متابعة: محمد العيدروس-سعيد الغامدي-ظافر القحطاني- عبد الله العماري- حمود الوادي:
هزت أربعة انفجارات ارهابية العاصمة الآمنة الرياض ليلة أمس الأول في عدة مواقع متفرقة أسفرت عن وقوع عدد من القتلى والجرحى.
وبدأ سماع دوي الانفجارات عند الساعة الحادية عشرة وخمس عشرة دقيقة في وقت متقارب في المواقع الأربعة وهي مجمع الحمراء السكني بحي غرناطة ومجمع جداول السكني في حي أشبيليا ومجمع شركة صيانكو السكني فينيل «سابقاً».
وقد أسفر انفجار مجمع الحمراء عن مقتل خمسة أشخاص واصابة «22» آخرين باصابات خطيرة، فيما أسفر انفجار صيانكو عن مقتل جندي بالحرس الوطني واصابة وكيل رقيب اصابة بالغة، فيما لم يعرف عدد المصابين بشكل دقيق.
ونقلت سيارات الاسعاف عشرات المصابين من المواقع إلى مستشفيات مدينة الرياض المختلفة.
هذا وقد طوقت الأجهزة الأمنية مواقع الانفجارات بسياج أمني محكم، وفتحت ملف تحقيق موسع وفيما يلي التفاصيل:
ففي مجمع الحمراء السكني بحي غرناطة، هز انفجار هائل الموقع عند الساعة الحادية عشرة والربع تحديداً، أسفر عن مقتل خمسة أشخاص، منهم أربعة أشخاص في سيارة كورولا كانت بجوار الانفجار داخل المجمع، والآخر منفرداً، اضافة إلى انهيار عشر فلل من أثر الانفجار وحدوث تلفيات بالغة بالمجمع.
ووفقاً لروايات العديد من المواطنين القاطنين بجوار المجمع التقتهم «الجزيرة» خلال وقوع الحادث، فإن مجموعة من الارهابيين اقتحموا البوابة الخلفية للمجمع وتبادلوا اطلاق النار على طاقم الحراسة الموجود مع البوابة ثم دخلوا إلى المجمع، ليعقب ذلك دوي انفجار هائل.
وقال مواطنون بدوا مذعورين يقطنون في الأحياء المجاورة للمجمع أنهم سمعوا صوت انفجار هائل أسفر عنه تهشيم زجاج النوافذ والأبواب وهرعت إلى موقع الحادث أطقم متكاملة من سيارات الهلال الأحمر والدفاع المدني إلى جانب الإدارات الأمنية بمختلف أجهزتها.
وطوقت السلطات الأمنية المداخل والمخارج المؤدية للمجمع بشكل كامل، وعلى الرغم من ذلك سادت الفوضى الموقع وخاصة بعد وقوع الحادث مباشرة، حيث تداخلت الاختصاصات في ظل ازدحام الخطوط الدائرية والسريعة المحيطة بالموقع بجموع هائلة ويذكر المواطن سعد السبيعي أنه عند وقوفه عند باب منزله وأثناء اخراجه لبعض الحاجيات من سيارته سمع دوي انفجار صغير بعد ذلك سمع صوت اطلاق نار بدأ من تقاطع شارع انكاس مع طريق الدمام متجهاً نحو مجمع غرناطة حينها احتميت بالسيارة بعد ذلك سمعت دوي انفجار كبير جداً مما أدى إلى تطاير كثبان الأتربة وكأنها في عاصفة ترابية.ويضيف رياض العبيد أحد السكان القريبين من موقع الانفجار انه كان قريباً من المنزل بعد ذلك سمع إطلاق نار بعد ذلك سمع انفجاراً كبيراً أدى إلى تكسير جزء من زجاج منزله.
ويضيف سعد الشريف وعبدالله الشريف انه واثناء مرورهما بجانب مجمع الحمراء سمعا صوت انفجار صغير بعد ذلك سمعا صوت اطلاق النار بعدها دوي انفجار كبير أدى إلى تهشيم زجاج عدد من المنازل
ويؤيدهما سامي السبيهين ويضيف أن بعض السيارات أيضا تهشم زجاجها.
