Friday 16th may,2003 11187العدد الجمعة 15 ,ربيع الاول 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

11-5-1390هـ - الموافق 14-7-1970م - العدد 302 11-5-1390هـ - الموافق 14-7-1970م - العدد 302
لتكن صحافتنا انعكاساً لواقعنا
بقلم - محمد العجيان

في صحافتنا - هذه الايام - موجة جديدة من الكتابات ذات النوعية الغربية اخذت تنشر ظلالها على اعمدة بعض الصحف بمدلولات بعيدة عن ذهن القارئ واهتماماته.. وبأسلوب لا يفهمه الا اصحابه!
هذه الموجة لا تعتمد اسلوب التخاطب الجماهيري الذي يقتضي من الكاتب ان يسخر طاقته ويحشد امكاناته للتوعية وخدمة الجميع.
ولا ينهج البحث العلمي الدقيق الذي يمكن ان يضيف جديدا لادبنا.. وفكرنا.. وتراثنا.. بل حتى الهدف المحدد - وهو عنصر اساسي لاي موضوع - ينعدم في تلك الكتابات المتراصة - المتناقضة التي قد تعنى اي شيء.. ولكنها قطعا لا تعنى المصلحة، ولا فائدة القارئ، ولا تمثل بأي حال مستوى ادبنا وتفكيرنا، ولا طريقة معالجتنا للقضايا لانعدام القدر الكافي من وضوح الرؤية فيها.
ولكنها مجرد صدى ومحاكاة لبعض المدارس الادبية التي تخطاها الزمن وعفى عليها.. الامر الذي يجعلها عديمة الفائدة.. ان لم تحدث بعض التشويهات في واجهتنا الفكرية لقد اصبحت قيمة الحرف تتحدد بمقدار ما يحدثه من اثر.. وما يخلفه من تكوينات تساهم في ارساء دعائم النهضة وتخفيف آلام الانسان.. وتفضي به الى رحبة فسيحة من الخير، والحب، والامل.. وليس بحجم ما يكتنفه من غموض وتهويمات يسميها اصحابها اعجازا وهي في الحقيقة عجز..
كما ان طبيعة العصر لم تدع مجالا للخيالات، والتصورات ولكنها تفرض الوضوح.. وتجسيم الاشياء بحيث تكون كل المستويات قادرة على تمييزها.. وهضمها دون ادنى عناء او تفكير تستوجب الضرورة توجيهه لتجسيد الآراء عملا واقعا يحقق الرخاء للجميع ونحن - هنا - نعيش مرحلة انطلاق - .. وارتقاء.. وكل فكرة سديدة.. ورأي صائب وموقف محدد.. يمكن أن يكون اساساً قوياً لانطلاقتنا في اتجاه البناء، والتعمير، والنهوض وهو اقل ما يجب ان يقدمه حملة الاقلام، وقادة الفكر.. لارساء قاعدة الانطلاق، وترسيخها.. وللتدليل على مدى ما بلغناه من وعي وادراك لمقتضيات الحضارة.
ذلك ان تلك العناصر تمثل الحوافز القوية لمواكبتنا المد الحضاري، وتجسيد تطلعاتنا نحو العمل الجدي بعيدا عن الانغماس في آليته الذي يتمثل في انعدام الموضوعية.. وغياب الهدف.. وتبديد الوقت.. وهي اشياء تتوافر بكثافة في بعض صحفنا مما يوجد الحاجة الماسة الى اعادة تقييمها.. وتحديد مسار جديد لها في اطار السياسة العامة للبلاد.. ودون المساس بمشاعر الآخرين.. او مصلحة الوطن وهي مهمة تقع بالدرجة الاولى على المسئولين بالصحف.. الذين يتمتعون بدرجة من الوعي والثقافة تجعل الامل كبيرا في ان تكون صحافتنا في مستوى آمالنا نهجا، وموضوعا.

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved