مواجهاً المشككين في تعاون المملكة في الحرب على الإرهاب .. الجبير في مؤتمر صحفي بواشنطن :
حادث الرياض أعاد تقييم العديد من الأمور ولن نسمح بتكرار ما حصل
المملكة قامت بجهود لمكافحة الإرهاب ولم تعلن عنها.. وهي حليف قوي في الحرب ضده لأنه موجه ضدها
نعم فشلنا في مواجهة الإرهاب.. وسوف نتعلم من هذا الخطأ

  * واشنطن - أ ش أ :
اعلنت المملكة العربية السعودية أمس اعتزامها اتخاذ كافة الاجراءات الضرورية من اجل منع وقوع المزيد من الاعتداءات الارهابية..
جاء ذلك في مؤتمر صحفي عقده أمس في واشنطن عادل الجبير مستشار صاحب السمو الملكي الأميرعبدالله بن عبدالعزيز الذي اكد ايضا ان المملكة قامت بحل كافة الخلايا التابعة لتنظيم القاعدة في الأراضي السعودية.
وقال الجبير في المؤتمر الصحفي اننا في المملكة العربية السعودية نشعر بالغضب والحزن والاسف نتيجة لعدم قدرتنا على الانتصار في تلك المعركة في إطار الحرب ضد الارهاب.واكد ان المملكة مصممة على الانتصار في الحرب على الارهاب.. وسوف تقوم ببذل كل ماهو ضروري من اجل مواجهة تلك العناصر والتنظيمات الارهابية والقضاء عليها.. ووصف الجبير ماحدث في الرياض يوم الاثنين الماضي بانه «حادث مأساوي» مشيرا الى انه ادى الى اعادة تقييم العديد من الامور داخل السعودية ومن بينها التعاون مع اصدقاء وحلفاء المملكة في العالم.. وقال الجبير ان السعودية خلصت الى نتيجة مفادها.. انها سوف تبذل كل ماهو ضروري سواء من جانب واحد او من خلال الحصول على دعم من اصدقائها وذلك من اجل ضمان عدم تكرار ماحدث في الرياض مؤخرا..
واشارالجبير الى ان المملكة تعرضت لانتقادات كثيرة في الماضي فيما يتعلق بالجهود التي تقوم بها على صعيد مكافحة الارهاب.. وعلق على ذلك قائلا: انني اعتقد مع ذلك بان الكثير من هذه الانتقادات ليس لها مايبررها... فالمملكة.. قامت بالكثير من الاجراءات من اجل مكافحة الارهاب والتي لم تتحدث عنها غير اننا نتحمل المسؤولية جزئيا عن هذه الانتقادات... بسبب عدم الاعلان عن تلك الجهود المشار اليها انفا.. خاصة وان عدم الكشف عنها قد دفع البعض الى الاعتقاد باننا لم نبذل جهودا بصورة كافية..
واكد مستشار سمو ولي العهد ان السعودية كانت حليفا قويا في الحرب ضد الارهاب لسبب بسيط للغاية وهو ان هذا الارهاب كان موجها ضدها.. ونحن على اقتناع بان السعودية والولايات المتحدة يقفان في خندق واحد ضد تلك المنظمة الارهابية التي يطلق عليها القاعدة وانهما عازمتان على الوقوف ضدها وقتالها كما يواصلان ايضا ملاحقتها بكل قوة ودون هوادة وذلك منذ منتصف التسعينيات وانهما قد احرزا نجاحات في بعض المجالات ولم يحالفهما التوفيق في مجالات اخرى...
وقال لقد سمعت العديد من الانتقادات الموجهة الى السعودية فيما يتعلق بالتحقيقات الخاصة بحادث الخبر الذي يعود الى عام 1996 غير انني اود ان أؤكد على بعض النقاط بهذا الصدد.. وهي ان الاعتداء الارهابي الذي وقع على برج الخبر كان يعتبر من بين الامثلة الاولى على التعاون الجاد في اطار مكافحة الارهاب بين كل من الولايات المتحدة والسعودية.
.. وكان يتعين على الدولتين معا خلق وسيلة ما لتحقيق التوازن بين اعتبارات الرغبة في التصدي للارهاب والاعتبارات الخاصة بسيادة كل دولة منهما.... وقد صدرت العديد من الشكاوى عن الولايات المتحدة ضد السعودية وكنا على وعي بها كما كانت هناك شكاوى ايضا من الجانب السعودي ضد الولايات المتحدة التي ربما لم تكونوا على علم بها.. غير انه كان هناك خط اساسي تتفق عليه الدولتان وهو الرغبة في القضاء على الارهاب.
وأوضح الجبير ان المملكة العربية السعودية أنشأت لجنة خاصة لمكافحة الارهاب في الثمانينات من القرن الماضي والتي يعد هدفها الاساسي ملاحقة أعضاء تنظيم القاعدة وتقديمهم للعادلة.واضاف أن من أهداف هذه اللجنة أيضا هي مطاردة قدرة هذا التنظيم للحصول على أية اموال وتتبع الشركات التي يساهمون فيها والعمل مع عدة دول مختلفة في أنحاء متفرقة من العالم من أجل منعهم من القيام بأية عمليات أخرى.
واشار إلى أن المملكة قامت في نهاية العام الماضي بإنشاء لجنة مشتركة لمكافحة الارهاب والتي تشترك بها عدة مؤسسات في الإدارة الأمريكية مثل وكالة الاستخبارات المركزية ووكالة تطبيق القانون مع نظرائهم السعوديين حتى يكون هناك هدف واحد ومحدد للتعامل مع الإرهاب.
وأوضح الجبير أن اهداف هذه اللجنة المشتركة هي فتح جميع قنوات الاتصال بين الطرفين والتأكد من وصول المعلومات من الجانبين في الوقت المناسب والتأكد من إمكانية قيام كل طرف بإكمال الصورة للطرف الاخر بالاضافة إلى العمل مع الدول الصديقة الأخرى من أجل القضاء على هذا التنظيم وتدميره وتقديم أعضائه للعدالة.وقال إن السؤال الآن هو.. هل نجحنا في جزء كبير من هذه الخطة؟؟ الاجابة نعم ... إنه لم يكن هناك تعاون بهذا الشكل الكبير والمتقارب بين البلدين مثل الان وهل فشلنا؟؟ نعم لقد فشلنا.. يوم الاثنين الماضي وسوف نتعلم من هذا الخطأ ونتأكد من أنه لن يحدث ثانية.وقدم الجبير بعض الامثلة على الجهود التي بذلتها السعودية لمكافحة الارهاب في التسعينات من القرن الماضي وفي أعقاب أحداث الحادي عشر من سبتمبر التي وقعت في نيويورك وواشنطن ومن بينها.. اشتراك السلطات السعودية بشكل كبير في اعتقال عدد من كبار رموز تنظيم القاعدة.واضاف أن السلطات السعودية قامت ايضا بتفكيك خلايا القاعدة الموجودة في الأراضي السعودية كما قامت بالقبض على خلية في عام 1990 كانت تعتزم تهريب أسلحة وذخائر وقاذفات صواريخ محمولة إلى داخل السعودية.وقال إن من بين الامثلة الاخرى... القضاء على احدى الخلايا التي كانت تنوي قصف احدى الطائرات الامريكية اثناء إقلاعها من قاعدة الامير سلطان.. هذا بالاضافة إلى اكتشاف واعتقال اثنين من الارهابيين غير السعوديين اللذين اشتركا في الهجوم على سفينة فرنسية في بحر العرب.واشار الجبير إلى أنه من بين الاجراءات التي اتخذتها السلطات السعودية لوقف التمويل المالي لتنظيم القاعدة.. القيام بإغلاق العديد من المؤسسات الخيرية خارج المملكة التي يكون هناك شك في العاملين بها... موضحا أن السلطات السعودية وضعت آلية لتشكيل مجلس إدارة لمثل هذه المؤسسات.وقال إن من بين هذه المؤسسات مؤسسة الحرمين التي طالبتها السلطات السعودية بتعليق انشطتها خارج المملكة حتى تبدأ في تنفيذ آلية خاصة وتعيين اشخاص تكون متأكدة منهم وبالتالي قامت الحرمين بإغلاق ثمانية مكاتب لها في مناطق مختلفة في العالم حتى تبدأ في تنفيذ التعليمات السعودية بشأن التنظيم الداخلي لهذه المكاتب.وقال الجبير إن السلطات السعودية قامت ايضا بتضييق الخناق على التمويل المالي للمنظمات الارهابية... مشيرا إلى أن العديد من الاشخاص طالبوا السعودية بإنشاء وحدة استخبارات مالية وقال إننا لن ننشئ وحدة مالية.. لأنه يوجد لدينا بالفعل مثل هذه الوحدة وقد أوضحت ذلك عدة مرات خلال زياراتي للولايات المتحدة.وانتقد الجبير تصريحات بعض المسؤولين الامريكيين الذين لا يكشفون عن انفسهم ويقولون.. إن المملكة العربية السعودية لا تبذل الجهود المطلوبة لملاحقة الارهابين مؤكدا على أن السلطات السعودية تقوم بتعقب حسابات بعض المشتبه بهم وتحقق مع عدد من الاشخاص الذين تشك في وجود صلة لهم بالعناصر المشتبه بها مما يدل على أن هناك وحدة استخبارات مالية وتعمل بكفاءة.وقال إنني اطالب هؤلاء المسؤولين ان يقفوا امامي ويقولوا ان السعودية لا تتعاون مع الولايات المتحدة في الحرب على الارهاب ولا نفعل ما نقول وانا سأوافق على ذلك.. ولكن هذا سيكون معناه أن الرئيس الامريكي ومستشارة الامن القومي ونائب الرئيس الامريكي ووزير الخارجية الامريكية يخدعون الشعب الامريكي عندما يقولون لهم إن السعودية تتعاون بشكل جيد في الحرب على الارهاب مشيرا إلى أن هذا لن يكون مرضيا للشعب الامريكي.
وطالب الجبير كل من يردد مثل هذه الادعاءات بأن يقولها علانية ويشرحها للناس حتى يتم مواجهتها والرد عليها.