كلنا رجال أمن متى رغبنا العيش بأمان
د. شبيلي بن مجدوع آل مجدوع القرني*

إنه لأمر مؤسف ومحبط ومذهل ودخيل، لا يتفق مع ثوابتنا ولا مع أخلاقنا ولا مع تقاليدنا وجميع معاملاتنا التي نستمدها من شرع الله القويم؛ فمن أين أتى هؤلاء بهذه التوجهات الضالة؟ وما الذي خلصوا اليه أو حققوه من مكاسب للإسلام والمسلمين بعامه؛ ولبلادهم وأهلهم وعموم مواطنيهم الذين كانوا ينتظرون منهم البناء والنماء وحفظ الأمن وطيب الوفاده، التي ينجلي منها سماحة الاسلام وأهله واحترام الآخر وتبادل المنافع معه؛ بعيدا عن النظرات القاصرة والاجتهادات المبتورة، إذا كان ديننا الحنيف يحارب هذه الأمور في بلاد الآخرين، فكيف بها بأيدي شواذ مغرر بهم تطول بلاد الحرمين. مضرب المثل في الأمن واحترام الآخر؛ لم يكن ذلك ليصدق أمام أي ذريعة وتحت أي ظرف، ثم هذه الأعمال من المستفيد منها ومن المتضرر؟ وما حكم الشرع في ذلك سواء على منفذي تلك العمليات بحق أنفسهم وأسرهم وبلادهم أو بحق من تسببوا في ازهاق نفسه بدون ذنب، أو تدمير ماله بلا مبرر؛ هل المراد تحويل صورة هذه البلاد التي بلغت الآفاق اعجاباً وتقديراً واحتراماً لمبادئها وثوابتها من المنصفين، وحسداً ومحاربة من المغرضين بسبب قفزاتها الحضارية والفكرية والعمرانية التي تبوأت من خلالها الصدارة؛ كان الله في عون القيادة ورجال الأمن ومواطني هذه البلاد فكلنا رجال أمن متى رغبنا العيش بأمان، والمسؤولية مضاعفة على كاهل الجميع وبالذات العلماء والدعاة وخطباء المساجد في تبصير الناس بحجم الخطأ للحد ممن قد غرر بهم، كما ان المنتظر من عموم المواطنين ومشايخ القبائل ونوابها وأعيانها التنبيه وتضافر الجهود للقضاء على هذه الظاهرة التي كلنا حرب عليها مواكبة لما يمليه الشرع ويدعو إليه العلماء وقادة هذه البلاد الذين يستمدون كل أمورهم من الثوابت السامية وتحقق على أيديهم ما تعيشه البلاد مما يدركه المنصفون وينعم به الجميع.