Friday 16th may,2003 11187العدد الجمعة 15 ,ربيع الاول 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

قال إن مجلس الأمن الدولي سيتحمل المسؤولية الرئيسية لإعادة الاستقرار للعراق قال إن مجلس الأمن الدولي سيتحمل المسؤولية الرئيسية لإعادة الاستقرار للعراق
باول ينفي وجود خطط أمريكية ضد سوريا وإيران وكوريا الشمالية!

* موسكو - سعيد طانيوس:
أطلق وزير الخارجية الأمريكي كولن باول من موسكو جملة مواقف تخص العالم العربي ومنطقة الشرق الأوسط، وبعث برسائل تطمين سياسية إلى كل من سوريا وإيران، معلنا أن واشنطن لا تنوي تطبيق «النموذج العراقي» على إيران أو سوريا أو كوريا الشمالية.
وقال باول «نحن لا نخطط لاستعمال هذا النموذج في حلّ أيّ مشاكل أخرى»، وأضاف أنّ الولايات المتحدة لا تدرس خريطة العالم وتفكر أين يمكن لها أن تبدأ حربا أخرى».
إلا أن باول شدد في نفس الوقت، على أنّ كل مرة تواجه فيها الولايات المتحدة خطراً حقيقيا، ستفكر بضرورة حماية أمنها.
وفي تعليقه على العلاقات الأمريكية بمن يسميها بلاده بالبلدان «المارقة»، قال باول إن القوات الأمريكية لا تتقدم نحو إيران أو كوريا الشمالية أو سوريا، وشدد «نحن نستعمل الدبلوماسية».
وذكَّر باول بزيارته الأخيرة إلى سوريا واستشارات بكين مع كوريا الشمالية التي جرت قبل أسابيع قليلة وكانت الولايات المتحدة خلالها على تماس مباشر مع الدبلوماسيين الروس.
أما بالنسبة إلى إيران، فقال باول إنه كان هناك «العديد من السكان الشباب في إيران الذين تساءلوا ما الذي يمكن أن تقدمه القيادة السياسية الحاكمة في البلاد، اليوم، إيران تصبح متكاملة مع العالم الذي يطور تقنيات جديدة باستمرار ويتحد بشكل أوثق من قبل العولمة».
وأضاف «أعتقد أن الشباب الإيراني سيدفع قوى الحركة التي ستسأل القيادة كل هذه الأسئلة، ونحن سنشجع مثل هذه القوى».
وبالتطرق إلى التدخل العسكري الأمريكي، ذكَّر باول بأنه «على مدى العقد الماضي استعملت واشنطن القوة أربع مرات - في الكويت وكوسوفو وأفغانستان والعراق. في كل الحالات الأربع سحبنا قواتنا حالما كان ذلك ممكنا»، وقال نحن لسنا بحاجة إلى مستعمرة حكومية أخرى، نحن فقط نحب تغيير الحالة بالوسائل السياسية.
وعن الوضع في العراق، أعلن باول في محاضرة ألقاها أمام طلاب معهد الدولة الموسكوبي للعلاقات الدولية أن الولايات المتحدة الأمريكية سستشير الأمين العام للأمم المتحدة كوفي أنان حول وظائف وسلطات المنسق الخاص الذي سيعين من قبله في العراق.
وذكر وزير الخارجية الأمريكي أن المنسق الخاص سيمثل الأمم المتحدة في كل مجالات النشاطات في العراق، يضمن ذلك التطوير السياسي، والقضايا الإنسانية وإعادة إعمار البنى التحتية.
وشدد أن الولايات المتحدة الأمريكية منفتحة لإجراء استشارات مع أعضاء مجلس الأمن الدولي حول قضايا العراق، معترفاً بأن الحالة في العراق تحد جدي يواجه الولايات المتحدة الأمريكية في الوقت الحاضر منذ أن اشتركت القوات الأمريكية في إسقاط نظام صدام حسين.
وقال باول إن واشنطن تريد تسليم السيطرة في البلاد إلى الشعب العراقي بأسرع ما يمكن. وطبقاً له، فإن الممثلين الأمريكيين سينجزون الوظائف الرئيسية في البلاد لكن مهامهم ستحول إلى الشعب العراقي بأسرع ما يمكن.
وأشار إلى أن مجلس الأمن الدولي سيتحمل المسؤولية الرئيسية لإعادة الاستقرار والحالة الاقتصادي في العراق.
وفي إشارة إلى عدم رغبة واشنطن في الانتقام من موسكو بسبب موقفها المعارض للحرب في العراق، أعلن وزير الخارجية الأمريكي أن الولايات المتحدة وروسيا عازمتان على التركيز على مساعدة الشعب العراقي.
