Thursday 15th may,2003 11186العدد الخميس 14 ,ربيع الاول 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

أضواء أضواء
وماذا بعد العملية الإرهابية في الرياض..؟!!
جاسر عبدالعزيز الجاسر

وماذا بعد الجريمة الإرهابية الكبرى التي تمثلت في العمليات الانتحارية التي هزت شرق الرياض ليلة يوم الثلاثاء الماضي..؟!!
هل يتمثل دورنا في أحاديث الإدانة والشجب وتسطير المقالات التي تستنكر مثل هذه الأعمال الخسيسة..؟!!
هل يتوقف دورنا على الولولة والصراخ ونعت من قام بهذه الأعمال بالأوصاف التي تكون جاهزة في مثل هذه المواقف مثلما حصل في جرائم سابقة في الخبر والرياض وأماكن أخرى في المملكة، وبعد أن نملأ الصفحات وتجرى الأحاديث، وكل يدلو بدلوه، ويؤدي ما عليه، تهدأ الحملة بعد أن يعتقد الجميع أنهم برؤوا ذممهم واستنكروا ما حدث، ويستكين الجميع، في حين تظل قوى الظلام والتخلف والكراهية تعمل في الخفاء لتفاجئ الأبرياء بعملية إرهابية أخرى لتزداد خسائر الدين والأمة والوطن والمواطن..!!
وقياساً على ما حدث ليلة الثلاثاء فإن الأمر لم يعد يمكن السكوت عليه، ولا أن يقتصر دورنا كمواطنين وأفراد وأسر ومسؤولين ومفكرين وكتّاب على «تبرئة الذمة» بكتابة مقال، وتصريح لمسؤول، وإقفال باب منزل الأسر على العائلة لحمايتها وينتهي دورنا.
لم يعد دور الفرد أن يشارك في الأمن فقط من باب «التحذير» والإبلاغ ولا ينتهي دور الكاتب والمفكر في تحبير مقال في المناسبة، ولن تكون مهمة الأسرة حماية أعضائها وقت الحادثة وبعدها، ولا تعامل المسؤول بأسلوب رد الفعل الآني للجريمة، بل يجب أن يتعدى ذلك إلى أبعد من ذلك، بحث الأسباب، والغوص بعمق في جذور المشكلة، من خلال التهوين مما حدث، واعتبار الفئة التي قامت بهذا العمل فئة ضالة قليلة.
فهذه الفئة مهما كانت قليلة قياساً بملايين السعوديين الرافضين لأعمالهم الإرهابية وإجماع المواطنين على أن من قام بهذا العمل فئة ضالة ومنحرفة، هم شريحة من هذا المجتمع، نمت وترعرعت وسط مناخات لا يمكن أن تفرز مثل هؤلاء المتوحشين الذين يقدمون على مثل هذا العمل الذي تجاوز كل حدود التصور، لو أن المجتمع بكل وحداته متيقظ، ومؤدٍ لدوره في توجيه وتنشئه أبنائه وشبابه التنشئة السليمة.
لو كانت الأسرة واعية للتغييرات السلوكية والفكرية التي تطرأ على أبنائها، لو أن المربي والمدرس والمدرسة ملاحظون لممارسة طلابه، لو أن الدوائر المسؤولة راصدة لما يقوم به بعض من تصدوا للتوجيه والخطابة وقوَّموا أخطاءهم وألجموا أعمالهم المنحرفة في مهدها، لما وصلنا إلى ما وصلنا إليه، وما حصل ما حصل الذي يجب أن يعالج بعلمية وبحزم وبحسم دون أي اعتبارات أخرى، فإننا مقبلون على أعمال أخطر وأكبر.. والله المستعان.

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved