كتب الاخ عبدالعزيز عبدالله الجبيلان من عنيزة يوم الاثنين 4/3/1424هـ مقالاً طالب فيه باعادة احياء منزل الشيخ محمد بن عبدالوهاب - رحمه الله - الكائن في مدينة الدرعية.
في البداية اود ان اشكر جريدة «الجزيرة» على الحلقات الممتعة التي كانت في سلسلة تبين ما للدرعية من حضارة سابقة وما تعيشه هذه المدينة من تطور - ولله الحمد والمنة -.
ثم اود ان اعقب على ما كتبه الاخ عبدالعزيز مطالباً باعادة بناء منزل الشيخ محمد وجعله متحفاً، فأود ان اقول ان الشيخ محمد - رحمه الله - حارب الشرك بالله وامر بقطع دابر الوسائل المؤدية اليه فلقد امر بقطع الشجر الذي كان يتخذه الجهال وسيلة للشرك وكذلك امر بقض بعض المباني التي تعتبر وسيلة شركية، لذلك لا اعتقد بأن الشيخ كان يود في يوم من الايام ان يعاد «اثره» خصوصاً وانه يعتبر أثراً دينياً، ولا يخفى عليك اخي القارئ الكريم كيف وقع اول شرك عند بني آدم فقوم نوح بعد ان هلك صالحوهم قال متبعوهم لنجعل لهم اصناماً تذكِّرناً بهم لتحثنا على العبادة، فطال عليهم الامد ثم مرت السنون الى ان عبدت تلك الاصنام من دون الله، لذلك لا اعتقد بان تبرير الاخ الكريم عبدالعزيز بأن هذا المنزل سيحثنا للخير خصوصاً وانه قد يكون وسيلة مؤدية الى غاية خطيرة، والعياذ بالله، فالوسائل بالطبع تأخذ حكم الغايات.
ثم لا نجهل جميعاً ما وقع عند غلاة هذا الزمان في الاولياء والصالحين من اتباع اثرهم والتبرك بهم ولا يجدون هذا منكراً، ولا نجهل أيضاً أن اعداء هذه الدعوة يتربصون بنا يريدون الطعن فيها ويتحينون الفرص لأجل ذلك فلماذا نجعل لهم شبهة للطعن فيها بتعظيم أثر إمام هذه الدعوة؟
لا اعتقد ان الخير في اعادة اعمار منزل الشيخ محمد - رحمه الله واسكنه فسيح جناته - بل الخير كله في تكثيف النشاط لنشر ما تحمله مؤلفات هذا الإمام من علم جزيل، ولا نغفل في هذا المقام عناية دولتنا المباركة - حرسها الله - بنشر علم الشيخ وطلابه من أئمة هذه الدعوة.
وفي الختام اشكر الاخوة في جريدة «الجزيرة» على تخصيص هذه الصفحة ليكتب القارئ فيها ما يظن ان به خيراً لدينه ووطنه. وفق الله الجميع لما يحبه ويرضاه انه سميع مجيب.
عبدالعزيز بن عبدالله الناصر/ الدرعية
|