* بغداد واشنطن جنيف الوكالات:
حذرت الحملة الدولية لحظر الألغام التي تعقد اجتماعاتها في جنيف حاليا من وقوع كارثة إنسانية رهيبة في العراق لعدم انفجار حوالي 75 ألف قنبلة عنقودية استخدمتها القوات الأمريكية والبريطانية خلال حربها على العراق على حد تقديرها.
ونقل راديو لندن أمس الجمعة عن الحملة قولها إن القوات الأمريكية والبريطانية مطالبة بتقديم المزيد من المعلومات حول الأماكن والأزمنة التي استخدمت فيها القنابل العنقودية للإطاحة بنظام الرئيس العراقي السابق صدام حسين.. معربة عن رغبتها على المدى البعيد في تحديد مهلة زمنية دولية يحظر بعد انقضائها استخدام القنابل العنقودية.ونقل راديو لندن عن بول هامن من إحدى المنظمات المعارضة للألغام قوله إن القنابل العنقودية مصدر خطر كبير على السكان المدنيين في العراق.. موضحا أن الولايات المتحدة اعترفت على سبيل المثال بأنها استخدمت أكثر من 1200 قنبلة عنقودية تم إلقاؤها من الجو يوميا.
وأشار إلى أن القنابل التي استخدمتها قوات التحالف تحتوى على 200 إلى 300 من الذخائر البديلة، وأن نسبة الفشل تتراوح ما بين 5% إلى 25%.
وقال إن الأخذ بهذه الأرقام يعني أنه من الممكن وجود 15 ألفا إلى 75 ألف قنبلة عنقودية غير منفجرة ألقتها الولايات المتحدة من الجو دون الأخذ في الاعتبارالقنابل التي ألقتها بريطانيا والأخرى التي ألقيت من البر.. وهذا يعنى أن ما يتراوح بين 15 ألفا إلى 75 ألف شخص معرضون لاحتمال الوقوع ضحية هذه القنابل في العراق.وقد أصبحت القنابل العنقودية واسعة الانتشار بعد أن كانت تعد قبل عشر سنوات من الأسلحة الباهظة التكاليف.
من جانبها.. أعربت جودي وليامز سفيرة الحملة الدولية لحظر الألغام الأرضية عن اعتقادها بأن الطريقة الوحيدة لحماية المدنيين من هذه الأسلحة يتم من خلال منع استخدامها.
ونقل راديو لندن عن وليامز قولها إنه يتعين فرض وقف كلى على استخدامها وأنه إذا كان لدينا أي تساؤل على ذلك فإنه يتعين النظر فقط إلى استخدام القوات الأمريكية والبريطانية القنابل العنقودية في أماكن مكتظة بالسكان في العراق والنتائج المترتبة على ذلك.
ويرى القائمون على الحملة أن المخاطر المترتبة على استخدام هذا النوع من القنابل كبيرة وتتعدى تلك الناتجة عن استخدام الألغام الأرضية، ولا سيما أن أمام ضحايا الألغام فرصة للبقاء على قيد الحياة في حين أن مصير الأطفال الذين يتعثرون في قنبلة عنقودية هو القتل لا محالة.
وفي واشنطن صرح وزير الدفاع الأمريكي دونالد رامسفيلد بأن وحدات إضافية من قوات الجيش والشرطة العسكرية ستنشر في شوارع المدن العراقية خلال الأيام القادمة لتوفير مزيد من الأمن.
وأشار رامسفيلد في تصريحات أدلى بها للصحفيين في وزارة الدفاع الأمريكية البنتاجون إلى أن هذا الإجراء هو جزء من خطة أعدت سلفا وليس قرارا مفاجئا قصد به الرد على تدهور الأوضاع الأمنية في البلاد.
وفي بغداد اعتقلت القوات الأمريكية صباح أمس الجمعة 55 عراقيا متهمين، بالنهب كما علقت ملصقات في أبرز شوارع بغداد للتحذير على ما أفاد مصدر عسكري أمريكي.
وقال السرجنت روجيليو غونزاليز «اعتقلنا منذ الساعة 55 لصا ويصل المزيد منهم كل 20 دقيقة».
ويتم اقتياد العراقيين المعتقلين وبينهم أطفال تتراوح أعمارهم بين 10 و12 سنة إلى القصر الرئاسي العراقي حيث أقام الأمريكيون مقر قيادتهم في العاصمة العراقية.
وأوضح النقيب جامس برونلي أنه يتم حبس اللصوص لثلاثة أسابيع قبل اطلاق سراحهم.
وكتب على معلقات تحذير اللصوص «توقفوا عن السرقة والنهب، أعمال النهب تعطل توزيع المساعدات الإنسانية وتؤخر إعادة إعمار العراق وتحرم العراق من مستقبل زاهر وتدمر مستقبل الأجيال القادمة».
وكتب على معلقات أخرى «الخيار لكم، يمكنكم اختيار المساعدة على إعادة إعمار العراق ليعود دولة مزدهرة لكافة العراقيين أو الحكم على الأجيال القادمة بالعيش في ظل الفقر، حكموا ضمائركم».
وتصاحب الكتابة على المعلقات صور تجسد أعمال نهب وصور أطفال عراقيين.
وكان الجنرال بوفور بلونت قائد الفرقة الثالثة مشاة أعلن الخميس أن القوات الأمريكية أطلقت عملية تطهير لأحياء بغداد ونشرت المزيد من القوات على الأرض بهدف وضع حد لأعمال النهب والعنف وإعادة النظام إلى العاصمة.وأضاف أن القوات الأمريكية ستضاعف دورياتها الليلية.
| 
