* موسكو - سعيد طانيوس:
تعزز الانتعاش الذي شهدته العلاقات الروسية الامريكية خلال الزيارة التي قام بها أمس وزير الخارجية الامريكي كولن باول الى موسكو لأول مرة منذ ظهور الخلافات بين البلدين بشأن الحرب ضد العراف وتكشف عن وجود نواح عملية مباشرة للتعاون، لا سيما بعدما كشف نائب وزير الخارجية الروسي غيورغي ما ميدوف اليوم عن وجود تفاهم مبدئي بين موسكو وواشنطن على التعاون في مجال التجارب على انشاء شبكة صواريخ مضادة للصواريخ، وقال في مؤتمر صحافي ان بلاده تنظر في أمر تحويل هذا التفاهم الى اتفاق أو معاهدة مكتوبة، وان لموسكو رغبة في تقنين وتوثيق بنود التفاهم التي تم التوصل اليها في هذا المجال.
ويشار الى ان روسيا عارضت طويلا رغبة الولايات المتحدة في الانسحاب من معاهدة حظر الصواريخ المضادة للصواريخ «ام.بي.اي» ثم عادت وسلمت على مضض بانسحاب واشنطن من هذه المعاهدة عقب احداث 11 ايلول/ سبتمبر العام 2001 واصفة اياه بالخطأ الكبير ليتكشف اليوم ان موسكو مستعدة للتعاون في انشاء هذه الشبكة الصاروخية المضادة للصواريخ التي طالما احتجت على اقامتها. وفي تعليقه على الزيارة الاولى لوزير الخارجية الامريكي الى موسكو بعد الحرب في العراق، قال ماميدوف بالرغم من التقديرات لمتناقضة للعمل العسكري في العراق نعتقد بأن المحادثات الروسية - الأمريكية في موسكو كانت ناجحة. وحسب رأيه فإن العلاقات الروسية - الامريكية أضحت على طريق التطور الذي لا عودة عنه، وقال الدبلوماسي: يمكننا بثقة كبيرة القول ان محادثات القمة الروسية الامريكية في نهاية ايار/ مايو الجاري بين الرئيسين فلاديمير بوتين وجورج بوش ستعطي حافزا لتطوير علاقاتنا مع الولايات المتحدة. وكما ذكر فإن تصديق دوما الدولة الروسي على معاهدة التخفيضات على الاسلحة الهجومية الاستراتيجة اضهر صحة سياسة بوتين في تطوير علاقات الشراكة مع الولايات المتحدة. وعن الموضوع العراقي، تتمنى ماميدوف في لقائه مع الصحافيين بأن تلتزم بغداد بالعقود التي وقت عليها بين روسيا والعراق في وقت سابق وان تسدد ديونها المستحقة لموسكو وكشف ان هذه المسائل نوقشت مع باول في المفاوضات التي اجراها أمس معه الرئيس بوتين ووزير الخارجية ايغور ايفانوف.
وقال ماميدوف ان الجانب الروسي سلم الوثائق القضائية المتعلقة بهذا الأمر وأضاف نتمنى بأن تؤخذ هذه الوثائق بالاعتبار من قبل الجانب الأمريكي. إلا انه أشار الى انه وطبقا لوزير الخارجية الامريكي، فإن ديون العراق الى البلدان الأخرى تبلغ 100 - 120 مليار دولار من بينها 8 مليارات الى الاتحاد الروسي. وفي هذه الاثناء جدد وزير الخارجية الامريكي باول في موسكو انتقاد بلاده للتعاون النووي بين إيران وروسيا، وقال في مقابلة على اثير اذاعة محطة ايخو موسكفا «صدى موسكو» اليوم، ان انشاء روسيا لمحطة بوشهر الكهرذرية في إيران تثير قلق بلاده، مدعيا ان موسكو تشارك بلاده أيضا قلقها في هذا المجال. وأضاف: لا روسيا ولا الولايات المتحدة تريد ان ترى إيران تمتلك برامج نووية من شأنها ان تؤدي في نهاية الأمر الى امتلاك هذا البلد أسلحة نووية، إلا انه نفى ان تكون بلاده تعتزم مهاجمة إيران أو انها تحضر الرأي العام لهذا الامر، وقال ان موضوع دخول الجيش الأمريكي الى الاراضي الايرانية غير مطروح على جدول الاعمال في الوقت الراهن. وفيما خص العراق قال باول: ان الولايات المتحدة لا تزال تأمل بالعثور على أسلحة دمار شامل في هذا البلد.. نحن نعتقد بأننا سنعثر على هذه الاسلحة في العراق، وأضاف حتى العراقيون أنفسهم اعترفوا بوجود برامج كهذه وقرار الامم المتحدة انطلق من كون هذه البرامج موجودة في العراق، كما وان المفتشين السابقين انطلقوا من ذلك أيضا ولفت الى ان العراقيين لم يقدموا تقريرا بهذه المواد حتى الآن.
|