حوار - منصور البراك
اكد فضيلة الشيخ عقيل بن عبدالعزيز العقيل المدير العام لمؤسسة الحرمين الخيرية ان هذه الاعمال غير المسؤولة والتي حدثت مساء الاثنين تؤثر على العمل الخيري واضاف قائلا ونحن نعاني من هذه التصرفات ليس فقط من اليوم او امس نعاني منها منذ اكثر من عشر سنوات فللاسف الجمعيات الخيرية التي تحمل منهجا معتدلا متزنا ولها برنامج توعوي مدروس لتوعية المسلمين تصطدم دائما بعقبات في الدول او المجتمعات التي تعمل فيها مرد هذه العقبات هو مثل هذه التصرفات التي تحصل بين الحين والآخر والتي تحمل مظاهر العنف في التعامل مع الآخر. واشار في حديث خاص للجزيرة بالقول: انا بودي في الحقيقة الا نبحث في قضية هذا العمل هل هو خطأ او صحيح او ندينه او لا ندينه لان هذا في نظري تحصيل حاصل ولا يوجد عاقل في تقديري يؤيد مثل هذه الاعمال لانها بطبيعتها اعمال دموية والاسلام كما لا يخفاكم يأمر بالرأفة والرفق حتى بالحيوان فكيف بالانسان هذه واحدة والثانية ان هذه الامور يجمع البشر تقريبا على ان اي قضية في الدنيا يترتب عليها مصالح ومفاسد ومن الغباء ان تعتقد ان مثل هذا العنف من ورائه مصالح لاشك ان المفاسد ستطغى في هذا الجانب.. وحول القول بأن هذه الاعمال من الجهاد نفى الشيخ عقيل ذلك وقال لا يأتي احد و يقول هذا جهاد والجهاد مشقة هذا ليس جهاداً الجهاد يا اخي له ضوابط ويقوم به ولي الامر ويكون له ترتيب وتنظيم في الشرع ليس كل من حنق او حقد وحمل السلاح وانطلق يعتبر نفسه مجاهداً، الجهاد له ضوابط وله ترتيبات في الشرع والذي يقود الجهاد الواجب هم العلماء والامراء وعقلاء الامة اما اذا وجد كل انسان فاشل في دراسته واراد ان يهرب من واقع معين حمل السلاح وقال انا مجاهد هذه مصيبة.
وتابع مدير عام مؤسسة الحرمين القول وانا لا اريد ان ابحث القضية من هذا الجانب انا اريد ان ابحث قضية الاسباب ماهي الاسباب التي جعلت هذه المظاهر تظهر في مجتمعنا هذا هو الذي يجب ان نتلمسه ونتتبع خيوطه ويتحمل كل منا تقصيره بدءاً من الدولة الى العلماء والمؤسسات الخيرية والمدرسة والجامع والشارع وولي الامر كلنا يجب ان نكون في مستوى المسؤولية وان نعترف بتقصيرنا تجاه هذه الفئة من الشباب انا في تقديري ان هناك تيارات تغذي هذا الفكر المنحرف ولها علماء ولها مفتون و لها منظرون وللاسف موجودة في بلادنا ولا نحاول دائما ان نتمتم الامور وندس وجوهنا في الرمل ونقول نحن ممتازون هذه التيارات غير موجودة ويجب ان نتلمس هذاالامر ونتابعه ثم نشخص الداء ونبدأ في العلاج.. العلاج ان نبعد من بلادنا كل من ينتمي الى هذه التيارات المنحرفة التي زرعت هذا التيار في بلادنا وبالمقابل المؤسسات الخيرية والمحاضن الجيدة ندعمها ونشجعها.. المؤسسات الخيرية التي اثبتت ولله الحمد على مدى السنين نزاهتها من هذا التيار العنيف وجودتها ومقدرتها على نشر الخير بالتفاهم وبالتي هي احسن اين دعم الدولة لهذه المؤسسات؟ ولماذا نقبل ان تعيش بيننا مؤسسات مشبوهة وتستقي فكرها من الخارج ولها ارتباطات خارجية لا اريد ان اسمي ولا احدد احداً ولا يفهم كلامي بالغلط ولكن نحن نريد ان ندعم المحاضن الجيدة للشباب حتى ان شاء الله تحتويهم وتذلل الصعاب لهم ولعلمك اكثر هؤلاء الشباب نحن عايشناهم في افغانستان قديما معظمهم فاشلون اجتماعيا يهرب من واقع معين ومجتمع معين لا وظيفة لا تعليم وقد يكون بينه وبين اهله بعض المشاكل لم تتح له الفرصة لتكوين بيت او النجاح في تجارة او النجاح في دراسة او الابداع في قضية معينة او الانضواء مع احد العلماء المعروفين والاستفادة من علمه فيجد نفسه في مهب الريح ريشة ضائعة فتأتي هذه التيارات فتجد فيه مناخا مناسبا فتسبق اليه وتجيره لصالحها هذا هو الحاصل للاسف.
