Saturday 17th may,2003 11188العدد السبت 16 ,ربيع الاول 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

وصفه بأنه تصرف مشين وإجرامي.. الشيخ ابن حميد في خطبة الجمعة: وصفه بأنه تصرف مشين وإجرامي.. الشيخ ابن حميد في خطبة الجمعة:
الحادث عدوان وقتل وترويع للآمنين وإزهاق للنفوس وسفك للدماء
الصغار والصبيان والعابثون يرمون الشجر لإسقاط يانع الثمر وبلادنا كنز الكنوز بدينها ومقدساتها ورجالها

* مكة المكرمة - واس:
أوصى معالي رئيس مجلس الشورى وإمام وخطيب المسجد الحرام في مكة المكرمة الشيخ الدكتور صالح بن عبد الله بن حميد المسلمين بتقوى الله عز وجل وأن يصرفوا نعم مرضاته لتكون عونا لهم على طاعته وبلاغا إلى جنته، وأن يشغلوا أوقاتهم بالطاعة والقربى وألا يتخذوا دينهم لهوا وهزوا ولعبا.
وقال معاليه في خطبة الجمعة التي القاها أمس بالمسجد الحرام الصبيان والصغار والعابثون يرمون إلى الشجر لإسقاط يانع الثمر وبلادنا وديارنا كنز الكنوز بدينها ومقدساتها وثروة الثروات في قيمها ورجالها وانها لعالية القدر في مقامها ويانعة الثمر في منجزاتها، وبساط الأمن ممدود يستفز قلق المرجفين والقوة والتماسك بيننا يزعج نفوس الطامعين والحاقدين والاعتماد على رب هذا البيت يرد عنا كيد الكائدين وحفظ الله ثم حكمة ولاة الأمر فينا تخيب ظنون المتربصين بهذه البلاد قاعدة الاسلام وحصن الايمان ومعقل الدعوة، القرآن تنزل في عرصاتها والرسول محمد صلى الله عليه وسلم بعث من بطاحها، دولة تلتزم بالاسلام تأخذ به في عقيدتها وتترسمه في تشريعها وترفعه في رايتها لا إله إلا الله محمد رسول الله تأخذه أخذ تشريف وتكليف، شرفها ربها بالولاية على الحرمين الشريفين وأكرمها وعزها بهما ورعايتهما نسأل الله رب العرش العظيم أن يحيينا على الاسلام وان يتوفانا على الايمان وألا يزيغ قلوبنا بعد اذ هدانا {ربنا لا تجعلنا فتنة للقوم الظالمين <85> ونجنا برحمتك من القوم الكافرين}.
وبين انه على الرغم من جلاء هذه المفاخر وهذه النعم وثبات هذه المبادئ فإن هذه البلاد ليست بدعا من بلاد العالم ودياره فهي تبتلى كما يبتلى غيرها في عالم واسع تقارب وانحصر في تشابك اتصالاته وتنوع مواصلاته وتعدد وسائل اعلامه وفضائياته وشبكات معلوماته انها ليست بمعزل عن العالم.
وقال: ان حادث التفجير الآثم الذي وقع في مدينة الرياض عاصمة البلاد الغالية نوع من هذا الاجرام والابتلاء الذي يتسم بالتخطيط وتوزيع المهمات يقال ذلك ليس استسلاما للمعتدين ولاعجزا عن اتخاذ المواقف الصارمة الحاسمة ولكنه تبرير واقع وبيان موقف نحو من يقترفها ويروجها ويربي عليها أفرادا وجماعات يريد ان يجعلها بقوة الثوابت والمعتقدات.
وأضاف معالي رئيس مجلس الشورى وإمام وخطيب المسجد الحرام ان الامتحان الحقيقي والبراعة الفائقة ليست في وقوع حوادث العنف المدبرة المدمرة فهذا شيء لايستبعد في أي زمان أو مكان، وعلى أي شعب أو منطقة ولكن البراعة والامتحان يكمنان في مواجهة النتائج وصحة المواقف وأثر ذلك كله على الناس والمجتمع وذلك يحتاج إلى وقفات وتأملات.
وأشار إلى أن اول هذه الوقفات والمواقف تجريم الحدث فهو اعتداء وعدوان وقتل وترويع وتدمير وخراب، ازهاق للنفوس وسفك لدماء معصومة، انه مسلك رخيص فاضح لكل من يحترم انسانيته وآدميته فضلا على ان يحترم دينه وأمانته، شذوذ وعدوان واجرام دافعه استبطان أفكار مضللة وآراء شاذة ومبادىء منحرفة في خطوات تائهة ومفاهيم مغلوطة أي قبول لناشر الفوضى ومهدر الحقوق ومرخص الدماء والأنفس.
