استيقظ العالم اجمع وشاهد أشنع أنواع الإرهاب الفوضوي الذي لا يفرق بين طفل وعجوز، وفجع النائمون من المواطنين والمقيمين في مساكنهم بالفعل المروع الذي اودى بحياة عدد من الضحايا من كبار السن والاطفال واصاب عدداً آخر بإصابات بليغة.
كل هذا حدث في اطهر بقاع الارض المملكة العربية السعودية مهد الرسالة المحمدية الشريفة قبلة المسلمين في كل بقاع الارض. البلد الذي بذل الكثير في الدعوة الى الله ومحاربة بذور الشر والفساد في جميع بقاع العالم.
ان الغطاء الديني الذي تستظل به هذه الجماعات والافراد وتستمد منه قوتها ومبادئها اعتقاداً من هذه الجماعات ان المجتمع السعودي والاسلامي يتعاطف مع اي شأن من شؤون الدعوة والدعاة ويمد يد العون للمستضعفين من المسلمين في مشارق الارض ومغاربها وتوهم المغفلين والسذج من الشباب صغيري السن بأن هذا الاتجاه هو الاتجاه الصحيح، وان مبدأ التكفير وخاصة العلماء إحدى الركائز الاساسية لخلخلة المفاهيم لدى هؤلاء السذج حتى يمكن السيطرة الفكرية عليهم وقيادتهم لعمل اي فعل مهما كان بدون وعي او ادراك او نقاش ليصبحوا ادوات تحرك عن بعد لإرهاب الآمنين والركع السجود في انحاء المعمورة.
اقول ان هذا الغطاء غطاء مزيف بانت حقائقه وانكشف ستره وخرج الى التطرف والارهاب والتطهير والقتل والنبذ والاقصاء واصبح واضحاً لكل انسان الاهداف والغايات التي يسعى هذا التيار الضال الى تحقيقها والوصول اليها.. اننا في هذه الظروف وتحت هذا الاطار نجد انفسنا مطالبين بتوخي الحذر والحيطة وان على الدعاة من المواطنين من ائمة مساجد ومشرفي حلقات ومعلمين واعضاء هيئة تدريس واولياء امور، اقول بأننا جميعاً مطالبون بايضاح الحقائق وشرح المفاهيم الناصعة للشريعة السمحة وتعاليم ديننا الحنيف وان نبين هذه المفاهيم الخاطئة التي تنهجها هذه الفئة لاننا جميعاً مسؤولون امام الله وامام ولي الامر عن أبنائنا وذلك بتقويمهم ومتابعتهم متابعة دقيقة لكي نتمكن من إبعادهم عن براثن الشر والفساد وألا يكونوا لقمة سائغة تستخدم لضرب امتنا وممتلكاتنا وعقيدتنا.
فكل والد مسؤول عن ولده وكل معلم مسؤول عن تلاميذه يوجههم الى الاتجاه الصحيح ويبعدهم كل البعد عن التطرف والغلو ويثبتهم على مبادئ التسامح وحب الخير واتباع تعاليم الشريعة الاسلامية السمحة. وفي الختام لابد من توحيد الخطاب الموجه من جميع فئات المجتمع الى اصحاب الافكار الضالة بان الضرب بيد من حديد سوف يكون مصير جميع من تسول له نفسه المساس بأمن هذا الوطن ومواطنيه ومقدراته. والله المستعان
* عميد كلية الدراسات التطبيقية بجامعة الملك سعود
|