السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
طالعت في صحيفتنا الغراء التغطية المميزة لرحيل الداعية فهد بن سعيد في عددي الاثنين والثلاثاء الماضيين التي اعطت هذا الرجل حقه فكل الشكر لرئيس التحرير الاستاذ خالد حمد المالك على ما أتحفتنا به الجزيرة من متابعة واهتمام ولي كلمة مختصرة في رحيل فهد بن سعيد أبدؤها بقولي:
الموت حق وكلنا ذايقينه
مير البلاء من ذاق موت ولا مات
في زمن غابر كان الراحل فهد بن سعيد يصدح بهذه الكلمات التي بمجرد غنائها من قبله يتأوه ويتويَّل الشباب المراهقين من الشباب لأنهم يرون انها تلامس مشاعرهم وتدغدغ احلامهم، فقد كان ابن سعيد كما يحلو لمحبيه ان يسموه مالئ دنيا الفن الشعبي وشاغل محبي هذا الفن، لقد كان الراحل عملاقا في الفن الشعبي وما زلت اذكر انه تحدي بجماهيريته الساحقة جماهير الهلال والنصر جميعا وراهن على اكتساحهم بجماهيريته الطاغية كان الراحل ابن سعيد محبوبا جدا وليس ذلك بغريب عليه، فقد اجمع الكل على طيبة قلبه وصفاء نفسه ودماثة اخلاقه وطيبته الزائدة لكن الشيء المهم في حياته انه، لم يعرف طعما للراحة ابان فترة توهجه وغنائه بل كان يعيش في شقاء وهم وغم وضيقة صدر لا تفارقه واستمر ذلك معه طوال حياته الفنية التي بلغت ثلاثين عاما وبلغ معه ذلك مبلغا عظيما، وجاءت ساعة الفرج عندما تعرف ابن سعيد على الشيخ المحمود الذي بين له طريق الهداية وطريق الراحة النفسية المستمدة من التقرب الى الله فسلك ابن سعيد هذا الطريق الذي لم يكن امامه اصلا سواه فقد مشى في دروب عدة لكنه ايقن انها طرق مظلمة مسدودة فكانت تلك المتغيرة نقطة مهمة في حياته قادته بحمد الله لما شكا مرارا من نقصه لديه، حصل ابن سعيد على الراحة وأصبح داعية وتزوج واستقر نفسيا ورزق بأولاد نسأل الله لهم الصلاح وجاءت المنية ففي صباح يوم الاحد انتقل فهد بن سعيد الى جوار ربه تاركا الدنيا وحطامها الذي لم يكن يملك منه شيئا وعوضه الله عنه بخير كثير لقد كانت وفاته صدمة لمحبيه لكنه كان بانتظار الموت ولم يكن خائفا منه فالإيمان يملأ قلبه الطاهر ويكفي ان ساعة وفاته حلت وهو يتوضأ لصلاة الظهر فيالها من خاتمة طيبة ونهاية سعيدة..
رحل فهد ابن سعيد وقلبه متوجه الى الله عز وجل تائبا متذللا طائعا لكن اكثر ما كان يؤلمه رحمه الله تواجد اشرطته في السوق وسماع البعض لها وتمنى مرارا وتكرارا من كل من يكن الحب الصادق له ان يتخلى عن سماع اغانيه ويتلفها او يستبدلها بخير منها فهل ينفذ مما يزال يستمع لأغاني الراحل الى امنيته بترك ذلك والدعاء له والترحم عليه انها امنية.
عبد الله الدهامي/مكتب الجزيرة بالبدائع
|