* الرياض - ياسر الكنعان - واس:
أكد صاحب السمو الملكي الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية التزام المملكة والقيام بدورها في محاربة الإرهاب والضرب بيد من حديد على كل من تسول له نفسه العبث بامن الوطن والمواطنين وقبل كل ذلك العبث بمبادئ الدين الإسلامي الحنيف وتشويهها.
وقال سمو وزير الخارجية في المؤتمر الصحفي الدوري الذي عقده أمس بمقر وزارة الخارجية في الرياض . . ان محاربة هذه الاعمال الارهابية هي مسؤولية مشتركة بيننا جميعا كمواطنين ومسؤولين خاصة في ظل سياسة الاصلاحات الشاملة التي ينتهجها قادتنا والتي تهدف إلى توسيع المشاركة السياسية التي لاتعني فقط اكتساب الحقوق وانما تتضمن تحمل المسؤوليات والواجبات.
واضاف سموه علينا جميعا كمواطنين ومسؤولين ان نراجع انفسنا لنستكشف اذا قمنا بما يمكننا عمله للحفاظ على امن بلادنا ومقدراتها وحرمتها ومبادئها الإسلامية السمحة فمكافحة هذه الاعمال الاجرامية الخبيثة لا يشمل فقط مرتكبيها بل والتصدي لمن يغذيها أو يتعاطف معها وهناك واجب آخر للمواطن وهو الحرص على الارشاد على مرتكبيها.
واوضح سمو الأمير سعود الفيصل ان ظاهرة الارهاب الدولية التي اصبحت تهدد امننا واستقرارنا جميعا كاعضاء في الاسرة الدولية بدون استثناء تتطلب منا كمجتمع دولي تكثيف الجهود وتوثيق التعاون في العمل الدؤوب لمكافحة الارهاب بكافة اشكاله وصوره واقتلاع هذه الظاهرة البغيضة من جذورها.
وقدم سمو وزير الخارجية تعازيه لاسر ضحايا التفجيرات الارهابية التي وقعت في مدينة الرياض يوم الاثنين الماضي من المواطنين والمقيمين متمنيا للمصابين الشفاء العاجل.
واكد سموه ما عبر عنه صاحب السمو الملكي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء رئيس الحرس الوطني من ان هذه الاعمال الاجرامية ما هي الا حربا يشنها الارهابيون على الوطن . . مشددا على عزم الدولة وتصميمها على مواجهتها والقيام بواجباتها في التصدي لها.
واستعرض سمو الأمير سعود الفيصل الاتصالات الدولية التي استمرت المملكة في اجرائها لبحث قضايا المنطقة قائلا كانت هناك زيارات إلى دولة روسيا الاتحادية والمملكة المتحدة بالاضافة لاستقبال المملكة لوزير الخارجية الأمريكي السيد كولن باول ومعالي وزير الخارجية الكويتي ومعالي وزير الداخلية بدولة الكويت ايضا ومعالي وزيرة خارجية دولة النمسا الدكتورة بنيتا فالدنر والمسؤول الاعلى للعلاقات الدولية في الاتحاد الاوروبي السيد خافير سولانا والسيد مورا تينوز .
واضاف قائلا وقد تركزت المباحثات حول الحالة في العراق وافرازاتها وتداعياتها على الشعب العراقي وعلى امن واستقرار المنطقة والعالم واكدت من خلالها على موقف المملكة الداعي إلى أهمية اعادة الامن والاستقرار إلى العراق بالتركيز في المرحلة الحالية على اعادة الامن والنظام للمدن العراقية وتشغيل خدماتها الاساسية وتسيير دفة الحياة اليومية بها على يد ابناء العراق الاكفاء والمؤهلين وصولا إلى اقامة الحكومة الدستورية.
واشار سموه إلى انه تم خلال هذه المباحثات بحث مشروع القرار المطروح على مجلس الامن الدولي حول العراق وتعزيز دور الامم المتحدة في التعامل مع الشأن العراقي.
