الخطبة الأولى - بمناسبة التفجير
في مدينة الرياض:
الحمد لله والله المستعان على ما نسمع ونرى ونشاهد، ولا حول ولا قوة إلا بالله عظم المطلوب وقل المساعد، {انا لله وانا اليه راجعون} خير هذه الحياة ناقص وشرها زائد، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، ولا ضد ولا ند ولا ولد ولا والد، وأشهد أن سيدنا محمداً عبده ورسوله، وسيد كل عابد وزاهد، وأكرم كل معلم وأصبر كل مجاهد. اللهم فصل وسلم على سيدنا محمد الراكع الساجد، ومنقذ كل معاند وجاحد، من درن الذنوب وخبث العقائد، صلى الله وسلم عليه، وعلى آله وصحبه الأماجد، وعلى التابعين لهم بإحسان في الوسائل والمقاصد.
فأوصيكم أيها الناس ونفسي بتقوى الله سبحانه، فإنها الأمن عند الخوف والنجاة عند الهلاك، بها يشرف المرء وينبل، وبالنأي عنها يذل العبد ويسفل، هي وصية الله للأولين والآخرين، {فاتقوا الله يا اولي الالباب لعلكم تفلحون}وتأملوا في حوادث الدهر وقوارع العبر، فإنهن صوادق الخير، حوادث فيها مزدجر، ومتغيرات فيها معتبر، تُعير مرة، وتسلب أخرى، وتفسد عامراً، وتعمر قصراً.
أيها المسلمون: حيرتنا الاحداث المتلاحقة بين الجمعتين فلا ندري عمن نتكلم وبماذا نبدأ«فكل حدث منها أمر ذو بال والحديث عنها في مقام واحد يطول ويطول ولكن ما يدرك كله ما يترك جله.
وقد تعلمون مجريات الاحداث هذه الايام وما فيها تتكلم على أرض الواقع، قلبت الموازين، رأساً على عقب فأبت أعيننا إلا أن ترى، وأبت آذاننا أن تسمع، ويعجز اللسان عن التعبير ويأبى القلم أن يسيل مما تتعرض له عاصمة بلادنا الرياض موضوع خطبنا في الجمعة الماضية كنا نتكلم عن نعمة الأمن في هذه البلاد بلاد الحرمين الشريفين وما يفعله اعداء الإسلام والمسلمين من أعمال ارهابية ينتج منها التخريب والتدمير والتقتيل للأنفس البريئة وما وجد معهم من أسلحة مدمرة وفي خطبتنا هذه يحتار المرء من أين يبدأ به الحديث ويعجز اللسان عن وصف ما حصل من مصيبة، حيث فجع الجميع بحادثة دخيلة غريبة على هذه البلاد المسلمة وأهلها حادثة التفجير، راح ضحيتها أرواح بريئة وخلفت الدماء والاشلاء والجراح من مسلمين وغير مسلمين لا نجد لها تأويلاً ولا للفاعلين مبرراً سوى الهمجية والجهل والعصبية.
لقد تضمنت هذه الحادثة ازهاقا للارواح وسفكا للدماء وترويعا للآمنين وتشويها لصورة مجتمع المسلمين ومدنهم واضراراً للمصالح عامة ومن ثم فالحادثة بكل المعايير والمقاييس ومن كل المنطلقات حادثة تخريب في سلسلة حلقات تهدف إلى اضعاف مستوى الأمن في هذه البلاد وتهدف إلى إشاعة الفوضى والمستهدف الأول والأخير هو الدين والعقيدة.
وتظل الجراح تدمي القلب أسى ولوعة على ما قدموا عليه هؤلاء من ازهاق ارواح بريئة ورخصت دماؤها إيما رخص.
وان كان يوسف عليه السلام قد ابتاعه من ابتاعه بثمن بخس دراهم معدودة وكانوا فيه من الزاهدين فان دم المسلم اليوم لم يدفع فيه ثمن أصلاً، حتى الثمن البخس، ولا دراهم معدودة، بل قيمته تقتيل الأنفس البريئة والتي ترغب لسفك الدماء والتلذذ بمنظرها.
