* واشنطن دمشق أ ف ب:
وجهت كوندوليزا رايس مستشارة الرئيس الأمريكي جورج بوش لشؤون الأمن القومي تحذيرات جديدة إلى كل من إيران وسوريا في الوقت الذي أنشأت فيه سوريا وإيران لجنة مشتركة بينهما لتعزيز التعاون بمناسبة زيارة الرئيس الإيراني محمد خاتمي إلى دمشق.
ورأت رايس أن «تصرف إيران ما زال يثير كثيرا من القلق ويتعارض مع المصالح الأمريكية»، وأعطت مثالا على ذلك برنامجها النووي ومساعدتها المفترضة لمنظمات إرهابية منها القاعدة.
وأكدت أن التحقيق الذي أجرته الوكالة الدولية للطاقة الذرية يثير مسائل خطرة حول البرنامج النووي الإيراني «المدني كما يقال» على حد قولها.
وزعمت رايس «نعتقد أن ذلك يخفي برنامجا عسكريا، ولدينا في شأنه كثير من الأدلة».
وأضافت رايس في تصريح للصحافة الأجنبية «ننتظر من إيران أن تتصرف على قاعدة حسن الجوار مع الحكومة العراقية الجديدة»، من غير أن تسعى إلى «تصدير النموذج الإيراني للحكم إلى العراق».
وأوضحت رايس أن العلاقات مع سوريا «هي بصراحة بالغة الصعوبة ولا يمكن أن تتحسن من دون تغييرات كبيرة» من جانب دمشق، وأعطت مثالا على ذلك ما أسمته ب «إنهاء احتلال لبنان».
وتابعت رايس أن «العلاقات بين الولايات المتحدة وسوريا تخللتها كثير من الإشكاليات بسبب سياسات سوريا»، وانتقدت ما رأت أنه دعم سوريا لحزب الله ومنظمات أخرى».
وكررت رايس الاتهامات الموجهة إلى دمشق والتي لها علاقة بالحرب التي شنتها الولايات المتحدة على العراق وخصوصا توفير الملجأ لمسؤولين عراقيين.
وزعمت «من الواضح أن أشخاصا فروا إلى سوريا، ومن الواضح أنهم لم يمنعوا من ذلك».
وطلبت رايس أيضا من دمشق وقف برامجها المتعلقة بالأسلحة غير التقليدية وبطريقة يمكن التحقق منها.
سوريا وإيران توقعان اتفاقية لإنشاء لجنة لدرس سبل تحرير التبادل التجاري، وبينما تنهال الاتهامات والتحذيرات الأمريكية على إيران وسوريا فإن البلدين مضيا قدما لتعزيز التعاون بينهما حيث وقَّعا مساء الاربعاء اتفاقية لإنشاء لجنة مشتركة لدرس سبل تحرير التبادل التجاري بينهما كما أعلنت وكالة الأنباءالسورية الرسمية (سانا).
وقد وقِّعت الاتفاقية في حضور الرئيس السوري بشار الأسد وضيفه نظيره الإيراني محمد خاتمي الذي وصل إلى دمشق ذات المساء في زيارة رسمية إلى دمشق تستمر يومين يجري خلالها محادثات تتمحور حول التطورات في المنطقة بعد الحرب على العراق.
وتنص الاتفاقية على «إنشاء لجنة مشتركة سورية إيرانية تتولى وضع تصور لدرس سبل تحرير التبادل التجاري التدريجي بين البلدين»، كما أفادت الوكالة التي لم تقدم تفاصيل إضافية.ووقع الاتفاقية عن الجانب السوري وزير الاقتصاد والتجارة الخارجية غسان الرفاعي وعن الجانب الإيراني وزير الإسكان عبد العلي زادة.
يشار إلى وجود لجنة عليا مشتركة سورية إيرانية يرأسها رئيسا حكومة البلدين للاهتمام بالاتفاقيات في مجالات الثقافة والصحة والزراعة والصناعة والكهرباء والنقل والنفط والثروة المعدنية، إضافة إلى المبادلات التجارية والمصرفية.
|