|
|
الحمد لله وحده والصلاة على من لا نبي بعده وبعد فإن ما وقع مساء الاثنين الماضي في مدينة الرياض على يد فئة شاذة منحرفة قد أفزع كل مسلم، هذا الحادث الأليم والمنكر العظيم الذي قامت فيه هذه الفئة الباغية وذهب ضحيته نفوس بريئة ودماء معصومة، لاشك ان من قام بهذا الفعل الشنيع أصحاب نفوس مريضة وعقول فارغة من فهم الإسلام وتعاليمه التي تحرم مثل هذا الفعل، فمن يحارب هؤلاء؟ لقد غاب عن مثل أصحاب العقول المريضة نصوص الشرع التي تبين شناعة فعلهم كقوله تعالى:{وّمّن يّقًتٍلً مٍؤًمٌنْا مٍَتّعّمٌَدْا فّجّزّاؤٍهٍ جّهّنَّمٍ خّالٌدْا فٌيهّا وّغّضٌبّ الله عّلّيًهٌ وّلّعّنّهٍ وّأّعّدَّ لّهٍ عّذّابْا عّظٌيمْا}، وقوله تعالى: {وّلا تٍفًسٌدٍوا فٌي الأّرًضٌ بّعًدّ إصًلاحٌهّا وّادًعٍوهٍ خّوًفْا وّطّمّعْا إنَّ رّحًمّتّ اللهٌ قّرٌيبِ مٌَنّ المٍحًسٌنٌينّ}، وقوله تعالى: {وّإذّا قٌيلّ لّهٍمً لا تٍفًسٌدٍوا فٌي الأّّرًضٌ قّالٍوا إنَّمّا نّحًنٍ مٍصًلٌحٍونّ}، وقوله تعالى: {وّمٌنّ النَّاسٌ مّن يٍعًجٌبٍكّ قّوًلٍهٍ فٌي الحّيّاةٌ الدٍَنًيّا وّيٍشًهٌدٍ اللّهّ عّلّى" مّا فٌي قّلًبٌهٌ وّهٍوّ أّلّدٍَ الخٌصّامٌ (204) وّإذّا تّوّلَّى" سّعّى" فٌي الأّرًضٌ لٌيٍفًسٌدّ فٌيهّا وّيٍهًلٌكّ الحّرًثّ وّالنَّسًلّ وّاللَّهٍ لا يٍحٌبٍَ الفّسّادّ} ، ثم إن دين الإسلام قد كفل للمعاهدين حقوقهم عندما أذن لهم بالإقامة بين المسلمين فتحرم دماؤهم وأموالهم وأعراضهم، وجاء في صحيح البخاري ان النبي صلى الله عليه وسلم قال: «من قتل معاهداً لم يرح رائحة الجنة وإن ريحها ليوجد من مسيرة أربعين عاماً» وفي سنن أبي داوود عنه صلى الله عليه وسلم انه قال: «ألا من ظلم معاهداً أو انتقصه أو كلفه فوق طاقته أو أخذ منه شيئاً بغير طيب نفس فأنا حجيجه يوم القيامة». إن هذه النصوص وغيرها كثير في كتاب الله وسنة رسوله تأمر بالإصلاح والعدل والإحسان وتنهى عن الإفساد والظلم والإساءة وقد قرر الفقهاء قديماً وحديثاً حرمة دماء المعاهدين وانه يجب على الإمام ان يحفظهم ويمنع من يؤذيهم. إن هذه النصوص وغيرها ـ أيضاً ـ تبين شمول وعظمة دين الإسلام حيث نظم العلاقة بين أفراد المجتمع وقرر لكل حقوقه وواجباته ولما كانت المملكة العربية السعودية تنفرد ـ ولله الحمد والمنة ـ من بين دول العالم بتقرير حقوق غير المسلمين فيها وفق الشريعة الإسلامية وهدي السلف فإن أداء حقوق غير المسلمين في المملكة يستمد قوته من الشريعة الإسلامية وهو بذلك يتجاوز مستوى التوصيات، بل هو حق شرعي لكل من له عهد من المسلمين فدمه حرام، فويل للذين يظلمون الناس ويبغون الفساد في الأرض وويل للذين يقطعون الطريق ويصدون الناس عن دين الله ويزعمون انهم الحق، وويل لمن يعينهم على ظلمهم وبغيهم وإن من واجب كل مسلم في هذه البلاد ان ينصح لولاة الأمر ويقف معهم في قطع الطريق على هؤلاء المفسدين. اللهم اكفنا شر الأشرار وكيد الفجار واحفظ هذه البلاد وأهلها من كل سوء واحفظ ولاة أمرها وأعنهم على كشف هؤلاء المجرمين. |
[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة] |