ولذلك انا اقترح ان توجد هيئة خاصة تنشئها الدولة والقطاع الاهلي ويكون مهمتها البحث في هذه المظاهر الغريبة على بلادنا ويعين فيها اخصائيون علماء دين وعلماء اجتماع وعلماء اقتصاد وتشخص هذه القضية تشخيصا منطقيا وواقعيا ثم تبدأ الدولة في معالجة المشكلة من مناظير مختلفة اقتصادية واجتماعية الخ حتى نصل الى مرحلة النجاح. وعن الدور المأمول من العلماء وطلبة العلم في هذه المرحلة مضى الشيخ عقيل قائلا العلماء عندنا لديهم خلل في تقديري والله اعلم عندما تأتي مشكلة تتعلق بمثل هذه الامور تجد انهم يطرحون طرحا قويا ويدينون هؤلاء الشباب ادانة قوية واحيانا يتحدثون حتى يخرجون بعضهم من الملة.
والعلاج ان نكون موضوعيين وجديين وان نتجاوز الطرح التقليدي فالصحف ووسائل الاعلام يظهر فيها اصحاب الفضيلة والمشايخ بخطاب واحد ادانة هذا العمل نريد ان ننزل قليلا الى العمق ونتلمس المشاكل ونوجد لها حلولا حقيقية ويكون هناك انفتاح وسعة صدر من الدولة تفتح ذراعيها وصدرها لهؤلاء الشباب وتحتضنهم وتسهل امورهم في قضايا العمل والدراسة وقضايا الزواج والكل بعد ذلك ينجح والكل يلاحق مثل هؤلاء الذين يطلق عليهم متطرفون والذين ينتهجون العنف.
وفي سؤال حول ما أعلن مؤخرا عبر الفضائيات من اغلاق مكاتب المؤسسة في باكستان وافغانستان رد الشيخ عقيل بالقول:
لدينا ترتيبات جديدة فيما يتعلق بمكاتبنا في الخارج مجلس الادارة في المؤسسة مجلس جديد وعنده اطروحات ان شاء الله يكون فيها الخير للمؤسسة وللعمل الخيري من ضمنها اعادة النظر ومراجعة العمل السابق واعادة ترتيب الاوضاع واعادة الهيكلة هناك بعض المكاتب ستغلق ومكاتب جديدة ستفتح وتركيز على مناطق واغلاق العمل في مناطق اخرى وهذا ان شاء الله سيعلن من خلال بيان صحفي يوزع في هذا الخصوص بعد ان يجاز من الجهات العليا في المؤسسة.
واخيراً عما اثير من عمل بعض الشباب المغرر بهم في المؤسسات الخيرية ومنها مؤسسة الحرمين قال الشيخ عقيل لم يعمل معنا احد من هؤلاء الشباب في المؤسسة وهم لا يريدون العمل معنا لانهم يعرفون ان منهجنا يختلف تماماً عن منهجهم ولذلك بيننا وبينهم قطيعة.
|