قامت مجموعة من اللصوص باجتثاث ماكينة صراف آلي من مكانها في حائل، بواسطة شيول ولولا أن السيارة التي جهزت لحمل الماكينة الى مكان آمن من أجل الاستيلاء على محتوياتها تعطلت، ولولا مرور إحدى الدوريات الأمنية في الوقت ذاته، لكانت الماكينة وحصيلتها حديث المجتمع لكن سوف يبقى للمجتمع ما يتحدث عنه، وهو هذه الجرأة التي بات يتحلى بها اللصوص، وكنا نعتقد أن أخلاقنا وتربيتنا، سوف تمنع مواطنا، ليس من اللجوء الى هذه الطريقة للسرقة، بل عدم اللجوء إلى السرقة أصلا!
أغلبنا يردون ذلك الى اصدقاء السوء، وقلة التربية، والمشاكل الأسرية، وهناك من يقول حالما ترتكب جريمة قتل، أو إطلاق رصاص، فأن الجاني مهزوز الشخصية، وربما تحت تأثير مسكر، أو مخدر، وربما يكون مجنوناً، أو متخلفا عقلياً، نطلق مسميات عديدة، في التو واللحظة، حتى يلقى المشتبه فيه او المجرم، جزاءه وسره معه، وفعلته تتناسخ وتتوالد.. لسبب بسيط جداً هو أننا قوم عاطفيون، نندد، ونشجب، ونستغرب، ونذكره لوقت محدد، ومعلوم، ريثما تأتي قضية جديدة فننسى ما مضى.
وهناك في العالم الآخر، كل شيء تحت السيطرة، دراسات وتحليلات ورأي عام واستبيانات عن كل شيء.. إننا إزاء مثل هذه السلوكيات الجديدة نتساءل بمرارة من الذي أوصل هؤلاء الى هذا الدرك، وجعلهم لا يفرقون بين الحق الخاص والحق العام، بين الحلال والحرام.. هل هي البطالة المتفشية أم الأعداد المتزايدة في كل مكان من الشباب الذين لا يجدون مكانا في الجامعة أو المعهد، وليت الأمر يقف عند هذا، لكنهم لا يجدون من يوظفهم بالإعدادية أو الثانوية، فلا يجد الواحد من هؤلاء ليقتل الفراغ والملل، غير سلوك دروب الشر، وحتى هذه الدروب مكلفة، فالمسكر بفلوس والحبوب بفلوس، وليس أمامه لتأمين الفلوس غير النهب والسرقة.
والأزمات تخلق سلوكيات، فقد كنا نعيب على أبناء بعض الدول اللجوء إليها، وها نحن نكتوي مثلهم بنارها.. ويبقى الحل الوحيد لكل ذلك سد فراغ الشباب، وتكثيف التربية في المدرسة والشارع!
فاكس: 4533173
|