* مكة المكرمة - عبيدالله الحازمي:
أكد صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان أمين عام الهيئة العليا للسياحة أن الهيئة لم تدرس استثمار المواقع السياحية والأثرية ولكن تم مسح الكثير من المواقع الأثرية.
وبين سموه الكريم في معرض رده على سؤال حول استثمار غار ثور وغار حراء أن الهيئة لم تصل لهذه المراحل وهذه الأمور لها جانب شرعي والهيئة تريد أن لا تأتي السياحة بشيء جديد تكون له آثار سلبية من الناحية الشرعية فالهيئة تريد سياحة إيجابية تعمل على تعزيز القيم وفي مقدمتها القيم الإسلامية والنواحي الشرعية تراعيها في كل خطوة تخطوها في السياحة.
وامتدح سموه مشاركة الهيئة في مهرجان دبي السياحي رغم أنها المشاركة الأولى للهيئة وسيكون هناك تقييم لهذه المشاركة التي كانت ناجحة بكل المقاييس لأن الكثير من الشركات السعودية شاركت في المهرجان الذي كان تسويقياً ناجحاً معترفاً سموه بوجود تقصير من الصحف السعودية في تغطية المشاركة وما حدث في المؤتمر كان مشرفاً وان لم ينعكس هذا في الجانب الإعلامي.
ورداً على سؤال حول انضمام قطاع العمرة للهيئة العليا للسياحة أوضح سموه أن هذا الأمر لم يبحث وقطاع العمرة قطاع مهم ورئيسي ووزارة الحج تقوم بمهمة كبيرة ودور فاعل ونحن لا ننظر للعمرة كسياحة وننظر في سياحة تخدم المعتمرين من خلال بقائهم في المملكة فترة أطول حسبما يطلب المعتمرون أنفسهم مشيداً بالعلاقة القائمة بين الهيئة ووزارة الحج وجهود الوزير والوكلاء الذين يملكون فكراً مستنيراً وعميقاً والهيئة على شراكة كبيرة مع وزارة الحج فيما يتعلق بالتقاء قطاعي العمرة والسياحة مشيراً سموه الكريم إلى صدور إجراءات قريباً ستكون في مصلحة نظام العمرة والسياحة، مشيراً إلى أنه لا توجد ازدواجية بين عمل الوزارة والهيئة وإن كانت هناك ازدواجية ظاهرية وبين الوزارة والهيئة شراكة كاملة لأن الوزارة عضو في مجلس إدارة الهيئة العليا للسياحة.
وبين سمو الأمير سلطان بن سلمان في تصريحات صحفية عقب افتتاحه فندق مترويوليتان بالاس بالعاصمة المقدسة أن مكة المكرمة بلد الحرم الشريف ومستقبلها مزهر والاستثمار فيها مضمون وفيه الخير العميم و كلما أحسن رجال الأعمال في تنويع الاستثمار كلما كان ذلك أفضل.
وأوضح سمو أمين عام الهيئة العليا للسياحة أن الهيئة لم تنظم حتى الآن السياحة الداخلية وموضوع تقليص الإجازات الصيفية وتوحيدها مع إجازة الموظفين ما زال قيد الدراسة لدى الجهات المختصة بالهيئة واللجنة العليا لسياسة التعليم ونحن نعمل بمنهجية علمية للنظر في الإجازات الدراسية بمنظورها التعليمي والاجتماعي والاقتصادي وتعمل بشراكة كاملة مع عدد من القطاعات مبيناً سموه أن الهيئة ستبدأ في مرحلة العناية المركزة لتعمل على إعادة هيكلة السياحة الوطنية وتنظيمها لتنطلق كسياحة قوية.
وأشار سمو الأمير سلطان بن سلمان إلى أن الاستراتيجية الوطنية للسياحة تم رفعها لمجلس الوزراء وأحيلت لمجلس الشورى وسيكون لي اليوم اجتماع مع اللجنة الاقتصادية بالمجلس لدراسة الموضوع والجوانب الاقتصادية والتنظيمية في الاستراتيجية لأنها للعشرين السنة القادمة مبيناً أن مركز الأبحاث والمعلومات السياحية بدأ أول منتجاته الآن ولديه العديد من الاحصائيات.
وحول استلام المواقع الأثرية من وزارة التربية والتعليم أوضح سموه الكريم أن عملية الدمج تحتاج لشيء من الوقت لأنها ليست عملية نقل ولكن لابد من عملية التهيئة لأن الجهاز السياحي في حاجة للتأهل لدمج جهاز جديد له يعد كبيراً ونحن ننظر لمنهجية الدمج بنظرة جديدة مستوحاة من القطاع الخاص لأن الدولة تهدف من النقل ليس لنقل عبء من مكان لآخر ولكن لإحداث نقلة في النشاط وتفعيله.
وعن وجود فجوة بين مخرجات التعليم وحاجة الهيئة والسياحة للكوادر الوطنية المؤهلة قال سمو الأمير سلطان بن سلمان: قطاع السياحة قطاع جديد وهناك صناعات كثيرة مرتبطة بالسياحة ونحن ندرك وجود فجوة في النظام التأهيلي قد يكون ذلك بسبب النظام التعليمي الذي لا يؤهل للعمل في هذا المجال لأن صناعة السياحة جديدة ونحن نعمل بمنهجية لوضع السياحة على الخارطة وتأهيل الكوادر من خلال النظام التعليمي ولدينا تعاون كبير مع وزارة التربية والتعليم وأطلقنا برنامجاً تحت مسمى «السياحة والمجتمع» وجانب كبير من هذا البرنامج يتم بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم وتم تشكيل لجنة لوضع خطة خمسية لإعادة هيكلة السياحة والتعليم ليس في المناهج وإنما بصورة أشمل وأكبر.
