Friday 16th may,2003 11187العدد الجمعة 15 ,ربيع الاول 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

رياض الفكر رياض الفكر
براءة الإسلام من العنف والتطرف
سلمان بن محمد العُمري

لم يكن الإسلام على صلة بالعنف والتطرف في أي حقبة وأي مكان، فهو دين الله تعالى الذي ارتضاه لعباده لما فيه خيرهم وصلاحهم في الدنيا والآخرة، وهو دين العدل، والإحسان، والرحمة، والمودة، والموعظة الحسنة، وقد حاولت قوى الظلم والطغيان على مر العصور وبشكل دائم ربط الإسلام بصفتي العنف والتطرف لغاية في نفوسها لا تخفى على أحد، وقد نجحت تلك القوى في مسعاها الباغي والظالم حيناً، وأخفقت أحياناً، وكان من حصيلة ذلك أن تشوهت الصورة بفعل البغي الإعلامي وآلاته الرهيبة بأذهان العديد من البشر وخصوصاً في المجتمعات الغربية حيث صورت الإسلام على أنه شكل من أشكال العنف، وقد ساعد في تكوين تلك الصورة بعض المسلمين بسلوكيات بعضهم الخاطئة وأعمالهم غير المقبولة!
وبعض المنظمات التي تنتسب إلى الإسلام وتشوه الإسلام عن جهل وتسهم في تشكيل هذه الصورة السلبية، هي التي يرعاها الغرب ويريدها أن تقوى ليزداد تشويه الإسلام، وهو الذي يرفض تصحيح مسارها وتعديل منهجها بل تجد منه كل الدعم والمؤازرة.
إن هناك فارقاً كبيراً في المصطلحات وفهمها وتفسيرها بين الأطراف المختلفة، ولكن يهمنا توضيح الحقيقة الناصعة الساطعة التي تمثل جوهر ديننا، ولا يكون ذلك بالقول فحسب - رغم أهمية الإعلام - ولكن بالفعل أيضاً على صعيد الأمة وأبنائها وعلى صعيد الأطراف الأخرى خارج حدود الأمة فالرأي العالمي له أهميته في عالم اليوم وحضارته.
واليوم حين يهاجم الغرب بآلته الإعلامية الرهيبة المسلمين في كل اتجاه ويحمل المناهج الدينية مسؤولية تنامي روح العداء والبغض له ولنظمه يتجاهل السبب الحقيقي الذي يدفع إلى تلك المشاعر مما يلقاه المسلمون في كل مكان من ظلم وقهر وقتل وانتهاك لحقوقهم خاصة في أرض فلسطين والعراق حيث الاحتلال الغاشم، وأما مناهجنا فإنما تعلم الإنسان المسلم كيف يكون مؤمنا بربه معتزاً بدينه مدافعاً عن أمته منصفاً في حكمه لا يتوانى في الدفاع عن وطنه وأمته بعيداً عن الفوضى أو العبثية وبعيداً عن الخنوع، والذل، والتبعية، وحين يوجد من يخرج على تعاليمه السامية فذلك قصور فيه لا في المنهج وخلل في عقليته لا في المفردة التي تدرس وسيظل الغرب عدواً حتى ينظر لقضايا الأمة بعين الإنصاف والعدل وسيظل مسؤولاً عما يحدث للمسلمين من ظلم، وبغي. ومهما حاولنا تغيير المناهج بما يرضي الغرب فلن يكون ذلك مجدياً بل سيولد ذلك مزيداً من العداء والبغض لأننا حينئذ نعالج الأعراض ولا نعالج الأمراض الحقيقية، ونهتم بالنتيجة ولا نهتم بالسبب الحقيقي، وعلينا ألا ندع أي فرصة للآخرين للنيل منا، ومن ديننا وعبر نوافذ يفتحونها، أو قد نفتحها نحن لهم. وعلينا ألا نكون أبواقاً ينفخ فيها العدو لمصالحه، والله المستعان.

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved