اصدر رئيس نادي الهلال صاحب السمو الملكي الأمير عبدالله بن مساعد بن عبدالعزيز بياناً حول ما دار في الساحة الرياضية في الفترة الاخيرة وطال نادي الهلال ومسؤوليه وتاريخه وفيما يلي بيان سموه..
بسم الله الرحمن الرحيم
احب ان اوضح للجمهور الهلالي والجمهور الرياضي الكريم بعض الامور حول ما يدور على الساحة الرياضية في الفترة الاخيرة.
أولاً: بجانب حبي للرياضة ولنادي الهلال، فإن احد أهم اسباب اقدامي على تولي رئاسة نادي الهلال هو ايماني بأن المساهمة في تطوير اوضاع الرياضة السعودية في هذه المرحلة المهمة من تاريخها، تمثل خدمة للوطن وحقاً للمجتمع، لذا فإنه من الواضح، ان مجاراة البعض والدخول في مهاترات مضرّة بالرياضة، يتعارض مع الاهداف السامية التي تؤمل الدولة وفقها الله من النوادي الرياضية تحقيقها ومن اهم ذلك تربية الشباب على الاخلاق الفاضلة والقيم الحميدة التي تؤكد على الاحترام والتلاحم ومراعاة المصالح العامة، كما انه لا ينسجم مع الدافع الرئيس لدخولي المجال الرياضي، ومع هذا، فإنني وبكل اسف اضطررت للرد مؤخراً لأنه أسيء لأحد الذين يعملون معي ولشخص اقدره واحترمه ولأنني اعتقد انه من الواجب ان يدافع من يقود العمل عمن يعملون معه إذا أسيء لهم بدون وجه حق، لكن الاساءات لنادي الهلال ولمن يعمل في الوسط الرياضي تتكرر منذ سنوات، لذا اعتقد ان مسؤولية ايقافها لاتقع على عاتق نادي الهلال، بل على عاتق المسؤولين في قطاع الرياضة وخارجها.
ثانياً: بناء على ما سبق، فإنني اعتب على فئة قليلة من الجمهور الهلالي، التي تطالبنا بالرد باستمرار على الاساءات التي توجه لنادي الهلال من أي طرف كان وان تكون ردودنا عليها بمستوى ما يوجه للنادي، ان ما تطلبه منا هذه الفئة هو ما ينهانا الله عنه من اللجاجة فضلاً عن ان هذه الاساءات في الغالب لاتعبر إلا عن مستوى قائلها، لذا وضعنا في ادارة نادي الهلال نصب أعيننا اهدافاً كثيرة لخدمة مجتمعنا والرياضة في بلدنا وعدم الاساءة الى اي طرف واحترام جميع المنتمين للوسط الرياضي، ففي بقاء الهلال في القمة والفوز بالبطولات وخدمة المجتمع واعطاء صورة ممتازة عن ديننا وبلدنا واسرنا وعاداتنا وتقاليدنا، لن نرضى كهلاليين الا بالمراكز الاولى، اما الاساءات فهي وبجانب كونها من مساوئ الاخلاق وجلبها لسخط الرب، لاتحقق اي من هذه الاشياء، لذا سنرضى ان نحتل فيها المراكز الاخيرة، بل اننا في نادي الهلال نمقت ذلك ونعتبره من مساوئ الاخلاق ولا نرضى لانفسنا بالمشاركة فيه، وعلى الجمهور الرياضي الكريم ان لايتوقع ولا يطالبنا بخلاف ذلك، كما احب ان اوضح ايضاً انه وبالرغم من ايماني وحديثي المتواصل حول اهمية الرياضة ودورها في رقي المجتمع واهميتها السياسية والاقتصادية والثقافية والاجتماعية فهي اقل من ان تستحق ان يسيء المرء الى اي انسان كان، ولا تبرر مخالفة المبادئ والتعاليم والقيم الاسلامية، فالرياضة ليست مسألة حياة او موت ليصدر بسببها ما لا يليق، بالاضافة لكل ما سبق، فاني على ثقة بأن للنهج والقيم التي يلتزم بها نادي الهلال علاقة وثيقة بتوفيق العلي القدير لنا وتربعنا على القمة وأذكّر هنا بقول الله تعالى { وّمّن يّتَّقٌ اللهّ يّجًعّل لَّهٍ مّخًرّجْا وّيّرًزٍقًهٍ مٌنً حّيًثٍ لا يّحًتّسٌبٍ وّمّن يّتّوّكَّلً عّلّى اللهٌ فّهٍوّ حّسًبٍهٍ إنَّ اللّهّ بّالٌغٍ أّمًرٌهٌ قّدً جّعّلّ اللىهٍ لٌكٍلٌَ شّيًءُ قّدًرْا } .
كما ان النجاح المبني على الاساءة ان تحقق فهو مؤقت ولا يدوم طويلاً والارقام والتاريخ يوضحان ذلك، لكن حتى ان كانت الاساءة هي سر النجاح ومفتاح البطولات المتواصلة فلا يتوقع جمهور الهلال اننا سنسلك هذا السبيل فهو يسيء لمجتمعنا ولا يعكس صورته الصحيحة، كما انه سبيلاً لم تنتهجه الادارات السابقة ولا الحالية ولن تنتهجه الادارات المقبلة بإذن الله، نحن نفخر في نادي الهلال اننا من اقل الاندية اساءة للآخرين، وهذا هو سر شعبية نادي الهلال الكبيرة والمتميزة.
ثالثاً: أودأن أؤكد لجمهورنا الهلالي بشكل خاص وللجمهور الرياضي الكريم بشكل عام اننا سنبتعد عن المهاترات والردود ونركز على العمل الذي ينفع ان شاء الله في الدنيا والآخرة، وان شاء الله ستكون هذه المرة هي الاخيرة التي نضطر فيها لتوضيح هذه الامور، فالاساءات والشتائم والقذف لنادي الهلال ولمن يعمل في الوسط الرياضي تتكرر منذ سنوات ولا تحتاج الى تقديم شكوى فهي علنية في وسائل الاعلام ومعروفة لدى الجميع، ومسؤولية ايقافها كما اسلفنا لاتقع على عاتق نادي الهلال. نعد الجمهور الرياضي الكريم اننا سنعمل ليبقى نادي الهلال. في القمة، وسنحرص على ان يؤدي النادي دوره الرياضي والثقافي والاجتماعي بشكل ممتاز، وان يكون من اكثر الاندية الرياضية نفعاً لبلده، وأقلها إساءةً للآخرين.
أخيراً، جاء عن الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم في ترك الجدال «من ترك المراء وهو محق بني له بيت في وسط الجنة ومن حسن خلقه بني له بيت في اعلاها»، ان لنا في الرسول صلى الله عليه وسلم اسوة حسنة، وفي سيرة الخلفاء الراشدين والصحابة والسلف الصالح، وفي تاريخ بلادنا واجدادنا وفي تاريخ الملك عبدالعزيز وابنائه من عفة اللسان والصبر على الأذى واحترام الصغير للكبير وإنزال الناس منازلهم، القدوة الحسنة. والله ولي التوفيق
عبدالله بن مساعد بن عبدالعزيز آل سعود
|