لغة هائلة للتعبير عن المشاعر، ولغة واسعة للتفاهم، وفن فريد قائم بذاته، انه ذلك الرسم الكاريكاتيري الذي يختصر الكلمات ويبوح بالآهات بريشة ساحرة فهل يفهم العقلاء هذه اللغة العالمية ويعملون على تطبيقها للصالح العام وخدمة للمجتمع، اقول فقط هل؟ وهل؟..
ابتدئ اعجاباً بالرسم الكاريكاتوري للمبدع دائماً الفنان الماضي، والذي صوَّر لنا صورة ملونة لما يحصل للراتب الشهري في مسرحية طويلة، سريعة فصولها، كثرة الطلبات، ومشاهدها صرف الريالات.يعلم الكل أن السواد الأعظم من موظفي الدولة وبالتحديد في السنوات العشر الماضية هم من موظفي «بند العمال، بند الأجور» حيث يظهر على السطح موضوع هام ومرتبط الا وهو الابتعاد عن الاستقرار الوظيفي.سعدت بالطرح الذي أتحفتنا به عبر جريدتنا الرائدة في الاعلام السعودي الواسع الانتشار جريدة «الجزيرة» بصفحة «عزيزتي الجزيرة» الفنانة التشكيلية/ فاطمة سعد الجوفان بالعدد رقم 11093 ليوم الثلاثاء 10/12/1423هـ الموافق 11/2/2003م، وفعلا اصابت قولا بليغا، ولكن لم تضع حلا جذريا للواقع المؤلم فليتها اشعلت الشمعة لينعم الكل بالدفء والاستقرار الوظيفي المطلوب كذلك، اذ ليست المسألة سباقاً مع الساعة بل هي اكثر من ذلك؟ لانها سباق مع قلة البركة.. للاسف الشديد لان هذا الواقع الفعلي الذي عليه الغالبية من الناس الا من رحم ربي.
وهنا اجدها فرصة مواتية لاوجه نفسي واحبتي الى الاخلاص بالقول والعمل وفق استراتيجية معينة قلبها النابض الامانة.. الامانة.. الامانة.. وبفعل هذا أولاً وأخيراً ننعم باستقرار الراتب فلا تهجم عليه الفواتير بضراوة؟؟
أتوقف عند التساؤل فيما يمكن ان يفعله راتب ما بين 1200- 1500 ريال فصراحة، ومع الاخلاص والامانة فلن يكفي لإيجار استراحة شباب بالقطية فما هو الحال للشقة العائلية، فما هذه الريالات الا مصاريف عالقة في طريق العاصفة ومع الاقتصاد والتنظيم تكاد تكون مناسبة بقدر للسيارة ومستلزماتها الضرورية بعيدا عن الكماليات الشبابية.. وبالقرب من هذا الامر وحتى الآن لم اجد من يشفي قلوب قوم مؤمنين حتى صعقتنا تلك الاخبار التي طالعتنا بها الصحف عن ماذا؟..
عن «العمالة الموسمية» والتي بلغت «2750» جزارا مصريا للعمل في موسم الحج لنحر الاضاحي والهدي في المشاعر المقدسة، هنا أتساءل بكل أسف وحسرة، الا يعرف شبابنا نحر الاضاحي؟؟، النساء يعرفن النحر كذلك وبمهارة فائقة جداً.. فكم كلفت عملية احضارهم وترحيلهم مع قيمة التأشيرات والتذاكر والاعاشة والنقل والاسكان والرواتب والبدلات.. أكيد كلفت الملايين من الريالات.. فمن المسؤول عنها، ماذ لو صبت هذه الملايين في جيوب ابناء الوطن أليس في ذلك الخير الكثير والامن العظيم بالرغم من الوقتية المنتهية كذلك، ولكن العود ولا القعود؟
وكلي رجاء وامل ألا يظهر علينا معقب ليقول إن الحاجة دعت لهم في ازمة؟ فقط هذا امل ورجاء..
أين هي جهود السعودة وتوطين الوظائف؟.. برأيي الشخصي.. يجب وجوباً ان يفعل الجهد للاعلى للتنويع المدروس وفق خطط عاجلة سريعة التنفيذ، والتوزيع الوظيفي تبعاً للمعطيات الآلية للاعداد المتنامية من الخريجين والخريجات الداعية لاحداث الجديد الذي يكفي ويفي وفقاً لاحتياجات العمل ومتطلبات السوق الوظيفي الذي ومن المفترض ان يعد ويتطور ليستوعب الكل وليس اقل من الجزء ليبتعد الشباب عن بؤرة الاجرام والفساد، وذلك كله لخير العباد والبلاد.. شكراً للفنانة التشكيلية/ فاطمة سعد الجوفان لاثارتها الهادفة للتوعية والاصلاح، والله من وراء القصد..
ختاماً.. تفاءلوا بالخير تجدوه، وقريباً بإذن الله تعالى، والله الهادي إلى سواء السبيل..
عبدالرحمن بن محمد بن سليمان المهوس/القصيم/بريدة / حي حويلان
|