Friday 16th may,2003 11187العدد الجمعة 15 ,ربيع الاول 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

نشرته « الجزيرة » قبل عشر سنوات نشرته « الجزيرة » قبل عشر سنوات
الدباسي يروي قصة الحوار الذي أعلن فيه الراحل ابن سعيد «توبته»

يروي اليوم الزميل عبد العزيز الدباسي لـ «شواطىء» قصة لقائه بابن سعيد قبل عشر سنوات حيث يقول فجعت كما فجع غيري بوفاة الداعية فهد بن سعيد بن عبد الله السعيد «الفنان فهد بن سعيد سابقا» ظهر يوم الاحد 3/3/1424ه بينما كان يتوضأ لصلاة الظهر، هذا الرجل الذي عانى وذاق المر والشقاء في حياته ولم يهنأ بدنياه ونعيمها كغيره حتى مماته، هذا الانسان الطيب والخلوق كنت اول من اجري معه حوارا نشر في هذه الصحيفة على مساحة صفحة كاملة بعد توبته واعلانه اعتزال الغناء وقد ذهلت حينها من كثرة المعجبين به والمحبين له حيث كنت قد طلبت مضاعفة عدد نسخ الجزيرة التي تصل الى منطقة القصيم وهذا ما تم بالفعل ومع ذلك فقد نفدت كل النسخ وهو امر غير مسبوق.
وقد أعجبت خلال لقائي معه الذي استمر ساعتين ومازلت احتفظ بشريط اللقاء حتى الآن اقول اعجبت بتواضعه وتوبته الصادقة ودماثة اخلاقه وقد كان جادا وصادقا في اعتزاله الغناء فعندما سألته عما يشاع حينذاك عن قيامه بالغناء عند اجتماعه ببعض الشباب في دائري بريدة او الاستراحات اجهش بالبكاء وصمت ثم قال والحزن يعلو محياه: لقد ظلموني باشاعاتهم واكاذيبهم فقد اعتزلت الغناء نهائيا وانا نادم على ما مضى من عمري الذي قضيته في الطرب واللهو الذي لا طائل من ورائه، واردف يقول: إنني الآن اعاني من الحاح احدى الشركات الفنية المشهورة في الكويت عليَّ بالعودة الى الغناء وقدمت له عرضا مغريا يسيل له لعاب اي فنان حيث عرضوا علي مبلغا ماليا كبيرا واظنه ذكر انه «مليون» ريال ان لم تخني الذاكرة وراتبا شهريا وسيارة من ارقى الانواع واحدث الموديلات ولكني رفضت ذلك كله ورضيت بأن اكون حارسا لمدرسة ابي موسى الاشعري لتحفيظ القرآن الكريم ببريدة براتب بسيط جدا ومسكن كما ترى من حيث صغره وتواضعه ومع ذلك فأنا راضٍ بما قدره الله لي من المال الحلال.
رحم الله الرجل الانسان فهد بن سعيد الذي ضرب بالمال والشهرة عرض الحائط وتركها وراءه واتجه الى اهل الخير والصلاح وقام يشارك في بعض المناسبات بالدعوة الى الله في المخيمات والتجمعات الشبابية والاستراحات، وكم كنت سعيدا وفي غاية الفرح وانا ارى ذلك الجمع الغفير الذي امتلأت به ساحات جامع الونيان ببريدة واروقته والشوارع المحيطة به لاداء الصلاة على الفقيد، وقد امتلأت مقبرة الموطأ في بريدة بالآلاف من المشيعين الذين واروه الثرى. واشيد هنا بوقفة مدرسة ابي موسى الاشعري ببريدة وذلك يجمع التبرعات لبناء مسكن لزوجة الفقيد واطفاله ومشروع خيري واسأل المولى عز وجل ان يسكنه الفردوس الاعلى من الجنة.
وان يتغمده بواسع رحمته وغفرانه.
والله من وراء القصد.

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved