النظرية.. المصطلح.. المنهج.. باعتبارها مفردات غربية تتوالد وتنشأ وتتكاثر في سياقها الثقافي بكل حرية.. فيما تتغير ملامحها او تقتل او تتشوه.. عند انتقالها الى سياق ثقافي آخر.
دراسات الاستقبال التي اشار اليها الدكتور سعد البازعي.. في اكثر من منبر ثقافي جعلتنا نعيد النظر في تعاطينا مع الغرب ثقافياً من حيث نقاش المحتوى وليس من حيث الصحة والدقة او الخطأ والصواب او الفائدة والخراب.
ان نقد «المتن» وتناول تاريخ النظرية وظروفها وسياقها التاريخي في بلدها بات أمراً ضرورياً.. بوصفه يعطينا أفقاً اوسع للاستقبال بعيداً عن أي ظرف «نفعي» ذلك ان النفعية أياً كانت دوافعها ستغير موجة الاستقبال الى موجات تصب في دائرة «الدوافع» مما يشوه القادم ويلغي معالمه ويصبح تطويره او الافادة منه امراً متعسراً.
المنهج او المصطلح او النظرية.. قابلة للانتقال باعتبارها معطى انسانياً اذا سلمت من مساوئ الترجمة واساليب الرفض ووجدت بيئة مرنة تفهمها كما هي وتفيد منها وتطوعها وفق سياقها الثقافي ولا تحملها اكثر مما تحتمل. «النظرية» تنشأ في فرنسا وتنتشر في اوربا وتتطور في امريكا.. وتتشوه في آسيا وتنتحر في افريقيا ربما يكون هذا المشهد صحيحاً.. ولكن المعروف ان آسيا وافريقيا لاتملكان «نظريات» ثقافية ذائعة الصيت، عطفاً على قدرتهما على استقبال ما هو قادم.
هذه المرة يلامس البازعي في مشروعه «استقبال الغرب» قضية مراوغة تبرز اهميتها في مواجهة ظرف تاريخي حرج تشهده الثقافة العربية يجعلنا نقف لدراسات الاستقبال موقفاً داعماً بكل الأوجه.
|