دماء المسلمين تسفك في ارض الله التي قال عنها بلسان موسى عليه السلام {إن الارض لله يورثها من يشاء من عبادة والعاقبة للمتقين <128>} أقول تسفك دماء المسلمين على ايدي الخونة المعتدين الذين يحملون بين جنبات صدورهم انفسا جاحدة، شريرة مجرمة لئيمة تتلذذ بتعذيب المؤمنين، وترتاح أنفسهم اذا تألم المسلمون، يريدون تحويل البشرية المسلمة وقوداً لشهواتهم ونزواتهم وحماية لرغباتهم في نشوة خسيسة في نفس طاغية عربيدة، أنها لا تقيم لدماء المسلمين قيمة ولا وزنا، قام هؤلاء المجرمون بتنفيذ فعلتهم الاجرامية في عاصمة بلادنا وذلك تحت جنح الظلام حيث قاموا بعملية انتحارية ونتج عنها تقتيل عشرات الأنفس البريئة وتمزيق اجساد سليمة وترويع الآمنين بفعلتهم الشريرة وتدمير منشآت كثيرة ولا نملك إلا ونقول حسبنا الله ونعم الوكيل.
أيها المسلمون: انه لمن المؤسف حقاً ومن المحزن حقا أن يسمع المسلم بين وقت وآخر ما تهتز له النفوس حزنا وترتجف له القلوب أسفاً وما يتأثر به المسلم حيث كان وأينما كان من تلك التفجيرات الآثمة وتلك الاعتداءات الظالمة والتي يقوم بها قوم ظلموا أنفسهم وظلموا غيرهم وأجرموا واعتدوا وبغوا وافسدوا فساداً عظيماً ولا حول ولا قوة إلا بالله.
إن التفجير الذي وقع يوم الاثنين مساء الموافق 11/3/1424هـ في مدينة الرياض، حرس الله بلاد الحرمين وحفظها وأدام الله عليها الأمن والامان، لقد دوى صوت التفجير معلنا عن وجود فئة ضالة مخربة مجرمة لا يروق لها أن تأمن البلاد ويطمئن العباد فامتدت يد آثمة في هزيع الليل بعملية إرهابية انتحارية لتخرب وتدمر وتروع دولة التوحيد بين المسلمين الذين هم مقصد كل الناس في جميع الدنيا، ينظرون إلى بلادهم على إنها بلاد أمن واطمئنان فإذا يد الغدر الآثمة تبيت الجريمة النكراء والفعلة الشنعاء ومن المستفيد من ذلك إلا أعداء الإسلام والمسلمين، إنها جريمة بشعة وعمل إرهابي قبيح وفعل دنيء ونتاج فكر خبيث لا يقدم عليه إلا مريض قلب وضعيف دين وإنسان فيه هوس وفيه حب للشر والفساد والإفساد.
أبداً لا يقدم عليه عاقل يحترم نفسه ولا يقدم عليه خير يخاف الله ويرجوه ولا يقدم عليه مواطن وفي يحس بأمن الجماعة ويتحرك بما ينفع الناس، إن من اقدم على هذا العمل هو عدو لله وللإسلام والمسلمين والإنسانية جمعاء، بل انه عدو لنفسه أولاً ثم عدو لأهله وقومه وجيرانه والمستجيرين به والمستأمنين الذين قدموا ليعلموا وليشيروا ليستفاد من خبرتهم بعهد ووعد وميثاق فإذا هم يغتالون وهم نائمون وتتمزق أجسادهم أشلاء في ديار الإسلام والمسلمين.
إن هذا العمل قبيح وغدر فظيع وجرم مروع نبرأ إلى الله من أن يرضى به مسلم في قلبه مثقال ذرة من إيمان ثم ما الفائدة، الفائدة إضرار بأمن البلاد والعباد وإضرار باستقرار البلاد وإضرار بسمعة الإسلام والمسلمين ولا يخدم هذا العمل إلا أعداء الإسلام والمسلمين أقول الإسلام الذي هو دين الله الذي ارتضاه تبارك وتعالى لعباده وقد جاء حافلاً بالمضامين الهامة التي تحفظ للناس امنهم في دينهم وفي أحوالهم وفي دمائهم وفي أعراضهم.
ومن اجل هذا سلك الإسلام مسالك عديدة في حفظ الامن وتأكيده.
من جانب حرم الله تبارك وتعالى الاعتداء وجعله جريمة من الجرائم وكبيرة من الكبائر لا يجوز لمسلم يرجو وجه الله والدار الآخرة ان يعتدي على دماء معصومة وعلى أموال معصومة.
جعل الله المحبة في الله وشيجة من الوشائج بين أفراد المجتمع، فلا يحل لهم ان يعتدوا على أموال بعض ولا على دماء بعض ولا على أعراضهم ايضاً.
فحرم الإسلام الاعتداء وجعل الدماء والأعراض والأموال معصومة، بل تعدى ذلك إلى تحريم الاعتداء على المستأمنين الذين أعطتهم الدولة الإسلامية عهد الله وذمة الله وذمة رسوله صلى الله عليه وسلم فحصنت دماءهم وأموالهم وأعراضهم باقامتهم بين ظهراني المسلمين اقامة بإذن ولي الأمر مستأمنون ومعاهدون.
ومن الأنفس المعصومة في الإسلام .. انفس المعاهدين وأهل الذمة والمستأمنين فعن عبدالله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: من قتل معاهداً لم يرح رائحة الجنة وان ريحها توجد من مسيرة أربعين عاماً» أخرجه البخاري ومن ادخله ولي الامر المسلم بعقد امان وعهد فان نفسه وماله معصوم لا يجوز التعرض له ومن قتله فانه كما قال النبي صلى الله عليه وسلم «لم يرح رائحة الجنة» وهذا وعيد شديد لمن تعرض للمعاهدين ومعلوم ان اهل الإسلام ذمتهم واحدة يقول النبي صلى الله عليه وسلم «المؤمنون تتكافأ دماؤهم ويسعى بذمتهم أدناهم».
أيها المسلمون لقد اصدر مجلس هيئة كبار العلماء في جلسته الاستثنائية:
إذا تبين هذا فان ما وقع في مدينة الرياض من حوادث التفجير امر محرم لا يقره دين الإسلام وتحريمه جاء من وجوه:
1 - ان هذا العمل اعتداء على حرمة بلاد المسلمين وترويع للآمنين فيها.
2 - ان فيه قتلاً للانفس المعصومة في شريعة الإسلام.
3 - ان هذا من الافساد في الارض.
4 - ان فيه اتلافاً للأموال المعصومة.
وان مجلس هيئة كبار العلماء اذ يبين حكم هذا الأمر ليحذر المسلمين من الوقوع في المحرمات المهلكات ويحذرهم من مكائدالشيطان فانه لا يزال بالعبد حتى يوقعه في المهالك إما بالغلو بالدين وإما بالجفاء عنه ومحاربته والعياذ بالله، والشيطان لا يبالي بايهما ظفر من العبد لان كلا طريقي الغلو والجفاء من سبل الشيطان التي توقع صاحبها في غضب الرحمن وعذابه.
وما قام به من نفذوا هذه العمليات من قتل انفسهم بتفجيرها فهو داخل في عموم قول النبي صلى الله عليه وسلم: «من قتل نفسه بشيء في الدنيا عذب به يوم القيامة» اخرجه ابو عوانه في مستخرجه من حديث ثابت بن الضحاك رضي الله عنه.
وفي صحيح مسلم من حديث أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم : من قتل نفسه بحديدة فحديدته في يده يتوجا بها في بطنه في نار جهنم خالداً مخلداً فيها أبداً ومن شرب سماً فقتل نفسه فهو يتحساه في نار جهنم خالداً مخلداً فيها ابدا ومن تردى من جبل فقتل نفسه فهو يتردى في نار جهنم خالداً مخلدا فيها أبداً» وهو في البخاري بنحوه.
ايها الاخوة المسلمون ياأهل الغيرة والإيمان والإسلام ان الإرهاب جريمة عالمية ليست مقصورة على بلد دون بلد والإرهاب قد وجد في القديم وفي الحديث، الإرهاب هو الفساد في الأرض وحب الجريمة وحب الإضرار بالناس وهذا يوجد حيثما يوجد البشر في القديم وفي الحديث وفي الماضي والحاضر وفي ديار الإسلام وفي غير ديار الإسلام لقد وجد الإرهاب في أول مجتمع على وجه الأرض يوم قام قابيل بقتل أخيه هابيل لا لشيء إلا لحب الشر عند القاتل وبغض للخير الموجود عند المقتول لماذا يكون هذا المقتول صالحاً ولماذا يكون هذا المقتول متقبلاً منه العمل {قال لاقتلنك} لماذا لأن هذا موفق للخير وهذا عاجز عن الوصول إلى الخير فلم يجد حيلة أمامه سوى الانتقام والتخريب والإفساد هذا أول عمل إرهابي وجد على ظهر الأرض.
وفي المجتمع النبوي في عهد النبي صلى الله عليه وسلم جاء قوم بهم من الفقر والبأس والحاجة والشدة ما جعل النبي صلى الله عليه وسلم يدعو المسلمين أن يتصدقوا عليهم وليكسوا عريهم ويشبعوا بطونهم ثم الحقوا بإبل الصدقة ليشربوا من ألبانها ويستفيدوا منها ويعيشوا مع رعاتها فلما صحت أبدانهم وزانت أحوالهم بغوا وطغوا فقتلوا رعاة النبي صلى الله عليه وسلم واستاقوا الإبل فأرسل النبي صلى الله عليه وسلم في أثرهم من جاء بهم من المسلمين فجيء بهم إلى المدينة فقتلوا وسمل النبي صلى الله عليه وسلم أعينهم جزاء وفاقاً لعملهم الإرهابي القائم على التخريب والإفساد في الأرض ومنذ ذلك الحين وأحداث الإرهاب والتفجير والقتل والتدمير تجتاح الدنيا من شرقها إلى غربها، هذا عمل الخوارج الذين هم في الصدر الأول وفي كل وقت يظهر فيه دعاة التكفير ودعاة الفتن المستبيحون لأعراض المسلمين ودمائهم وأموالهم أن الخوارج في كل وقت وحين هم الذين يقدمون على هذه الأعمال الشنيعة والأفعال القبيحة لماذا؟ لأنهم كما وصف النبي صلى الله عليه وسلم كلاب أهل النار يقتلون أهل الإسلام ويتركون أهل الأوثان وقد أثبت التاريخ مصداقية هذا الخبر عن النبي صلى الله عليه وسلم فرأى الناس الخوارج ينتسبون للإسلام ويقتلون المؤمنين ويرعون الآمنين ويفسدون في ديار الإسلام والمسلمين وهم جبناء أذلاء لم يستطيعوا أن يواجهوا في وضح النهار ولم يستطيعوا أن يقارعوا الحجة بالحجة فلجأوا إلى الخيانة والغدر والعمل الآثم إن من قام بهذا التفجير أشخاص جبناء رديئون خسيسو الأنفس والطباع ذليلون.
أيها الأخوة في الله: لقد وجد الإرهاب في دول أكثر منا تقدما في التقنية الأمنية وأكثر استعداداً بالأجهزة والعدد ومع ذلك وجد الإجرام ووجد الفساد فهذه سنة من سنن الله وهذا قضاء من اقضية الله سبحانه وتعالى لا يعني الضعف في البلاد ولا يعني التقصير من أهلها ولكن ابتلاء وامتحان واختبار ليظهر الله به أهل الإيمان من أهل النفاق، أهل الإيمان يشجبونه ويستنكرونه ويبغضون العمل ويدعون على الفاعل ويتضامنون مع أولياء الأمور وأهل النفاق يبررون وفرحون ويسرهم أن يروا النكد والخوف والذعر في البلاد.
إن هذه الأمور التي تحدث إنما هي ابتلاء واختبار ليميز الله الخبيث من الطيب ويظهر صدق الولاية عند أهل الإيمان وصدق العزم عند أهل الإحسان وصدق الاهتمام بأمر المسلمين عند من يدعون الخير ويظهر أهل النفاق وأهل التبرير وأهل التسويف والأعذار أعاذنا الله وإياكم من أعمال المجرمين وافعال المفسدين المخربين حسبنا الله ونعم الوكيل {انا لله وانا اليه راجعون} أسأل الله ان يرفع رايتنا ويستر زلاتنا فاستغفروه انه هو الغفور الرحيم.
الخطبة الثانية بمناسبة التفجير
في مدينة الرياض:
الحمد لله على إحسانه والشكر له تعالى على توفيقه وامتنانه واشهد ان لا إله إلا الله وحده لا شريك له تعظيماً لشأنه وأشهد أن محمداً عبده ورسوله الداعي إلى رضوانه صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه واخوانه والسائرين على سنته إلى يوم القيامة وسلم تسليما كثيراً.
أما بعد فاتقوا الله يا عباد الله واعلموا ان من سلك طريق التفجير والارهاب لا يحقق مقصده، ولا يصل إلى هدف ولا يحصد إلا الندم، والخزي والبوار، إن الارهابيين هم خفافيش الظلام وانهم كالعقارب والحيات يلدغون ويضرون بالناس ولكنهم لا يستطيعون أن يفعلوا شيئا لقد رضوا بأن يكونوا مصدر ازعاج وقلاقل وفتن وعليهم من الله ما يستحقون من لعائنه وغضبه وعظيم انتقامه.
أيها الاخوة إن هؤلاء قرناء لإبليس الذي قطع العهد على نفسه أن يفسد البلاد والعباد وان يضلل الناس ويغويهم فهؤلاء جنده ومعاونوه يهيئ ما ينفذون له ما يمليه عليهم، لا يعجبهم أن يأمن الناس ولا يعجبهم أن يطمئن الناس ولا يعجبهم أن تزدهر البلاد ولكن يعجبهم أن يروا الأشلاء والدمار والأنقاض والدماء والتخريب والتخويف تزدهر أطماعهم ولتنمو تجارتهم المحرمة.
عباد الله: إن كان الإرهاب موجودا في دول العالم، فإنه في بلادنا ولله الحمد هو الأقل وهو النادر والأقل جداً وهذا بفضل الله تعالى ثم بفضل تطبيق الشريعة الإسلامية وتكاتف الراعي والرعية وإذا ارتم أن تتأكدوا من التضامن فانظروا الغضبة الكبرى التي عمت الناس جميعا في بلادنا اثر سماع هذه الأخبار.
واذا كنتم تريدون ان تعلموا الآثار الحسنة لهذه الأعمال الإجرامية التي تغيظ الفاعلين والمخططين لها فانظروا تساؤل الدول جميعاً واستنكارها وشجبها وتضامنها مع بلاد الحرمين الشريفين حرسها الله لما لها من المكانة ولما يحقق استقرارها من الخير لبلاد العالم أجمع.
إن بلاد العالم لا يسرها أن تضطرب الجزيرة العربية والمسلمون قاطبة في كل ديار الدنيا لا يرضيهم أبدا ولا يشرح صدورهم أن يضطرب الأمن في بلاد الحرمين فهي مقصد حجهم وهي قبلة صلاتهم وكل مسلم مخلص يدعو من قلبه أن يزيدها الله أمنا واطمئنانا وهذه البلاد بحمد الله لا تزيدها الأحداث والمصائب إلا تكاتفاً وقوة بحمد الله حدب من الراعي على رعيته وتجاوب من الرعية مع راعيها ولله الحمد والمنة إلا فليخسأ المفسدون في الأرض وإلا فليرتدوا على أدبارهم، فلن يصلوا إلى ما يريدون ولن يهزوا من هذه البلاد أي قناة وإنها بلاد عرفت وجربت مواثيقها، فبلادنا تمد الخير إلى بلاد الدنيا بالإنقاذ والإغاثة والإعانة وتوزيع كتاب الله وتوزيع الكتب الإسلامية ونشر الدعاة، إنها بلاد تصدر الأمن والامان للعالم ومع ذلك يريد الحاقدون ان يثنوها عن مسيرتها فلن يستطيعوا ذلك أبداً.
نسأل الله تعالى ان يحمي بلاد الحرمين من شرور المعتدين ونيل المجرمين وان يكشف ستر هؤلاء الفعلة المعتدين وان يمكن منهم لينفذ في بقيتهم حكم شريعة الله المطهرة وان يكف البأس عن هذه البلاد وسائر بلاد المسلمين وان يوفق قادة هذه البلاد المخلصين لما فيه صالح البلاد والعباد وقمع الفساد والمفسدين، ثم اعلموا أن من أفضل الأعمال وأزكاها لهج الألسن بالصلاة والتسليم على النبي الكريم، فصلوا وسلموا عليه كثيراً، صلاة من يحيي قلبه بمحبته، وتهنأ حياته بمنهج سنته.
اللهم صل وسلم وبارك وأنعم على عبدك ورسولك نبينا محمد، وارض اللهم عن الخلفاء الراشدين والأئمة المهديين أبي بكر وعمر وعثمان وعلي، وعن سائر الصحابة أجمعين وعن التابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، اللهم أعز الإسلام والمسلمين ، اللهم أعز الإسلام والمسلمين، اللهم أعز الإسلام والمسلمين، اللهم أذل الشرك والمشركين، اللهم أذل الشرك والمشركين، اللهم دمر أعداءك وأعداء المسلمين، اللهم احفظ بلادنا، ومن اراد بنا سوءاً فأشغله اللهم في نفسه واجعل تدبيره تدميراً عليه وأن يفضحه على رؤوس الأشهاد.
اللهم ومن كان في بقائه صلاح للإسلام والمسلمين فوفقه وأيده ومن كان في بقائه ضرر على الإسلام والمسلمين فخذه أخذ عزيز مقتدر.
اللهم احفظ ووفق إمامنا لما تحب وترضى، وخذ بناصيته للبر والتقوى، اللهم واجعله من الهداة المهتدين، اللهم أعنه على أمور الدنيا والدين، اللهم وفق بطانته لما فيه الخير للإسلام والمسلمين إنك على كل شيء قدير.
اللهم انا نسألك الا تفرح فينا عدوا ولا شامتا ولا تجعل للكافرين والمجرمين علينا سبيلا، اللهم طهر بلادنا من المجرمين الله مطهر بلادنا من أهل الفساد والضلال اللهم طهر بلاد المسلمين من المجرمين والمفسدين، ياذا الجلال والاكرام اللهم من أراد أن يمس إيماننا وأمننا اللهم فابطش به يارب العالمين، اللهم وعليك بأعدائنا فانهم لا يعجزونك، اللهم ان زرع الشر والفساد قد نما فقيض له يدا من الحق حاصدة تقتلع جذوره وتنزع عنا وعن بلادنا شروره ياذا الجلال والإكرام اللهم تول امرنا واحسن خلاصنا واحفظ امننا وبلادنا وقراننا ومساكننا ياذا الجلال والاكرام كما نسأله أن يرحم المتوفين في هذا الحادث الأليم من المسلمين وان يشفي المرضى ، يارب العالمين، ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار.
عبادالله ان الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي يعظكم لعلكم تذكرون فاذكروا الله يذكركم واشكروه على آلائه يزدكم ولذكر الله أكبر والله يعلم ما تصنعون.
*إمام وخطيب جامع النويعمة في محافظة وادي الدواسر
QANNAM@HOTMAIL.COM
|