولهم في الاخرة عذاب عظيم }.
وأوضح معاليه أن تلك الجريمة تشوه صورة أو سمعة الإسلام وتتيح الفرصة لأعدائه باتهامه مما هو بريء منه من الإرهاب وإزهاق الأنفس بغير حق مشيراً إلى أن كثيراً من أعداء الإسلام يصفون الدين الإسلامي بأنه يعشق القتال وإراقة الدماء وسيجدون في هذه الأفعال دليلاً ينشرونه ويعتمدون عليه في افتراءاتهم وأردف قائلاً: مما يؤكد على خطورة الجريمة أنها ستفتح باب أذى يلحق بالمسلمين في كثير من بلدان العالم في جميع القارات، حيث يتكالب عليهم أعداؤهم وينشطون في السعي بينهم لدى السلطات، وفي إلحاق الأذى بمراكزهم متهمين أهلها بزرع الإرهاب وإفساد الناشئة وتوليد الحقد والكراهة بين الشعوب بالإضافة إلى أن هذه الجريمة ستلحق والدي المجرم الهم والغم.
وفي ختام حديثه دعا معاليه الأسر والآباء والأمهات إلى حسن تربية أولادهم وتعريفهم بالرفقة الصالحة الطيبة وبذل الوسائل الممكنة في إصلاحهم وسلامة أفكارهم من الانحرافات الفكرية والغالية والمتطرفة وتحصين أنفسهم بالعلوم الشرعية النافعة لافتاً إلى ضرورة فتح العلماء أبوابهم وقلوبهم للشباب لإرشادهم وتوعيتهم والإجابة على أسئلتهم لكي ترتفع الشبه وتقضي على الأفكار المنحرفة.
| 
