من مالاغاسي إلى مدغشقر عبر زمان الجزيرة
عادل علي جودة

لِكُلٍ طريقته الخاصة في قراءة الصحف، فعدا اولئك الذين يتبعون الاكثر صواباً فيبدأون القراءة من الصفحة الاولى، فإن الكثير لا تهنأ له القراءة الا ابتداءً من الصفحة الاخيرة والاكثر تحلو له البداية من صفحة الرياضة، اما كاتب هذه السطور «وربما هنالك البعض مثلي» فله مع الجزيرة «بالذات» شأن آخر، اذ يستهويه الغوص في عمق الصحيفة وصولاً الى صفحة «زمان الجزيرة»، واكاد ازعم ان ذلك البعض يشاركني النكهة الخاصة جداً في ما تحمله هذه الصفحة من مواد اعلامية، وتزداد متعة التذوق كلما شكل «زمان» فارقاً كبيراً عن الآن، ففي عدد الجمعة 1/3/1424هـ الموافق 2/5/2003م جاء في «زمان الجزيرة» الخبر الآتي:
11/5/1390هـ الموافق 14/7/1970م العدد 302
صاحب السمو الملكي الامير ولي العهد المعظم يتلقى برقية شكر من الرئيس الملقاسي
توقفت طويلاً وانا اقرأ كلمة «الملقاسي» ونكشت ذاكرتي لعلي اجد لها اثراً، ولكن دون جدوى سألت بعض الزملاء، وهاتفت بعض المكتبات وايضاً لا جدوى، ثم اخلفت القاعدة المتبعة في برنامج «من سيربح المليون» واعطيت لنفسي حق الاستعانة بصديق آخر وكان لديه الخبر اليقين، فقال:« اظنها ملاجاسي وليست ملقاسي وهي دولة افريقية واظنها الآن، مدغشقر ان لم اكن مخطئاً، ولكن امهلني بعض الوقت لآتيك بمعلومات دقيقة وموثقة»، وفي الاثناء اتصلت باستعلامات الدليل «905» للحصول على ارقام الاتصال الخاصة بسفارة مدغشقر، فأخبرت انها غير مسجلة، ذهبت الى «دليل خدمات المملكة لعام 2003م» فلم اجد فيه ما يشير الى وجود سفارة لمدغشقر في المملكة او سفارة للمملكة في مدغشقر، فاتصلت باحدى السفارات الافريقية، واستخلصت من اجابة المسؤول فيها ان الموطن مدغشقر والمواطن ملقاسي!!، وفي اليوم التالي وصلتني المعلومات الوافية عن «مالاغاسي» و «مدغشقر» كما وردت في «الموسوعة العربية العالمية» التي غابت حينئذ عن بالي مع انني تشرفت بأن اكون واحداً من جهازها الفني في فترة اعدادها.
وقبل الخوض في الحديث عن «مالاغاسي» اود ان اعمم فائدة جنيتها من خلال البحث عن «مدغشقر» عبر الشبكة العنكبوتية، وتحديداً في احد دروس دينامية الارض للاستاذ الدكتور بلال عميرة، تحت عنوان :« انجراف القارات» وهي على الموقع التالي:
httj://www.schoolarabia.net/ 3loomal2ard/gio/denamet- al2rd/injeraf-alkarat/injerf- alkarat1.htm
اذ اشار الدكتور عميرة الى ان القارات الحالية كانت قبل «200» مليون سنة قارة واحدة تدعى «بانغايا» اي كل اليابسة، كما هو مبين في الشكل رقم «1» ثم بدأت في الانجراف لتنفصل الى اجزاء مستقلة ومتقاربة، ثم ابتعدت عن بعضها البعض شيئاً فشيئاً محدثة عدة تغييرات في تشكيل اليابسة عبر حقب زمنية متباعدة بعشرات الملايين من السنين، واستمر التدرج في انفصال القارات واحدة تلو الاخرى، ثم تباعدها، وصولاً الى التشكيل القائم حالياً الذي حدث قبل حوالي «45» مليون سنة.
ولن استطرد كثيراً في تفاصيل تلك الانجرافات، ولكن اعود الى «حقائق موجزة» عن جزيرة مدغشقر التي انجرفت قبل حوالي «135 و 65» مليون سنة، فقد ورد في الموسوعة العربية العالمية ان مدغشقر بلد افريقي يتكون من جزيرة كبرى ومجموعة من الجزر الصغيرة المجاورة، وتقع في المحيط الهندي علي بعد «385 كم» جنوب شرقي الساحل الافريقي «اللون الداكن او الاحمر على الخارطة»، وينحدر سكانها من اصول افريقية واندونيسية، وكانت خلال القرنين السابع عشر والثامن عشر تمثل قاعدة مهمة لنشاطات قراصنة البحار، وفي بداية القرن التاسع عشر اصبحت مدغشقر جزءاً من مملكة المارينية المحلية التي افلت على ايدي الفرنسيين عام 1896م، وفي عام 1960م حصلت مدغشقر على استقلالها من فرنسا وحملت اسم «جمهورية مالاغاسي»، وعلى الرغم من الاستقلال الا ان النفوذ الفرنسي ظل قوياً فيها، وفي نهاية عام 1975م اصبح اسمها الرسمي «جمهورية مدغشقر الديمقراطية» وعاصمتها «تناناريفو» ، ونشيدها الوطني «اري. تانين درازاني» ومعناها «وطننا الحبيب»، ومساحتها «041 ،587 كلم2»، ويزيد عدد سكانها عن «000 ،533 ،15» نسمة يتحدثون اللغتين الفرسية والمالاغاسية التي تمثل مزيجاً لغوياً بين اللغة الملايوية واللغة الاندونيسية، اما رئيسها المشار اليه في زمان الجزيرة، فهو «فيليبر تزيرا نانا» وهو اول رئيس للجمهورية، ثم اعيد انتخابه عامي 1965م و 1972م الا انه في مايو 1972م اضطر للاستقالة اثر مظاهرات صاخبة عمت البلاد ضده.
تلك كما اشرت حقائق موجزة «مقتبسة بتصرف» من الموسوعة، واختم بما تجدر الاشارة اليه، وهو ان نسبة اخواننا المسلمين في مدغشقر تمثل 10% من اجمالي السكان، ولمن فتحت شهيته ففي الموسوعة بغيته.. شكراً جزيلاً ل زمان الجزيرة».