ولفت سموه النظر إلى ان عملية السلام في الشرق الاوسط كانت هي القضية المحورية الاخرى في المباحثات التي اجريت مفيدا سموه ان المملكة قد حرصت من جانبها على اهمية الاسراع في تنفيذ خارطة الطريق بكامل استحقاقاتها ومرجعياتها ومن اهمها مبادرة السلام العربية التي تعالج النزاع من كافة جوانبه وعلى كافة المسارات وتحدد الوجهة النهائية لطريق السلام والعمل على استثمار الاجماع الدولي خلف خارطة الطريق الامر الذي قد يعطي الفرصة المناسبة لاستصدار قرار من مجلس الامن يتبنى هذه الخارطة والامر الذي سيعطي دفعة قوية للجهود الرامية إلى استئناف مسيرة السلام وترسيخ الامن والاستقرار في منطقة الشرق الاوسط.
واعرب سمو وزير الخارجية عن ارتياحه للمباحثات بشكل عام وما لمسه من توافق في وجهات النظر حيال مجمل القضايا المطروحة وايضا بالنسبة للقضايا الثنائية المتعلقة بتوثيق العلاقات ودعمها بين المملكة وهذه الدول في جميع المجالات . ونفى سمو وزير الخارجية تأثير الحادث في عملية سحب القوات الامريكية من المملكة لافتا سموه النظر إلى ان السبب في ذلك هو انتهاء مهماتها.
وفي سؤال يتعلق بقيام السفير الأمريكي بتوجيه طلب من الولايات المتحدة الامريكية إلى المملكة من اجل تشديد الاحتياطات الامنية حول المجمعات السكنية التي يقطنها أمريكيون واجانب الا انها لم تستجب لذلك الطلب افاد سمو الأمير سعود الفيصل بانه لم يسمع بطلب كهذا . . مؤكدا بانه لم يتم تقديم اي طلب من السفارة الامريكية أو غيرها من السفارات لزيادة مستوى الامن مشددا على ان المملكة لم يسبق ان تأخرت في الاستجابة لاي نداءات لمضاعفة الجهود الامنية وقال «انا متأكد ان السفير الامريكي يتفق معي في ذلك »، وحول المعاملة التي يجدها المواطن السعودي الحامل للتأشيرة السليمة اما للعلاج أو للدراسة حيث يواجه ببعض التعقيدات في دخول أمريكا قال سموه البحث مع الحكومة الأمريكية حول موضوع التأشيرات مستمر . . ونحن نقدر الجوانب الامنية التي اضطرت الولايات المتحدة الأمريكية لتأخذ اجراءات لضبط الاوضاع . . وربما تكتب مقالة غدا تطالب الحكومة السعودية ذاتها بان تتخذ اجراءات احترازية للوافدين والداخلين هنا حتى لايكون هنا اثر على الامن الداخلي في المملكة.
واردف سموه يقول الدولة مسؤولة أولاً واخيراً عن مواطنيها وامن مواطنيها واذا كانت الولايات المتحدة الأمريكية رأت في الاجراءات التي تريد ان تتبعها اجراءات لحفظ امنها لن يلومها احد على ذلك . . ولكن اعتقد وهذا اقوله من باب الصداقة وليس من باب الانتقاد ان بعض الاجراءات تفوق مردودها الامني وتؤدي إلى منع التعامل الإنساني والذي كان ركيزة للعلاقات الأمريكية السعودية لافتا سموه النظر إلى ان الطلبة الذين كانوا يدرسون في الولايات المتحدة الأمريكية واهلهم يزورونهم وهم يتزاورون مع اصدقائهم كان عامل الصلة مفيدا للعلاقات بين البلدين آملاً سموه الا يكون في الاجراءات المتبعة لضبط الامن في كلا البلدين مايؤدي إلى منع هذا التعاطي الإنساني بين الشعبين.
وافاد سمو الأمير سعود الفيصل ان المملكة تسعى لدخول منظمة التجارة العالمية «دبليو تي أو» حيث تجري مفاوضات لذلك مشيرا إلى ان هناك دولا وافقت على الاتفاقية التي ابرمتها مع المملكة وتبقت دول تجري المملكة اتصالاتها معها حول هذا الموضوع.
وحول مدى نجاح الهجمات الارهابية في ابعاد الاجانب عن المملكة قال سموه ان الوضع الامني الحالي افضل بعد الهجمات مما كان عليه قبل الهجمات وبالنسبة لمن قرر الرحيل فنحن لا نلومه على قراره وسنفتقده ونتمنى ان يعود من غادر بعد فترة قصيره في المستقبل.
وفي سؤال يتعلق بتأثير الهجمات الاخيره على العلاقة السعودية الأمريكية وهل يعتقد بأن مشاعر العداء لدى الشعب الأمريكي ستزداد بعد الهجمات الاخيرة اجاب سمو الأمير سعود الفيصل قائلا ان ما يدعو إلى الاستغراب والسخرية ان 15 سعوديا شاركوا في تنفيذ هجمات 11 سبتمبر وشارك في الهجمات الاخيرة ايضا 15 سعوديا واعتقد بأن من مروا باحداث مأساوية مشابهة في دول اخرى سيتعاطفون مع كل من يمر بنفس المآسي.
واضاف سموه من المحزن ان نسمع اتهامات موجهة للمملكة العربية السعودية بتواطئها مع منفذي هجمات 11 سبتمبر لمجرد ان منفذي العمليات الارهابية كانوا سعوديين.
وارجع سمو الأمير سعود الفيصل سبب الغاء اجتماع وزير الخارجية الأمريكي مع ممثلي المجتمع المدني في المملكة الى عامل التوقيت مبينا ان معاليه كان يرغب في زيارة موقع التفجير فلم يتمكن من ضبط الموعدين.
وابان سموه ان وزير الخارجية الأمريكي كان ينوى مقابلة رجال الاعمال السعوديين كي يتحدث معهم في المجال الاقتصادي بين البلدين ويشرح لهم مايتعلق بالشراكه والسوق الحرة.
وفي سؤال يتعلق بحجم المشاركة العربية في وضع خطة لتقرير مستقبل العراق قال سمو وزير الخارجية «نحن منشغلون بما يحدث في العراق الآن وليس مستقبل العراق.. الآن هناك كوارث في العراق.. الآن الامن غير مستتب في العراق.. العراق يعاني من الاقتحامات والسرقات وعدم الامن.. والآن يعاني من مشاكل صحية سواء لعدم وجود المستشفيات والاطباء والعلاج الكافي ومعالجة الاوضاع الطبية وكذلك انتشار الاوبئه الذي بدأ يظهر في العراق».
واضاف سموه قائلا «الآن العراق يقاسي من نقص الخدمات مثل الكهرباء والماء النقي».
وتساءل سموه من يستطيع ان يفكر في مستقبل العراق وحاضر العراق الآن وما هو عليه وكيف يمكن بناء مستقبل العراق والوضع الامني على ما هو عليه الآن.
ورأى سموه ان الاولوية يجب تكون للوضع الامني مؤكدا ان العراقيين حين يشعرون بالامان في بلدهم هم من سيأخذ بزمام الامور وهم من سيخطط لمستقبلهم.
وفيما يتعلق بجهود المملكة لتحريك خطة خارطة الطريق قال سمو الأمير سعود الفيصل «انا ذكرت اننا قدمنا اقتراحا بان تكمل خارطة الطريق التي قدمت لاسرائيل وللفلسطينين بان تصدر بقرار من مجلس الامن يؤكد على جديتها والزاميتها للتنفيذ وهذا اقتراح قدمناه للجمعية ونأمل ان يؤخذ به».
