|
|
المستقبل لهذا الدين، فمهما كاد له الأعداء، ومهما خططوا للقضاء عليه وعلى المتمسكين به والملتزمين بأوامره، فإنهم لا شك خاسرون، هذا ما شهدت به نصوص القرآن الكريم والاحاديث الصحيحة، كقول الله تعالى: {يٍرٌيدٍونّ أّن يٍطًفٌئٍوا نٍورّ اللّهٌ بٌأّفًوّاهٌهٌمً وّيّأًبّى اللّهٍ إلاَّ أّن يٍتٌمَّ نٍورّهٍ وّلّوً كّرٌهّ الكّافٌرٍونّ } [التوبة: 32] وقوله تعالى:{يٍرٌيدٍونّ لٌيٍطًفٌئٍوا نٍورّ اللّهٌ بٌأّفًوّاهٌهٌمً وّاللَّهٍ مٍتٌمٍَ نٍورٌهٌ وّلّوً كّرٌهّ الكّافٌرٍونّ} [الصف: 8] فهم يريدون القضاء عليه، ويبذلون ما بوسعهم من اجل إنهائه، ولكنهم لن يجدوا الى ذلك سبيلا، فإرادتهم خاسرة، وآمالهم خائبة، وغايتهم فاشلة، وهدفهم مستحيل الوقوع، لان ارادة الله فوق كل ارادة، فهو سبحانه متم نوره رغم انوفهم، وهم كالذي ينفخ بفيه ليطفئ شعاع الشمس او نور القمر. بل سوف ينتشر هذا الدين بينهم، وفي مجتمعاتهم، ويكثر المتمسكون به منهم و من غيرهم هذا ما اخبر به النبي صلى الله عليه وسلم حيث قال:« ليبلغن هذا الامر ما بلغ الليل والنهار، ولا يترك الله بيت مدر ولا وبر الا ادخله الله هذا الدين، بعز عزيز او بذل ذليل، عزاً يعز الله به الإسلام وذلاً يذل به الكفر». فما على المسلمين الا ان يعدوا انفسهم إعدادا صحيحا يؤهلهم لنصرة هذا الدين، ليتحقق النصر على ايديهم ان شاء الله تعالى، يقول عز وجل:{وّعّدّ الله الذٌينّ آمّنٍوا مٌنكٍمً وّعّمٌلٍوا الصَّالٌحّاتٌ لّيّسًتّخًلٌفّنَّهٍمً فٌي الأّرًضٌ كّمّا اسًتّخًلّفّ الذٌينّ مٌن قّبًلٌهٌمً وّلّيٍمّكٌَنّنَّ لّهٍمً دٌينّهٍمٍ الذٌي ارًتّضّى" لّهٍمً وّلّيٍبّدٌَلّنَّهٍم مٌَنً بّعًدٌ خّوًفٌهٌمً أّمًنْا يّعًبٍدٍونّنٌي لا يٍشًرٌكٍونّ بٌي شّيًئْا وّمّن كّفّرّ بّعًدّ ذّلٌكّ فّأٍوًلّئٌكّ هٍمٍ الفّاسٌقٍونّ } [النور: 55] . إن الشدة يأتي بعدها الفرج، ومهما اسود الليل، واحلولك الظلام فان النور قادم، ولابد للفجر من انبثاق فاعملوا معشر المسلمين لدينكم، ولاتستبطئوا النتائج، ولا تستعجلوا النصر فقد قال الله تعالى:{فّإنَّ مّعّ العٍسًرٌ يٍسًرْا (5) إنَّ مّعّ پًعٍسًرٌ يٍسًرْا } [الشرح: 5 - 8] لما نزلت هذه الآيات بشر النبي صلى الله عليه وسلم أصحابه فقال:« ابشروا، اتاكم اليسر لن يغلب عسر يسرين» ويقول خباب بن الأرت رضي الله عنه: شكونا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو متوسد بردة له في ظل الكعبة، فقلنا: الا تستنصر لنا؟ الا تدعو لنا؟ فقال:« قد كان من قبلكم يؤخذ الرجل فيحفر له في الارض، فيجعل فيها، ثم يؤتى بالمنشار فيوضع على رأسه فيجعل نصفين، ويمشط بأمشاط الحديد ما دون لحمه وعظمه ما يصده ذلك عن دينه، والله ليتمن الله هذا الامر، حتى يسير الراكب من صنعاء الى حضرموت لا يخاف الا الله والذئب على غنمه، ولكنكم تستعجلون». اسأل الله عز وجل ان ينصر دينه وكتابه وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم وان يعز الإسلام والمسلمين، وان يذل الشرك والمشركين. |
[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة] |