يلتقي اليوم الخميس على استاد الأمير فيصل بن فهد فريقا النصر والقادسية لتحديد الطرف الذي سيواجه النادي الأهلي في الدور نصف النهائي لمنافسات المربع الذهبي، وتزخر صفوف الفريقين بعناصر تألقت وقدمت أداء جيداً في المسابقة الحالية وبفضل بروزها نجح النصر والقادسية في بلوغ المربع.. وبنظرة شاملة على الوضع الفني لها يتضح الآتي:
النصر
يقوده المدرب الأرجنتيني خوليو دانيال آساد الذي نجح في فرض فلسفته الهجومية على أداء الفريق منذ قدومه اليه في شهر ديسمبر الماضي، فبعد ان قررت الإدارة الغاء عقد خورخي هابيكر سارعت في جلب آساد الذي نقل أفكاره إلى اللاعبين وبسرعة شديدة تقبلوها نظرا لسهولة تنفيذها وساعد تجاوب اللاعبين في تطور الأداء الفني للنصر الذي قفز عدة مراتب من الثامن إلى الثالث حتى وصل للمربع الذهبي جامعاً (42) نقطة بعد ان كان يملك فقط (9) نقاط قبل حضور آساد الذي حقق عدة انتصارات متتالية وفي زمن قياسي ولم يخسر النصر معه في الدوري سوى مباراة واحدة فقط من أصل (15) خاضها في منافسات الدوري وسجل الهجوم الأصفر بقيادة الثلاثي الأجنبي الرهيب خوليو سيزار تورينو وروك بوسكاب عدداً وافراً من الأهداف تخطى حاجز ال (45) هدفاً. وبنظرة سريعة على تشكيلة النصر يتضح ان المدرب آساد يعتمد على الاستقرار في الأسماء ويحرص عليها لضمان الانسجام في صفوف الفريق ولايلجأ إلى التبديل إلا في أضيق الحدود عند حدوث الإصابة أو الوقف ففي حراسة المرمى استعان اساد بالحارس الصاعد محمد شريفي بعد تعرض الخوجلي لإصابة في الرباط الصليبي وقد ظهر شريفي بمستوى أكثر من رائع مستفيدا من إمكانياته البدنية الجيدة وطول الفترة التدريبية التي خضع لها مع الفريق الأول التي وصلت إلى الآن عشر سنوات تقريبا وهذا الأمر أعطاه الخبرة المطلوبة رغم صغر سنه وينتظره مستقبل جيد في عالم كرة القدم إذا ما واصل تقديم المستوى المطلوب منه. يمتاز شريفي بالقامة الجيدة والتمركز المناسب والتفاهم مع خط الظهر وثقته في نفسه ويعاب عليه فقط تركه لمرماه بدون داع وهذا الاستعجال قد يتسبب في ولوج الأهداف.
خط الظهير الأصفر الذي يوجد فيه منصور الثقفي وصالح الداود ومحسن الحارثي وناصر الحلوي هو من أفضل خطوط النصر فمنصور الثقفي مدافع صاحب إمكانيات فنية ممتازة ويجيد القيام بالأدوار الهجومية والدفاعية وأداؤه يسهل كثيراً من تنفيذ الألعاب الهجومية التي يقودها خطا الهجوم والوسط. وناصر حلوي الذي سيتواجد في الظهير الأيمن يتفوق بروحه القتالية وإصراره الكبير على المشاركة في الهجوم والدفاع بنفس القوة بفضل لياقته البدنية العالية واصراره على التألق. متوسطا الدفاع سيكونان الحارثي والداود وهما من أبرز المدافعين في الملاعب السعودية، فالقوة الجسمانية موجودة والقدرة على تنفيذ الألعاب الهوائية حاضرة لديهما وهما نقطة قوة في خط الظهر ويمثلان مركز الاطمئنان والثقل لكنهما حتى الآن يعانيان من غياب الانسجام. الوسط النصراوي سيقوده المتألق عبدالعزيز الجنوبي وبجانبه ماجد الدوسري الذي بدأ يعود لمستواه الفني الكبير وحمد الخثران وابراهيم ماطر وربما خوليو سيزار الذي يمثِّل وجوده فيه مركز الثقل لقدرته العجيبة على صناعة اللعب واحراز الأهداف، في حين يقوم الثنائي الخثران والجنوبي بدور لاعب الربط واستخلاص الكرات في منتصف الملعب لقدرتهما الفائقة على تنفيذ هذه المهمة. وسيفتقد وسط النصر أفضل عناصره بدر الحقباني بداعي الإصابة التي لحقت به في الفترة الأخيرة. الهجوم الأصفر الذي يقوده الثنائي الرهيب تورينو وروك بوسكاب هما مركز القوة فيه ونتائج الفريق يحددها عطاؤهما داخل الملعب، فحضورهما الجيد يعني تفوق النصر وغيابهما يعني اختفاءه تماماً عن أجواء المباراة ولهذا فإن المتوقع فرض مراقبة لصيقة عليهما من المدرب العجلاني لإنهاء خطورتهما أو على الأقل الحد منها لإيقاف الهجمات النصراوية.
ومن القراءة السابقة يتضح ان النصر سيخوض اللقاء بطريقة 4-4-2 وهو يملك احتياطياً أفضل من القادسية، فهناك بندر تميم وعبدالرحمن البيشي وأحمد الخير وفيصل سيف والجنوبي وسعد الحارثي وهي أسماء قادرة على خدمة الفريق وإحداث التطور المطلوب في حالة مشاركتها.
القادسية
يصف عشاق كرة القدم القادسية بأنه فريق الموسم بعد نجاح المدرب العربي التونسي أحمد العجلاني في نقل أفكاره الكروية داخل الملعب واستطاع إيجاد التوليفة المناسبة ليقود القادسية للوصول للمربع الذهبي للمرة الأولى غبر تاريخه ومنذ اقرار نظام المربع الذهبي. ويضم الفريق الطموح بين صفوفه عدداً من اللاعبين المميزين أصحاب المهارات العالية والطموح الكبير، فحراسة المرمى التي يوجد بها هاني العويض تمثِّل نقطة قوة ومركز اطمئنان بعد المستويات الجيدة التي قدمها في العرين القدساوي فرغم قصر قامته الا انه نجح في تخطي هذه العقبة دفاع القادسية يضم بين صفوفه أفضل مدافع محلي حاليا زكريا الهداف الذي يتمتع بقامة جيدة مقرونة بالانقضاض السليم والقدرة على استخلاص الكرات من المهاجمين في أصعب المواقف وبجانبه البرازيلي ماركوس الذي يكمله في الأداء الجيد وفي منطقة الظهيرين هناك جابر حقوي وقائد الفريق خالد الحرندا ويمتاز خط الظهر القدساوي بالقدرة على فرض رقابة لصيقة على المهاجمين ومساندة خط الوسط وانتزاع الكرات في أصعب الظروف وصناعة هجمة جديدة للفريق. الوسط يوجد فيه أفضل لاعب سعودي حاليا سعود كريري العقل المفكر وصانع العاب ماهر ويجيد إحراز الأهداف من مسافات بعيدة بفضل تسديداته القوية للمرمى وتأتي المهارات العالية والتمرير السليم أبرز الصفات التي يتمتع بها كريري التي جعلته اللاعب الأبرز والأفضل في الدوري المحلي ويلعب بجانبه الودعاني صاحب المجهود الوافر دفاعاً وهجوماً فهو يساند الدفاع بقوة ويهاجم بمهارة وكثيرا ما أحرز أهدافا ممتعة لفريقه منحته التفوق ويكمل الثنائي المميز كريري والودعاني البرازيلي ادميلتون الذي يجيد تنفيذ الضربات الثابتة ويخوض معظم المباريات بمجهود واحد نظرا لارتفاع لياقته البدنية العالية واصراره على تقديم المستوى المطلوب منه والثلاثي الرائع كريري والودعاني والبرازيلي ادميلتون هم (السر) الحقيقي لتفوق القادسية في هذا الموسم، فارتفاع مستواه الفني يعني تطور الأداء وانخفاضه يضر الفريق كثيرا وينضم البرازيلي اليكس وعبده حكمي للثلاثي كريري والودعاني وادميلتون ليكمل عناصر الوسط الفريق الذي يعتمد عليه العجلاني لفرض السيطرة على منطقة المناورة وفي الهجوم يعتمد الفريق على الدولي ياسر القحطاني الذي يجيد المراوغة والتمركز الجيد داخل منطقة الجزاء وهو من المهاجمين القادرين على إحراز الأهداف في الأوقات الحاسمة. قائمة البدلاء لفريق القادسية بها عدد من اللاعبين أصحاب الأدوار المؤثرة مثل صالح القنبر وبندر الخالدي وصالح السرحاني وهم أبرز الأوراق الرابحة عند أحمد العجلاني مدرب الفريق الذي سيعتمد على طريقة (4-5-1 كعادته في كل المباريات التي خاضها في الموسم الحالي.
ومن خلال الاستعراض تبرز عدة نقاط من أهمها ان القادسية يتفوق على النصر في العناصر التي ستكون في منطقة المناورة التي ستحدد في حالة السيطرة عليها نتيجة اللقاء بصورة كبيرة في حين يتفوق النصر في هجومه بوجود هدافي المسابقة تورينو ثم روك بوسكاب في حين تتشابه بقية خطوط الفريقين في الدفاع والحراسة أما المدربان فكل من القادسية والنصر يملكان مدربين أصحاب فكر كروي بارع وإن اختلفت المنهجية، فآساد مدرب يحرص على الأداء الهجومي في حين يتبع العجلاني الطريقة المتوازنة مع التحفظ الدفاعي خصوصا عند تقدم الفريق مبكراً.
|