* أنقرة أ ش أ:
حذّر معهد البحوث الاستراتيجية والدولية أنه إذا ما أقدمت حكومة حزب العدالة والتنمية التركية الحالية على مزيد من الاصلاحات الراديكالية خلال الفترة المقبلة فإن الجيش التركي سوف يتدخل في الموقف ويسقط الحكومة بصرف النظر عن مدى اعتراضات الدول الغربية على هذا المسلك من الجيش.
وأكد تقرير «صدر عن المعهد» انه في حالة إصرار الحكومة التركية على إجراء هذه التغييرات الراديكالية فإنه من الممكن أن ينزل الجيش إلى الشوارع وستكون الحكومة عاجزة عن التعامل مع الموقف وسيتم التوجه إلى الانتخابات.
وأكد معهد البحوث الاستراتيجية الدولية في تقريره السنوي الذي نشرته الصحف التركية أن تركيا التي تبحث عن هويتها منذ عدة قرون وصلت الآن إلى نقطة تحول جديدة مع انتخابات نوفمبر الماضي التي جاءت بحزب العدالة والتنمية للحكم منفرداً.
وتوقع التقرير «الذي أفرد خمس عشرة صفحة من صفحاته للتطورات السياسية والتوتر الداخلي والخارجي لتركيا أن تشهد تركيا تطورات بين حكومة حزب العدالة والمؤسسات التي تدافع عن مبادئ العلمانية في تركيا.
وأشار التقرير إلى أن الجيش سوف يعمل على فرض وممارسة بعض أنواع الضغوط على الحكومة على مراحل تبدأ بالإدلاء بتصريحات تحذيرية للرأي العام ثم تقديم مقترحات لمجلس الأمن القومي وتعزيز مؤسسات المجتمع المدني العلمانية.
وأوضح التقرير أن البديل الوحيد أمام الحكومة لمنع نزول الجيش للشوارع وإسقاطها هو إجراء تغييرات بشكل تدريجي والإصغاء لتقييمات الجيش، مشيراً إلى أن هذا البديل يمكن أن يديم عمر الحكومة الحالية فترة أطول ويجعلها تقلل من حدة موقف الجيش تجاهها.
وأوضح التقرير أن رئيس الأركان التركي الجنرال حلمي أوزكوك يتعرض حالياً لضغوط من القيادات العسكرية ممن يدافعون بقوة عن مبادئ العلمانية بشكل يفوق دفاع أوسكوك.
وأوضح التقرير أن الجيش لا يمكن أن يسمح لحكومة حزب العدالة باتخاذ خطوات راديكالية وأنه سيتجه إلى القيام بانقلاب عسكري حتى في حالة معارضة العالم الغربي هذا التصرف.
وتطرق التقرير إلى العلاقات التركية الأمريكية فأكد أن هذه العلاقات بلغت حداً غير مسبوق من التنامي الايجابي في العام الماضي 2002 في ظل اعتبار أمريكا تركيا كدولة اسلامية بنموذجها العلماني نموذجاً يحتذى لمنطقة الشرق الأوسط.
وأضاف التقرير أن تركيا دخلت بعد ذلك في مساومات حادة مع الولايات المتحدة قبل الحرب على العراق وكان الجيش معارضاً للعملية العسكرية.
لكن بعدما أدرك أن الحرب لا مفر منها رأى ضرورة دعم واشنطن لعدم إتاحة الفرصة لإقامة دولية كردية شمال العراق.
وأضاف التقرير أن الموقف التركي تبلور بعد ذلك برفض طلب نشر قوات أمريكية في تركيا وعبورها لشمال العراق مما أدى لتأزم العلاقات التركية الأمريكية ووصولها لأدنى مستوياتها.
|