* الرياض - الجزيرة:
عندما حطت طائرة صاحب السمو الملكي الأمير الوليد بن طلال بن عبدالعزيز آل سعود في مطار العاصمة النيجيرية أبوجا، كان معالي وزير الاقتصاد النيجيري على رأس مستقبلي سموه والوفد المرافق له ليبدأ الأمير الوليد زيارته الرسمية لنيجيريا تلبية لدعوة من فخامة الرئيس.
الأمير بدأ زيارته الى نيجيريا بالاجتماع مع فخامة الرئيس النيجيري، وتحدثا عن الوضع الراهن في نيجيريا، وتطلع سمو الأمير الوليد للاستثمار.
بعد ذلك عقد سمو الأمير الوليد اجتماعا مع نائب الرئيس النيجيري لمناقشة عدد من المواضيع المشتركة وذلك قبل ان يترأس نائب الرئيس وسمو الأمير الوليد اجتماعا موسعا ضم الوزراء النيجيريين وأعضاء الوفد المرافق لسمو الأمير.
وتحدث الأمير الوليد قائلا:«بدا واضحا من الاجتماع مع فخامة الرئيس ان الوضع الاقتصادي في نيجيريا تحت السيطرة، ونحن هنا اليوم لنتباحث في فرصاً استثمارية، وبعد مقابلتي مع الرئيس الذي حدد فرص بعينها من الضروري الابقاء على التواصل هذا، ووجود السفراء من الجانبين دليل على قوة العلاقة التي تمتد أيضا الى المصالح المشتركة عبر أوبك».
نائب الرئيس شكر سمو الأمير الوليد على قبوله لدعوة زيارة نيجيريا، وأكد على قوة ومتانة العلاقات مع المملكة العربية السعودية. كما تحدث عن التكوين الاجتماعي لنيجيريا، ثم أضاف:«لا أريد أن أكرر معلومات عن البلد، فيبدو واضحاً جداً ان سموكم لديه معلومات كافية عن نيجيريا أكثر مما توقعنا، وسنبدأ الاجتماع لنستغل الوقت بأفضل صورة ممكنة».
وزير الاتصالات تحدث عن سياسة الدولة لتخصيص الهاتف، والخطط المتتالية التي طبقت لتوسعة نطاق الشبكة وزيادة عدد المشتركين. أما وزير التجارة فأشار الى دور نيجيريا الكبير في منظمة التجارة العالمية WTO وتوفر العديد من الفرص في مجالات مختلفة. وزير النفط استعرض الطاقة الانتاجية لنيجيريا من النفط والتي تقدر بثلاثة ملايين برميل يوميا، وتملك نيجيريا مخزوناً يقدر بحوالي 30 بليون برميل، كما تطرق الى اجراءات الدولة لتسهيل استثمار القطاع الخاص في هذا المجال الذي يشتمل على قطاعات الغاز، والنفط، والصناعات البتروكيميائية، وتمتلك نيجيريا أكبر مخزون من الغاز في إفريقيا ومن المتوقع ان يعادل الدخل من الغاز ذاك من النفط خلال عشر سنوات. هذا وكان فخامة الرئيس قد أخبر سمو الأمير الوليد خلال لقائهما ان الأولوية حاليا للنفط والطاقة.
وزير الطاقة النيجيري تحدث عن حاجة البلد لرفع معدل انتاج الطاقة الكهربائية وايصالها للمناطق النائية. أما وزير الزراعة فتحدث عن الزراعة التي تمثل 40% من الناتج القومي، وتستوعب 50% من العمالة، وان الأهداف الحالية تتركز على تمويل الصناعة بالآليات اللازمة والاكتفاء الغذائي الذاتي. كما تطرق وزير الزراعة الى المشاكل التي تواجه المزارعين في محاصيل الكاسابا، والزيتون. وأضاف ان نيجيريا توفر فرص انتاج 10 ملايين طن من الأرز المطحون بينما تستورد الدولة حاليا 2 مليون طن، ودعا سمو الأمير للاستثمار في هذا المجال.
