Thursday 15th may,2003 11186العدد الخميس 14 ,ربيع الاول 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

أسرار النوم.. وكيف تنام نوماً عميقاً أسرار النوم.. وكيف تنام نوماً عميقاً

لم يستطع العلم أن يصل إلى كل أسرار نوم الإنسان لكنه سلم بأهمية النوم كضرورة لاستقرار الحياة وتجدد النشاط، ويعلم الجميع ماذا سيحدث للإنسان لو أجبر نفسه أو أجبر على عدم النوم، وما يترتب على ذلك من عدم التركيز والتوتر وفقدان الاتزان وقد يصل الأمر إلى حد الهلوسة أو الجنون..
ويدلل د. أسامة مروان عرابي الطبيب المقيم في قسم الجراحة العامة بمستشفى الحمادي بالرياض على ذلك بأن معظم حوادث السير وإصابات العمل تكثر في آخر الليل بسبب حاجة الإنسان للنوم في هذا الوقت، مشيراً إلى أن الدراسات الطبية أثبتت أن النوم ضروري للدماغ أكثر منه للجسم، وأنه يمكن تعويض قلة النوم بأخذ غفوات متقطعة إلا أن النوم المستمر والمنتظم أفضل للإنسان، وللوقوف على أسرار النوم، قام الأطباء برصد النوم بالملاحظة وتخطيط الدماغ وتم تقسيمه إلى مرحلتين أساسيتين وهما:
النوم غير المصاحب للحركة السريعة للعينين NON-REM.
النوم المصاحب للحركة السريعة للعينين REM.
وتم تقسيم المرحلة الأولى الNON-REM إلى 3 فترات وهي:
الأولى: بداية الاستعداد للنوم (يحس الشخص بأنه يقظ إلا أن تفاعله مع ما حوله بطيء).
الثانية: بداية النوم الحقيقي.
الثالثة: النوم العميق (دلتا DELTA).
أما عن المرحلة الثانية الREM فإنها فترة الأحلام، ولا تحدث في حالة الإرهاق الشديد، وإذا ما تم إيقاظ الإنسان في هذه الفترة فإنه يسرد الحلم كاملا بتفاصيله، وخلال هذه الفترة تكثر حركات الإنسان وينشط الجهازان السمبثاوي (الودي) ونظير السمبثاوي (نظير الودي)، كما يعتبر الدماغ أكثر نشاطا منه في حالة اليقظة!!
ويؤكد د. عرابي أن النوم واليقظة جزءان من الدورية التي يعيشها الإنسان مثله مثل بعض الهرمونات وحتى حرارة الجسم فإنها تتغير ما بين النوم واليقظة، فهي تهبط عند النوم وتعاود الصعود عند اقتراب اليقظة، إلا أن النوم واليقظة يخضعان أيضا لعوامل خارجية مثل أوقات العمل وعادات الطعام وأيضا للعوامل الوراثية حيث إن بعض الناس لديهم انتظام في دورة النوم واليقظة أكثر من غيرهم.
أما عن أطول فترة يقظة فقد سجلها أحد الطلاب حيث بقي مدة 11 يوما كاملة بدون نوم (264 ساعة) وحدثت معه أعراض عدم النوم جميعها، إلا أنه قد تخلص من هذه الأعراض بعد 3 أيام من النوم قضاها جميعها في فترة النوم العميق (دلتا).
مع العلم بأن النوم ليس خيرا كله فقد لوحظ وجود حالة ما بين المواليد تدعى بالوفاة الفجائية (SIDS)، وهي تقدر بـ1 لكل 1000 ولادة حية، حيث إن المواليد يقضون معظم نومهم في حالة النوم العميق حيث تقل فيها نسبة السيطرة على التنفس، وفي المجتمعات الغربية ينام المولود بمفرده فيقل مستوى التنبيه من حوله، في حين ينام المولود بين والديه في المجتمعات الشرقية والآسيوية مما يقلل نسبة النوم العميق لكثرة التنبيه من حوله وبذلك تقل نسبة الموت المفاجئ!!
وتبقى دورة النوم واليقظة مهمة في حياة الإنسان وعليه رعايتها وتقدر ب25 ساعة أي أطول من اليوم العادي ولذلك لا يعاني من اضطراب فيها من يسافر غربا (يطول اليوم) في حين يصاب المسافر شرقا باضطراب في نومه (اليوم يقصر) وهذا ما يسمى ال(JET lag).
ويبقى النوم نعمة من المولى عجز العلم الحديث عن اكتشاف كل أسرارها لتأكيد إعجاز الخلق في خلقه.

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved