يا «جبل».. ما يهزك «ريح»..؟!!
حمّاد بن حامد السالمي(*)

يا أيها الجبل العظيم..
* يا أيها الطود الفخيم..
* يا أيها الوطن الكبير.. الكبير.
* الكبير بأرضه.. بكل أرضه.
* الكبير بما فوقه وتحته وبينه..
* بصحاريه وبراريه..
* ببحاره وتلاله..
* بسمائه وأديمه..
* بأقماره وأنواره..
* بنجومه وشموسه..
* بنباته وشجره..
* برياحينه وزهوره ووروده..
* بأخضره ويابسه..
* بشروقه وغروبه..
* بضحاه.. وبليله ونهاره..
* بصباحه ومسائه..
* بنقائه وصفائه وهوائه..
* بسحابه.. وببرقه ورعده..
* بغيمه وبرده ومطره..
* ببرده وحره..
* بسيله.. وبمائه وضيائه..
* أي.. هذا الوطن الجميل البهيج..
* بناسه الطيبين الكادحين.. المكافحين..
* الملتصقين.. عبر العصور والسنين..
* بترابه الطاهر المعطاء.
* يا أغنية الرعاة..
* ويا حداء الحداة..
* ويا مواويل الصيادين في بحوره..
* الحافظين لكنوزه..
* الذائدين عن حدوده.
* يا أنشودة العاشقين..
* ونشوة المحبين..
* ويا روضة الصادحين بجماله..
* المغنين بأمجاده..
* المادحين لأجداده..
* التالين سير الفاتحين من أبطاله.
* أنت.. أنت..
* يا بسمة الحياة على شفاه الصغار..
* ويا شعاع الغار على جباه الكبار..
* ويا فرحة عمر الصبايا والصبيان.
* أيها الجبل الوطن؛ والوطن الجبل..
* كم كنت رحيماً مع الرحماء..
* عطوفاً مع الضعفاء..
* كريماً مع الكرماء..
* وفياً مع الأوفياء..
* معطاء إذا عز العطاء.
* وكم.. وكم.. وكم..
* أي.. وطني الكبير العظيم..
* ثم.. ها أنت.. ها أنت..
* تتلقى صفعات الصُّفقاء..
* ونذالات النذلاء..
* وحقارات الحقراء..
* ونكِرَات النُّكَرَاء..
* وسخافات السخفاء..
* وجهالات الجهلاء..
* كل هذا.. كل هذا..
* فلا تهتز أو تُبتز..
* فقط.. كما كنت.. كما أنت..
* تزداد شموخاً وكبرياء..
* وعظمة وسخاء..
* وارتفاعاً في السماء.
* يا أيها الجبل العظيم..
* يا أيها الوطن الفخيم..
* تظل كما كنت.. كما أنت..
* نزيل جوانحنا..
* وإكسير دمائنا..
* بل.. ملء أسماعنا وأبصارنا..
* ومالك حواسنا وذواتنا.
* وطني.. وطني.. وطني..
* ما أجلك.. وما أجملك..
* ما أطيب قولي: «وطني»..!
* فأنت أنا؛ وأنا أنت..
* ولأعاديك الردى..
* فهم.. كما أعرفهم وتعرفهم..
* هم الريح.. ولا شيء غير الريح..
* وهيهات.. هيهات..
* أن يهزك الريح يا «جبل»..!!!