وقال: «إن الولايات المتحدة تراهن على أن يقوم رئيسا البلدين خلال قمتهما المرتقبة في سانت بطرسبورغ ببحث ماذا يجب أن نفعله معا لمساعدة الشعب العراقي».
وزعم في حديثه عن العملية العسكرية الأمريكية في العراق أن بلاده لم تشأ حتى اللحظة الأخيرة استخدام القوة العسكرية في العراق.
وذكر قائلاً «لقد كنا نأمل بالتوصل إلى تسوية على أساس قرار مجلس الأمن الدولي رقم 1441 وحتى أننا تقدمنا بمشروع القرار التالي». وأضاف قائلاً: «إن الولايات المتحدة كانت تدرك الخطر المتعلق بالتدخل في العراق».
وتابع باول: «إننا نأمل بأن يفسح القرار الجديد الذي تقدمت به الولايات المتحدة إلى مجلس الأمن المجال أمام قيام تعاون بين موسكو وواشنطن لمساعدة الشعب العراقي على التخلص من ماضيه والبدء ببناء دولته على أساس المبادئ الديمقراطية والقانون الدولي واستخدام النفط الموجود في العراق من أجل إعادة إعمار البلاد دون أي تهديد لجيرانه في الوقت نفسه».
لكن وزير الخارجية الأمريكي أطلق موقفا بشأن المسألة الفلسطينية بدا أن رائحة فتنة فلسطينية/فلسطينية تفوح منه، قائلاً إن بلاده سوف تساعد السلطة الفلسطينية على تعزيز قوات الشرطة لديها بغية مكافحة المنظمات الإرهابية.
وأضاف: «يتعين على رئيس الوزراء الفلسطيني الجديد محمود عباس أن يتخلص من خطر الإرهاب، الذي لا يواجه إسرائيل فقط وإنما الشعب الفلسطيني نفسه». وذكر أنه التقى منذ أيام مع عباس وبحث معه «موضوع الإرهاب في الدولة الفلسطينية وإلى أي مدى يمكنه السيطرة على هذه المنظمات الإرهابية كحماس والجهاد الإسلامي». وأردف قائلاً: «إن هاتين المنظمتين غير ملتزمتين بمبدأ التعايش بين دولتين».
وأشار باول إلى أن «علينا أن نساعد قوات الأمن الفلسطينية وتمكينها من السيطرة على هذه المنظمات». وأضاف «ربما كانت القوى الموجودة في تصرف محمود عباس الآن أضعف من القوى الإرهابية. وعلينا أن نعززها لتتمكن من السيطرة على قطاع غزة والضفة الغربية ولكي تكشف النقاب عن كافة الإرهابيين وتتمكن من مواجهتهم». وختم باول قائلاً: «إني آمل بأن يتمكن محمود عباس من تحقيق هذه المهمة».
وأعرب وزير الخارجية الأمريكية عن قناعته بوجود رابط بين تلك الأعمال الإرهابية الأخيرة التي وقعت في كل من المملكة العربية السعودية والشيشان وبين ظواهر الإرهاب الدولي. وأشار إلى أن روسيا والولايات المتحدة الأمريكية يجب أن تتعاونا لاجتثاث الإرهاب حيثما يظهر.
وبخصوص العلاقات الروسية الأمريكية، عبر باول عن الأمل بأن يتبادل الرئيسان الروسي والأمريكي وثائق التصديق على معاهدة تخفيض الأسلحة الهجومية الاستراتيجية في قمة سانت بطرسبورغ المقررة نهاية أيار/مايو الجاري. وقال «هو شرف عظيم لي أن أكون هنا في هذا اليوم الذي يناقش فيه مجلس الدوما الروسي التصديق على هذه الوثيقة».
وأضاف باول «إن هذه المعاهدة الموقعة بين الدولتين، تشير إلى أنهما تنظران باحترام إلى بعضهما البعض وتريدان إزالة التهديد الموجه إليهم وإلى كامل العالم».
ومن ناحيته، أعرب وزير الخارجية الروسي إيغور إيفانوف عن قناعته بأن مجلس الدوما سيصدق على معاهدة تخفيضات الأسلحة الهجومية الاستراتيجية بعدما كان قد ألقى كلمة في الجلسة المغلقة المخصصة للتصديق على هذه المعاهدة.
ونسبة لموازين القوى الراهن في الدوما حالياً، ووجود أكثرية موالية للكرملين، فإن المراقبين لا يشكون أبداً في احتمال التصديق على هذه المعاهدة.

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved