قبل ظهور المدعو «سارز» كنت أتردد كثيراً في الذهاب إلى الحلاق واذا جلست مكرهاً على كرسي «من يربح الأمراض» أصابني نوع من «الوسواس» والخوف من أن أفارق الحياة بسبب «موس» أو مقص السيد حلاق!
هذا الخوف الذي أصابني وأصاب الكثيرين غيري هو بسبب تحذير منظمة الصحة العالمية والذي يؤكد على أن أدوات الحلاقين «الملوثة» هي سبب رئيسي ومباشر لنقل الأمراض الجلدية والتناسلية الخطرة والتي تنتقل من شخص إلى آخر عبر هذا الحلاق وأدواته وكرسيه ولعل أخطرها مرض «الأيدز» كفانا الله وإياكم شروره!
هذا بالطبع قبل ظهور المرض القاتل والذي لا يمهل من أصابه الا عشرة أيام قبل الرحيل عن الدنيا وبعد ظهوره زاد الطين بله!!
لقد ترددت كثيراً في زيارة حلاقي الخاص منذ ظهور (سارز) رغم ان الشعر قد طال عن حده ولكنه الخوف كما يقولون لكنني قررت ان أغامر بعد أن لبست «كماماً» وذهبت واستسلمت لأنامل رفيق الشعر وكان يثرثر وأنا كالأصم وإذا هو يرمي بمعلومة أجبرتني على الإنصات له يقول إنهم في أمريكا وأوروبا منعوا الحلاقين من حلاقة «الذقن» والاكتفاء بقص الشعر فقط خوفاً من انتقال الأمراض للناس بسبب أمواس الحلاقين أما عندكم فالأمر ولله الحمد كما هو لم يتغير فمعظم الزبائن ما زالوا يصرون على حلاقة ذقونهم رغم أننا نستضيف كل يوم العشرات من الأصحاء ومن أصحاب الأمراض المعدية !!
إنها معلومة نقلها هذا الحلاق وأنقلها بدوري إلى أصحاب القرار في وزارة الصحة والأقسام الصحية في البلديات الذين يجب ان يتدخلوا فوراً ويمنعوا حلاقة الذقن في هذه الفترة على الأقل لحماية البشر من (سارز) وغيره من الأمراض الأخرى التي تنتقل عبر الحلاقين!!
الأمر كذلك بالنسبة لعيادات الأسنان التي يجب أن تتوخى الحذر وتهتم بالنظافة وتعقيم الأدوات المستخدمة في علاجات الأسنان وهي الناقل الآخر للأمراض!!
إنه فرق كبير بين «كرسي من يربح المليون» وكرسي من يربح الأمراض فكرسي جورج قرداحي باستفزازاته المقبولة ارحم مليون مرة من كرسي الحلاق وطبيب الأسنان الناقلان الرسميان للأمراض مع عدم حفظ الحقوق بالطبع!!
|