واوضح أحد شهود العيان انه اثناء مروره بالقرب من حي غرناطة شاهد أشعة ضوئية برتقالية مائلة إلى الحمرة لاحت مرتين متتاليتين في الافق بعدها سمع دوي انفجار قوي اهتز على اثره كل ما حوله ويضيف انه واثناء مروره بالقرب من شركة فينيل «صيانكو» شاهد انطلاق أشعة تشبه الالعاب النارية محدثة اشعاعاً احمر بعدها سمع دوي الانفجار الذي يعد أكثر شدة من سابقه على حد قوله.
من جانبه ذكر أحد رجال الحراسات الامنية على المجمع، الذي اصيب في ساقه الأيمن جراء عيار ناري أطلقه عليه المنتحرون، ان السيارة اقتحمت البوابة وهي تطلق العيارات النارية في كل الاتجاهات واستطاعت الوصول لوسط المجمع السكني وعقب ذلك شهد انفجاراً شديداً وسمع طلقات نارية متفرقة.
هذا وقد استنفرت الجهات الامنية كافة وطوقت الموقع وباشر الهلال الاحمر وعدد من سيارات الاسعاف بنقل المصابين من جراء الانفجار إلى المستشفيات التي اعلنت حالة الطوارئ في اقسامها كافة.
وفي المجمع السكني لشركة «صيانكو» «فينيل سابقاً» وقع انفجار هائل مماثل لمجمع الحمراء وافاد شهود عيان ان سيارة جيمس مفخخة اقتحمت الموقع.
وقد اسفر الحادث عن قتل جندي بالحرس الوطني واصابة وكيل رقيب وعدد آخر من الجرحى والمصابين داخل المجمع.
وبين العديد من المواطنين القاطنين قرب المجمع انهم سمعوا اصوات الانفجار بشكل مخيف فيما اكد آخرون يقطنون في احياء مجاورة ان منازلهم قد اهتزت من جراء الانفجار.
ومن جانبها استنفرت عدد من المستشفيات الحكومية والخاصة بالعاصمة الرياض وجندت جميع احتياطاتها لاستقبال المصابين جراء الانفجار الذي وقع مساء البارحة على العاصمة الرياض فقد استقبلت مستشفيات التخصصي والحمادي ودلة والمشاري والجامعي والمستشفى السعودي الألماني والحرس الوطني المصابين وبدأت في اجراء الاسعافات اللازمة حيال الحالات التي تصلها.
«الجزيرة» اتنقلت في عدد من المستشفيات للوقوف على حالات المصابين والاطمئنان على صحتهم ومعرفة جنسياتهم وقد تبين أن عدداً كبيراً من المصابين من جنسيات مختلفة خاصة الأوروبية.
وقد تراوحت اصاباتهم بين الخفيفة والبليغة
وقد أعلنت حالة الاستنفار القصوى وتطبيق خطط الطوارئ في جميع المستشفيات، ومما تجدر الاشارة إليه أن مندوبين من السفارة الأمريكية كانوا يتنقلون بين المستشفيات للتأكد من هوية المصابين عنها إذا كان هنالك رعايا أمريكيون قد اصيبوا أم لا.
من جانبه اكد الدكتور صالح بن حمد التويجري نائب رئيس جميعة الهلال الأحمر السعودي أن الهلال الأحمر اُستنفر وجميع العاملين جهوده أمس وقال انه قد تم استدعاء عدد من العاملين من منازلهم حيث شارك في نقل المصابين من جراء الانفجارات الثلاثة أكثر من «30» فرقة اسعافية نقلت أكثر من «50» حالة اسعافية من مواقع الانفجارات التي كان اغلبها اصابات طفيفة. كما أكد مصدر مسؤول ان عدد الوفيات من جراء الانفجارات الثلاثة بلغ «12» حالة وفاة.
|