* واشنطن من الان السنر رويترز:
تتزايد الانتقادات الموجهة للولايات المتحدة لفشلها في العثور على برامج الأسلحة العراقية النووية أو الكيماوية أو البيولوجية بينما يطرح بعض الخبراء تساؤلات بشأن المعلومات الامريكية والطريقة التي بررت بها حكومة الرئيس جورج بوش شن الحرب.
فبعد شهر من انتهاء العمليات العسكرية التي شنها الرئيس بوش للعثور على أسلحة الدمار الشامل العراقية وتدميرها لم تعثر الفرق العسكرية الامريكية الا على النزر اليسير لتبرير زعم الحكومة الامريكية بأن العراق أخفى مخزونات ضخمة من المواد الكيماوية والبيولوجية وانه كان يسعى بقوة لامتلاك برنامج سري للأسلحة النووية.
واعتبر كشف النقاب الاسبوع الماضي عن العثورعلى مختبر بيولوجي متنقل محتمل أكبر حدث محدد حتى الآن، وحتى لو تأكد هذا الاكتشاف فانه لا يرقى لمستوى المزاعم التي روج لها بوش ومسؤولون اخرون قبل شن الحرب.
وقال ديفيد البرايت رئيس معهد العلوم والامن الدولي والمفتش السابق للامم المتحدة عن الأسلحة النووية بالعراق: يمكننا ان نستخلص ان عددا كبيرا من الأسلحة الكيماوية التي يمكن نشرها والتي قالت الحكومة الامريكية انها لدى العراق لا وجود لها كما يمكننا ان نستخلص ان برنامج الأسلحة النووية للعراق لم يكن تقريبا متقدما بالشكل الذي زعمته الحكومة.
وقالت مستشارة الامن القومي الامريكية كوندليزا رايس لرويترز في مقابلة يوم الاثنين ان الولايات المتحدة وحلفاءها سيرسلون فريقا اكبر الى العراق للعثور على الادلة المفقودة.
وأضافت رايس ان العراق كان لديه على ما يبدو نظام «لا يمكن كشفه بالتفتيش» لاخفاء الأسلحة الكيماوية والبيولوجية من خلال تطوير مواد كيماوية ومركبات يمكن ان تستخدم في اكثر من غرض.
وهذا لا يتسق مع بعض المزاعم التي اعلنت قبل الحرب ففي خطاب له في اكتوبر/ تشرين الاول من العام الماضي قال بوش: نعرف ان النظام العراقي أنتج آلاف الاطنان من المركبات الكيماوية تشمل غاز الخردل وغاز الاعصاب السامرين وغاز الاعصاب في اكس. وتكشف صور استطلاعية ان النظام يقيم منشات للاستعانة بها في انتاج أسلحة كيماوية وبيووية.
وقال جوزيف سيرينسيون من مؤسسة كارنجي للسلام الدولي ان الفشل في العثور على برامج أسلحة ضخمة يشير لمشكلات خطيرة.
وتساءل قائلا : هل كان فشلا ذريعا في المعلومات.. ام كان استغلالا مقصودا للمعلومات من جانب حكومة بوش .. ام انه تم تدمير الأسلحة بشكل ما أو تهريبها خارج العراق.
وأردف سيرينسيون بقوله: أعتقد ان المرء لا يجانبه الصواب عندما يقول ان الأسلحة لا توجد بالكميات التي زعمتها الحكومة.. وببساطة لم يوجد خطر استراتيجي وشيك كالذي أشار اليه الرئيس بوش واعتبره السبب الرئيسي للذهاب للحرب.
وقال روبرت اينهورن من مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية: سعت الادارة بشدة للعثور على معلومات تعزز قضيتها في القيام بعمل عسكري وان كنت اعتقدانها اختلقت هذه المعلومات عن وعي.
لكن اينهورن وخبراء آخرين يدعون للتحلي بالصبر واتاحة الوقت للمسؤولين العراقيين من المستوى المتوسط وكذلك العلماء العراقيين للخضوع لمقابلات بشأن برامج التسلح.
من الناحية السياسية فقد لا يهم بوش كثيرا على المستوى الداخلي العثور على ادلة فقد خلص كثير من الامريكيين الى ان بلادهم كانت على حق عندما اطاحت بالرئيس العراقي صدام حسين لانتهاكاته لحقوق الانسان.
لكن المسألة تختلف على المستوى الدولي.. اذ سيؤكد هذا الشكوك الاصيلة للحكومات التي عارضت الحرب وستتزايد شكوكها بشأن النوايا الامريكية في المستقبل.
|