وزير المالية تحدث عن القوانين الاستثمارية لتحرير سوق الأسهم، خاصة بعد ان رفعت الدولة يدها عن التدخل في كيفية عمل السوق. أما وزير الأشغال العامة فأشار الى ان 44% من الاقتصاد الوطني يعتمد على القطاع الخاص، وعرض على سمو الأمير الوليد عدة فرص للاستثمار في قطاع السياحة، والفنادق، ومركز للمؤتمرات. كما عرض وزير الأشغال فرصاً على اعفاءات وتخفيضات ضريبية، وحرية حركة العملة الصعبة، وتقوم الدولة حاليا بتخصيص عدد من المشاريع المتعلقة بالنفط مثل خطوط أنابيب النفط ومعامل التكرير، كما نوه الى حاجة الموانئ لاعادة تأهيلها.
بدوره شكر الأمير الوليد معالي السادة الوزراء على شرحهم واستفسر عما إذا كان للحكومة ملكية في فنادق في لاجوس، وجاء الجواب بالنفي. واسترسل سموه بالسؤال عن ملكية الحكومة لفنادق في أبوجا، كما تساءل عن العقود الحالية للإدارة.
وفي اجتماع لاحق لسمو الأمير مع عدد من رجال الأعمال النيجيريين استفسر سموه عن امكانية وسبل توفير رأس المال اللازم في نيجيريا في حال تم الاتفاق على التخصيص، وعن وجود رؤوس أموال على استعداد للاستثمار، في هذه المشاريع فكان الجواب بالايجاب.
أحد رجال الأعمال النيجيريين نصح زملاءه ان يأخذوا عرض الأمير الوليد بشكل جدي لتطوير القارة الافريقية، لأن الكثير من الفرص قد تم تفويتها في الماضي والأمير الوليد عازم على الاستثمار بجدية في عدة قطاعات إذا ما توفرت الظروف الملائمة والشراكات الاستراتيجية.
بعد ذلك أقام نائب الرئيس النجيري مأدبة غداء على شرف ضيف البلاد سمو الأمير الوليد بن طلال حضره معالي السادة الوزراء، وأعضاء السلك الدبلوماسي، ورجال الأعمال، وبادر نائب الرئيس ممازحا بقوله:«عندما يأكل الزائر طعام أهل البلد يجب شكره على ذلك لأنه شرف ان يقبل الضيف ذلك، ونحن نشكركم بحرارة لقبول دعوة الزيارة وتشريف الغداء»، وأضاف:«مع ان زيارتكم قصيرة إلا أنها مؤثرة في العلاقات الثنائية لأنها الزيارة الاستكشافية الاستثمارية الأولى، ومن حظنا انها ليست من أي أحد بل منكم يا سمو الأمير ومن شركتكم، ونأمل ان تكون انطلاقا للعلاقات الاقتصادية الثنائية. ومع أننا نتمتع بعلاقات من قرون فإن العلاقات الاقتصادية تكاد تكون شبه معدومة، ويسعدني ان يكون جيلنا من اتخذ هذه الخطوة ونحن ملتزمون بأخذ جميع الخطوات لتعزيز هذه العلاقة».
هذا وتحدث نائب الرئيس عن الحضارة الافريقية وتشابهها في أنحاء القارة مشددا على ان نيجيريا ستكون الموحد للعديد من هذه الحضارات واقتصادياتها لمركز نيجيريا الهام في إفريقيا، وأبلغ نائب الرئيس سمو الأمير الوليد عن تشرفه بأن يقدم نيجيريا للاستثمار.
الأمير الوليد شكر نائب الرئيس، وقال انه خلال الزيارة القصيرة والغنية بالانجازات تمكنا بجهودكم من الاجتماع بوزرائكم للاطلاع على فرص الاستثمار لديكم. وان الترحيب الذي لقيناه يدل على عمق العلاقات الثنائية العريقة، ونأمل ان نقوي هذه العلاقة وننميها، والعلاقة لا زالت في مجال النفط للمركز الاستراتيجي للدولتين لتحقيق استقرار في أسعار النفط. ولكننا يجب ان نتطلع لرفع مستوى التعامل بين البلدين. كما أكد الأمير الوليد على ثقل نيجيريا في إفريقيا، ولم ينس سموه ان يهنئ فخامة الرئيس ونائبه على الفوز الساحق الذي تحقق في الانتخابات الأخيرة.
|