وعن طرح المشروعات الاستثمارية السياحية أمام المستثمرين الأجانب قال سمو أمين عام الهيئة العليا للسياحة: أهم سائح تركز عليه الهيئة هو السائح السعودي لأنه لدينا أربعة ملايين سائح سعودي أجانب في الخارج والمستثمر السعودي هو المهم لدينا وسنعمل على تهيئة جذب استثمارات المواطنين السعوديين من الخارج مشدداً سموه الكريم على أهمية توفير الفرص المناسبة لرجال الأعمال السعوديين للاستثمار في المملكة التي هي أكبر قطاع عربي اقتصادياً وهي أكبر اقتصاد في العالم العربي وهي أكبر خمس دولة عربية مجتمعة مع إيران ودولة غنية وقائمة الآن على الكثير من التنظيمات لتركيز مؤسسات الدولة لدورها الاقتصادي وتفعيل القطاع الخاص والدولة جاهزة لأن تكون قوة اقتصادية فاعلة.
وأشار سمو الأمير سلطان بن سلمان إلى أنه لا توجد بالمملكة سياحة دينية وهذا المصطلح خاطئ لأن الدول التي تحتاج سياحة دينية ليست المملكة التي فيها الحرمان الشريفان وهناك زوار ومشاعر وسياحتنا مرتبطة بالحج والعمرة والزيارة ونحن نقدم السياحة كخدمة للمعتمرين والزوار وليست كمنتج اقتصادي وأطلقنا برنامج «العمرة بلاس» وهو برنامج يتعلق بالمنتجات السياحية لخدمة المعتمرين.
وعن الشرطة السياحية أبان سمو أمين عام الهيئة العليا للسياحة: الشرطة السياحية أداة ونحن في الهيئة العليا نعمل مع وزارة الداخلية بجد واجتهاد لدراسة المنظور الشامل للأمن السياحي الذي يختلف من بلد لآخر والمملكة الأمن الشامل فيها موجود وأول ميزة للسياحة أنها تكون في بلد أمن مشيراً سموه الكريم إلى أن الأمن الشامل متوفر في المملكة والمواطنون هم الأكثر حرصاً على الأمن والهيئة تدرس مدى الحاجة لحماية الآثار وتحقيق الأمن الشامل لقطاع السياحة في ظل الأمن الذي تعيشه المملكة والأدوات المطلوبة مستفيدين من تجارب الدول الأخرى الناجحة مؤكداً سموه أنه لم يتم الوصول إلى قرار الأدوات للشرطة السياحية ونحن لا نسعى للأداة وفرضها على واقع معين ونحن ننظر للمنظور الشامل.
وأكد سموه أن الهيئة العليا للسياحة يجب أن لا تعطى أي مديح اليوم ولا تتحمل أكثر ما تحتمل حتى ننظر ماذا تحقق في السنوات الخمسة القادمة ونسعى للاستفادة من كل الآراء لبناء شراكة اقتصادية وتأسيس قطاع اقتصادي قوي والهيئة ترحب بكل الآراء من رجال الأعمال والصحفيين لتقييم خطواتها التي تسير عليها.
وكان حفل خطابي قد أقيم بهذه المناسبة بدأ بالقرآن الكريم ثم ألقى بندر آل فهيد رئيس اللجنة الوطنية للحج والعمرة والسياحة ورئيس مجلس إدارة الفنادق كلمة أكد فيها أن شركة متروبوليتان أول شركة خليجية تحولت لشركة عالمية لتصبح استثماراتها عام 2006م 3 مليارات مبيناً أنه تم تشكيل مجلس للتنسيق بين الهيئة العليا واللجنة الوطنية لرفع شعار الشراكة الفاعلة.
ثم ألقيت قصيدة شعرية عقبها ألقى سمو الأمير سلطان بن سلمان كلمة أكد فيها نجاح الاستثمار في المدينتين المقدستين مؤكداً أن الاستثمار البشري هو المشغل الأساسي للسياحة الوطنية فمن ضمن الخطط المستقبلية للهيئة توفير 6 ،1 مليون وظيفة للشباب السعودي في القطاعات السياحية المختلفة والرديفة لها وهذه بحق من أكبر الصناعات المقبلة عليها الدولة.
وبين سموه أن الاستراتيجية السياحية للعشرين عاما القادمة تحتاج إلى 50 ألف غرفة فندقية جديدة و75 ألف شقة ووحدة سكنية مما يوفر فرصاً استثمارية كبيرة مشيراً سموه الكريم إلى أن الخطة المستقبلية سوف تفتح أبواباً جديدة للمشاريع السياحية الكبرى وفرص التوظيف والعمل مؤكداً سموه الكريم أن الهيئة تعمل على مبدأ الشراكة مع كل القطاعات الحكومية والأهلية.
بعد ذلك سلم الشهادات لأعضاء لجنة الحج والعمرة والسياحة السابقين والمتميزين في برنامج الفندقة.
|