Thursday 15th may,2003 11186العدد الخميس 14 ,ربيع الاول 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

التخطيط العمراني.. وتفجيرات الرياض التخطيط العمراني.. وتفجيرات الرياض
د. خالد السكيت

شك ان التخطيط العمراني وعلى الاخص تخطيط الاحياء السكنية يلعب دورا كبيرا ومؤثرا في حياتنا حيث يعاني الكثير من مشاكل قد يكون احد اسبابها الرئيسية ضعف العملية التخطيطية العمرانية. وفي ضوء احداث اليومين الماضيين تزداد اهمية التعامل مع التخطيط بطريقة علمية تضمن خروج احياء تساعد على تكوين نوع من الوحدة الامنية النابعة من الانتماء الحقيقي في الحي. فكثير من الاحياء القائمة لا تخلو من ان تكون مساكن تحيط بها شوارع لا يربطها رابط. وليس الحل لذلك هو وضع متطلبات اجرائية تخطيطية قد تكون طويلة وضبابية وهي اقرب للغيمية منها للوضوح والوصول للهدف المطلوب.وقد يكون الوقت مناسبا لتشجيع السكان في الاحياء على تكوين مجالس ليديروها بأنفسهم ويقوموا باجراء التعديلات التي تزيد من هدوء وسكون الحي وضبطه اجتماعيا لمصلحة الساكنين. فكثير من الممارسات الغريبة من اقلية من الشباب في بعض الاحياء هي تمرد على القيم العامة ومن الصعب التعامل معهم وضبطهم بدون مجالس احياء تهتم بهذه الامور. وللأسف فإن من يتمرد على القيم العامة من هؤلاء فهو يساعد «وهو لا يعلم» على تمرد غيره على الثوابت الاساسية في المجتمع. ان الانتماء يمكن زرعه من خلال المشاركة الفعالة في الحياة اليومية للساكنين وهذا الانتماء هو صمام الامان لنا كمجتمع من التهور والخروج عن المألوف. وهذا الانتماء يكون اعظم في مجتمع مثل مجتمعنا ينتمي الى قيم اسلامية تلعب دورا كبيرا في تعزيز التضامن بين الفئات المختلفة من الناس وبالتالي حرصهم على بعضهم البعض ورفضهم القاطع للتصرفات الغريبة الضارة.ان الحي السكني هو الخلية التي تتكرر وتكون المدينة عمرانيا واجتماعيا واقتصاديا وصلاحها وتطويرها بالطريقة الصحيحة يعني بمشيئة الله عز وجل نجاح المدينة في جميع الاوجه السابقة. وان من اهم عناصر نجاح تكون هذه الخلية هو تعزيز انتماء الناس لها ورفض التخريب لها بأي شكل من الاشكال. ان تشجيع الساكنين على تكوين مراكز الاحياء وادارتها هو ظاهرة صحية مع ما قد يصاحب ذلك من بعض الصعوبات الطبيعية في مثل هذه الامور. اذا رأى مجموعة من الساكنين الذي يمثلون اهل العقل والخبرة والحكمة في الحي ضرورة اغلاق شوارع معينة او اقامة مراكز اجتماعية في الحي لتعزيز الانتماء لهذه الخلية او حتى اعادة تخطيط ما يمكن اعادة تخطيطه من الحي بطريقة تضمن عدم ضرر الآخرين فالافضل ان نشجع ذلك ونجعله سهلا ونحي القائمين عليه. ان المدينة التي تتكون من احياء يضبطها ساكنوها ويديرونها ستكون مكانا غير مناسب لمن يريدون الاخلال بأمنها ورخائها واستقرارها.. والله من وراء القصد.

(*)أستاذ مشارك - التخطيط العمراني - جامعة الملك سعود

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved