الحمد لله الذي أعزنا بالإسلام والحمدلله الذي كملنا بالإسلام، والحمدلله الذي هذبنا بالإسلام، والحمدلله الذي أضاء لنا دروبنا بالإسلام. والصلاة على نبينا الهادي إلى الصراط المستقيم الذي وضّح لنا المنهج السوي والطريق القويم ووضّح لنا كيف تكون علاقتنا بخالقنا وكيف تكون علاقتنا بولاة أمرنا وكيف تكون علاقتنا باخواننا المسلمين وكيف تكون علاقتنا بغير المسلمين.
فديننا دين يعمر الأرض ولايخربها ويصلح ولايفسد.
وديننا يدعو للهداية بالحكمة والموعظة الحسنة لا بالعنف والصلف قال تعالى..{وّلّوً كٍنتّ فّظَْا غّلٌيظّ القّلًبٌ لانفّضٍَوا مٌنً حّوًلٌكّ}، وقال تعالى: {ادًعٍ إلّى" سّبٌيلٌ رّبٌَكّ بٌالًحٌكًمّةٌ وّالًمّوًعٌظّةٌ الحّسّنّةٌ وّجّادٌلًهٍم بٌالَّتٌي هٌيّ أّحًسّنٍ} ، والمقصود بهذه الفئة التي يأمر الله سبحانه وتعالى رسوله محمد صلى الله عليه وسلم بأن يدعوهم بالحكمة والموعظة الحسنة ويأمره بألايكون غليظاً معهم هم الفئة المؤمنة والفئة الكافرة على حد سواء.
والرسول صلى الله عليه وسلم تعامل مع الكفار والمشركين في ذلك الوقت فأبرم معهم العهود والمواثيق وعقد معهم الصلح وكان يتعامل معهم في وقت السلم في كل جوانب الحياة، في البيع والشراء وكان يزورهم ويحادثهم ويعود مريضهم.
فكان لهذا الاثر الكبير في دخول بعضهم الإسلام فلو أنهم رأوا منه ماينفرهم لما استجابوا له.
فالرسول صلى الله عليه وسلم كان مثالا للخلق الكريم، قال تعالى {وّإنَّكّ لّعّلّى" خٍلٍقُ عّظٌيمُ }.
فمنهج الإسلام واضح إلا ان هناك بعض الفئات تفهم الإسلام فهماً ناقصاً وتنزل النصوص الشرعية في غير مواقعها.
تتسم هذه الفئة بقلة العلم ومحدودية الرؤية فهي لاترجع إلى العلماء المعروفين بعلمهم وفقههم ورجاحة عقولهم. بل إنها تستقي أفكارها من جماعات وأشخاص حاقدين على هذا المجتمع، بعضهم متحمس للدين على غير بصيرة مفتقر للفقه في هذا الدين وشتان بين العلم المجرد والعلم المقرون بالفقه فالعلم المجرد قد لايعني سوى حفظ النصوص التي لايستطيع معها هذا العالم انزالها على الواقع وقد ينزلها بصورة خاطئة.
أما العلم المقرون بالتفقه في الدين فهو الذي يجمع العلم وفهم النصوص الشرعية فهماً دقيقاً والقدرة على إنزال هذه النصوص الشرعية على الواقع بمهارة فائقة وذكاء ثاقب مستوعباً الظروف السياسية والاقتصادية والاجتماعية واعياً لما يدور حوله.
فالعالم الفقيه هو الذي يستطيع الاجتهاد والقياس ومجموع هؤلاء العلماء الفقهاء هم الذين يستطيعون الاجماع وليس ذلك لغيرهم. وبعض أولئك الحاقدين على هذا المجتمع هم أناس لهم أهداف سياسية تملكهم الحقد والحسد فهم يعرفون مايفعلون جيداً. وقد وجدوا أولئك المغفلين مطايا لهم يحققون مايريدون من خلالهم وعلى حسابهم مغررين بهم عبر بعض وسائل الإعلام التي تبث سمومها وأحقادها دون هوادة وتسعى لتشتيت المجتمعات وإيجاد الهوة بين الحكام والمحكومين والشقاق بين أفراد الشعب الواحد، فهي تسعى لإضعاف هذه الأمة بتشرذمها وتناحرها. وتسعى لإيجاد الهوة بين الشعوب الإسلامية وغيرها من الشعوب كما تسعى لإثارة حقد هذه الشعوب على الأمة الإسلامية وتسعى لتشويه صورة الإسلام البهية الجميلة وتزرع كره غير المسلمين في الإسلام كما تسعى لتحقيق مصالح الاعداء ونحن في هذا البلد الإسلامي بلد الحرمين الشريفين البلد الذي يحكّم الشريعة الإسلامية في كل المناحي ويحكم بما أنزل الله، البلد الذي يحث على التمسك بهذا الدين ويسعى بكل ما في وسعه لإعلاء كلمة الله، البلد الذي يشجع الدعاة ويناصر المسلمين في كل مكان في ظل توجيهات قائده المحنك وابنه البار خادم الحرمين الشريفين يعاضده ويساعده ويشد من أزره اخوته وأبناء هذا الشعب البررة، نحن في هذا البلد نستهجن هذه الأعمال الإرهابية الاجرامية التي لاتمت للإسلام بصلة. هذه الأعمال المخالفة لتعاليم هذا الدين الحنيف، فمجتمعنا بكل فئاته يدين مثل هذه الأعمال المشينة الدخيلة عليه التي لاينفذها إلا حاقد مغفل سطحي التفكير متخلف الفكر بدائي الشعور سواء استهدفت هذه الأعمال المواطنين أو المقيمين وسواء كانوا مسلمين
لكيلا نكون أعداءً لأنفسنا..!
عبد الله بن عبد الرحمن الغيهب
لا أحد يصدق أن ينهض بعض شبابنا بدور الأعداء وإشهار السلاح في وجه الآمنين تقتيلاً وترويعاً، فالتفجيرات التي هزَّت العاصمة الرياض وارتج لها الوطن من أقصاه الى أقصاه. جاءت بأيدي ثُلَّة من الشباب ربما كانوا سعوديين بالجملة طُمست بصيرتهم عن رؤية الحق وعُميت عليهم طرق الصلاح فما قاموا به يقع في خانة المنهي عنه شرعا وعرفا فلا الدين الاسلامي يقره ولا الأخلاق تقبله كما تأباه الشيم العربية فالشرائع السماوية نهت عن قتل النفس بغير حق وعن الإفساد في الارض.
أفلا يعرف هؤلاء الشباب المنحرفون انهم بفعلهم هذا يرتكبون حماقة وأية حماقة أكبر من ان يكونوا يدا طيعة يحركها الاعداء والدليل انهم انتحاريون ونسأل في سبيل ماذا؟ وايضا هذه الانفس الآمنة بأي ذنب قتلت وبأي جريرة جناها اولئك الاطفال والنساء ممن تيتموا او ترملن؟ لقد فُجع المجتمع السعودي بهذا العمل الدنيء والحقير والذي لا يصدر إلا عن أنفس مريضة وحاقدة اعرف ان في كل مجتمع شواذ يحملون بين اضلعهم حقدا وضغينة على اهلهم وبني جلدتهم لدرجة ان هناك من يقتل قريبه لأسباب لا تستحق الغضب فضلا عن اشهار السلاح وترويع الآمنين افلا يخاف اولئك عاقبة تصرفاتهم ويكفون عن هذا الفعل الشنيع والتصرف الاهوج؟! ولعلهم سمعوا أو قرأوا عن اولئك الذين جاءوا الى الرسول عليه افضل الصلاة والتسليم معترفين بأفعالهم المخالفة للاسلام طالبين تنفيذ حكم الله فيهم جزاء ما اقترفت ايديهم وهنا نوجه النصيحة لهؤلاء القتلة ومن يقف وراءهم بأن يسلموا أنفسهم ويواجهوا حكم الله لعل يكون في هذا تكفير لما فعلوه ونصيحة لاخواننا أبناء الوطن بأن يكونوا يدا واحدة ضد كل من تسوّل له نفسه الخروج بتصرفات ترفضها طبيعة مجتمعنا المسلم والابلاغ عن كل تحركات تثير الشكوك حول الاشخاص سواء كانوا مستأجرين او ملاكاً او راجلين او ساعين بسياراتهم داخل الاحياء او خارجها.
وكما قال رجل الأمن الاول صاحب السمو الملكي الامير نايف: كلنا رجال أمن فهؤلاء الساعون والمتربصون بأمن الوطن لو وجدوا من يتابع تحركاتهم ربما ارتدعوا او وقعوا في يد العدالة قبل قيامهم بالتفجير الذي ذهب ضحيته انفس بريئة وايضا تعهد النشء منذ نعومة اظفاره بالتربية الصحيحة والتعامل الجيد وتوعيتهم بالبعد عن اصحاب المقاصد والنوايا السيئة فهناك اشخاص بيننا دع ما هناك من خلايا نائمة او متوجسة خارج البلاد وهم أبعد ما يكونون عنه هؤلاء يخشى منهم فلابد من توعية النشء بالمخاطر المحدقة بهم.
ومن جانب آخر لا ننسى ان للتعامل مع الصغار دوراً مهماً فالاعتدال في كل شيء يغد بالغ الاهمية على حياة الابناء فلا نقسو عليهم ولا يترك لهم الحبل - كما يقال - على القارب يسرحون ويمرحون دون متابعة فالاهمال في هذا الجانب قد يوقعهم في مراتع وخيمة حفظ الله بلادنا وامتنا من كل سوء ومكروه.
|