وحول عما اذا كانت هناك خطة أمريكية لعزل الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات ونفيه لأي جهة خارجية قال سمو وزير الخارجية هل اقول لك شيئا جديدا ان قلت لك نعم او لا . . انت تعرف الموقف الأمريكي في هذا الاطار وليس بجديد عليك . . ولكن السؤال الاهم في هذا الاطار ليس هناك شخص قد اوضح بكل جلاء موقفه من السعي للسلام واحقاق الحقوق الفلسطينية عن طرق سلمية وضد العمل العسكري اكثر من ابو مازن.
وتابع سموه يقول التحدي الموجود الآن ليس للفلسطينيين . . التحدى الآن الموجود للاسرائيليين الذين كانوا يتذرعون انه ليس لهم محاور مؤمن بالسلام يستطيعون ان يتحاوروا معه . . الآن امامهم ابو مازن الذي لم يخف في يوم من الايام قناعته الكاملة والواضحة بأن الوسيلة للوصول للحقوق الفلسطينية هو عن طريق الحوارالسياسي . . فاذا لم يتح لهذا الرجل ان يصل إلى هذه الحقوق المشروعة للفلسطينيين عن طريق الحوار السياسي .. فهذا معناه ان إسرائيل تسعى إلى قفل الابواب للسلام وليس لفتحها . . هي التي كانت تطالب بأن يكون هناك رئيس وزراء مقتنع ومبدؤه السلام وليس هناك فلسطيني قد اوضح موقفه تجاه السلام اكثر من ابو مازن فالتحدي الحقيقي لاسرائيل هل ستتفاوض بحسن نية مع هذا الرجل الذي وضع نيته على كفه واظهرها للعدو وللصديق في نفس الوقت. وعن حجم التأثير الذي احدثته العمليات التخريبية في سياسة المملكة الخارجية قال سموه: سوف نكون ضد الارهاب بكل معنى كما كنا في السابق . . وكما ذكرت في المقدمة علينا ان ننظر في داخلنا. . ليس فقط المسؤول ولكن المواطن لعمل ما يكفي لمواجهة الارهاب . . وبدون شك سنكون البادئين بذلك في وزارة الخارجية . . نتأمل فيما يمكن ان نقوم به وان نعمله وان نكون خادمين للمصلحة الوطنية التي تريد القضاء على هذه الظاهرة الشنيعة.
وفي سؤال يتعلق بما اشار اليه سموه عن وجود جوانب قصور في مجال مكافحة الارهاب قال بمجرد ان الارهاب حصل فهذا يعني قصور وعلينا ان نتعلم من اخطائنا ونسعى إلى تحسين ادائنا في هذا الاطار . . هذا كل ما كنت اقوله . . ولكن المسؤولية المشتركة ايضا فيما قلته . . فبقدر ما انا مسؤول انت مسؤول ايضا ان تنظر في داخلك وتكون صريحا مع نفسك اذا عملت ما يكفي لذلك من تنوير الرأي العام الذي يقرأ لك عن مساوئ الارهاب ومساوئ الارهابيين.
وحول تصريحات نائب الرئيس الأمريكي ديك تشيني التي قال فيها ان عدد الضحايا القتلى وصل إلى 90 ثم عادت واعلنت الادارة الأمريكية ان عددهم وصل إلى خمسين قال سموه :الضحايا على ما اعتقد 34 هذا الذي اعلنته وزارة الداخلية ..المصابون يصلون إلى 194. . عموما المعلومات الاكيدة عند وزارة الداخلية . . واعتقد ان ديك تشيني اذا كان قال اعدادا غير هذه فهو كان يرتكز على المعلومات الصحفية التي قد لا تكون صحيحة دائما.
ونفى سمو الامير سعود الفيصل تأثير هذه الحادثة على جهود المملكة بالنسبة للموقوفين في غوانتنامو وقال سنسعى إليها وعندنا خبر ان مجموعة منهم ستطلق.
|