وقال لقد جمع هؤلاء عياذا بالله بين قتل الأنفس المحرمة وقتل أنفسهم، وفى الحديث الصحيح «لايزال المرء في فسحة من دينه مالم يصب دما حراما» وفي التنزيل العزيز {ولا تقتلوا انفسكم ان الله كان بكم رحيما<29> ومن يفعل ذلك عدوانا وظلما فسوف نصليه نارا وكان ذلك على الله يسيرا } ومن بعد ذلك وقفة عن الارهاب في معناه ومفهومه، الارهاب كلمة وسلوك يتوجه إلى تخويف الناس بالقتل والخطف والتخريب والنسف والتدمير والسلب والغصب والزعزعة والترويع والسعي في الارض بالفساد والإفساد، الارهاب ازهاق للأرواح وإراقة للدماء المعصومة بغير سبب مشروع.
وبين ان أساليب العنف ومسالكه من تفجير وتدمير وسطو ونسف لا تهزم القيم الكبيرة، ولا تقوض المنجزات السامقة، لا تحرر شعبا وتفرض مذهبا، ولا تنصر حزبا، ان العنف والارهاب لا يمكن ان يكون قانونا محترما أو مسلكا مقبولا فضلا عن ان يكون عقيدة أو دينا، العنف والارهاب لايحمل مشروعا غير التخريب والافساد، العنف لن يفلح في أي مكان من العالم في تحقيق أهدافه بل إنه يقضي على أصحابه، الارهاب لن يغير سياسة بل يؤكد الطبيعة العدوانية والروح الدموية لتوجهات أصحابه الفكرية الارهاب لايعرف وطنا ولا أنساباً وزمانا ولا مكانا، والمشاعر والعقول كلها ترتقي على استنكاره ورفضه والبراءة منه ومن أصحابه، ومن ثم فانه يبقى علامة شذوذ ودليل انفراد، وانعزالية، الارهاب يورث عكس مقصود أصحابه فيقوي التماسك الشرعي والسياسي والاجتماعي في الأمة المبتلاة، والمجتمع لن يسمح لحفنة من الشاذين ان تملي عليه تغيير مساره أو التشكيك في مبادئه ومسلماته.
وأردف معالي إمام وخطيب المسجد الحرام ان الوقفة الثانية هي ان الناظر المتأمل ليقدر هذه الوقفة الواحدة التي وقفتها الأمة ضد هذا التصرف المشين والعمل الإجرامي الآثم لقد وقفت الأمة صفا واحدا خلف قيادتها وولاة أمرها تستنكر هذا العمل وتدينه ولاتقبل به أي مسوغ أو مبرر وتتبرأ من فاعله، والأمة مؤمنة بربها مستمسكة بدينها مجتمعة حول ولاة أمرها محافظة على مكتسباتها.
وقال: كلنا بإذن الله حراس للعقيدة حماة للديار غيارى على الدين والحرمات فيجب على من علم أحدا يعد لأعمال تخريبية ان يبلغ عنه، ولا يجوز التستر عليه، كما اننا جزء من هذا العالم نسهم في بنائه على الحق والعدل ونحافظ على منجزات الخير فيه لصالح الانسانية وسلامتها حسب توجيهات شرع ربنا، وهذه البلاد لن تهتز بإذن الله من أي نوع من التهديد أو الابتزاز الذي يحاول النيل من ثوابتها الاسلامية وسياستها وسيادتها وان الأمة والدولة واثقة من خطوها ثابتة على نهجها في شجاعة وصبر وحلم وتوازن وبعد في النظر والرؤية وهذا هو محل الوقفة الثالثة.
وخاطب فضيلته المسلمين قائلا: «أيها المسلمون إن كيان هذه الدولة قام واستقام على قواعد ثابتة وأصول راسخة من الدين والخبرة والعلم والعمل، جهود جبارة في التأسيس والبناء لا يمكن هزها فضلا عن تقويضها بمثل هذه التصرفات غير المسؤولة انه كيان دولة يعكس نهج أهله في الجمع بين المحافظة على دين الله في عقائده وشعائره مع ما يتطلبه الوقت من تحديث مشروع في التربية والتعليم والاقتصاد والاجتماع والتخطيط وصنع القرار ان دولة هذا شأنها وهذه خصائصها لا يصلح لها ولا يناسبها الخلط بين الاسلام، الحق وبين الانحراف باسم الاسلام كما لا تقبل ان يضرب الاسلام أو ينتقص بحجة وجود بعض الغلاة لأن منهجها وقف السلوك الشاذ ليبقى الاسلام الحق أقوم، وهذه الأحداث تبقى في دائرة شذوذها، وليطمئن أهل البلاد والمقيمون فيها على أنفسهم وأهليهم وأموالهم وحقوقهم وأهل هذه البلاد وكل محب لها يتطلع إلى المزيد من الإمساك بدين الله والمزيد من الدعم للدين وأهله وعلم الشرع ورجاله والحسبة واهلها وكل عامل مخلص من أي موقع وفي أي مرفق في شأن المجتمع كله.

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved