استيقظت الرياض أمس لترى يوماً أسود في تاريخها.. ولتعيش مع مأساة كبيرة.. وحادث مروع ذهب ضحيته عدد من المواطنين.. وتعرض غيرهم لإصابات مختلفة.. إلى جانب الخسائر المادية التي لم يعرف مقدارها بعد.
ففي الساعة السابعة بالتوقيت الزوالي من صباح أمس اهتزت الرياض على دوي شديد كان سببه ان حافلة كبيرة محملة بعدد من أنابيب الغاز المعبأة وان أحد هذه الأنابيب لم تكن محكمة الاغلاق الأمر الذي أدى إلى نفاذ كمية كبيرة مما فيها وإلى اشتعاله بفعل الحرارة التي كان مصدرها فرن يقع بالقرب من مكان السيارة. وقد أدى ذلك إلى انفجار بقية الأنابيب الموجودة بالسيارة وأخرى كانت مخزنة في محل قريب من مكان الحادث لغرض البيع، وقد تجمعت هذه الأسباب لتحدث ذلك الانفجار الذي أدى إلى تدمير عدد من المنازل التي يحتمل ان تزيد على السبعة، واستشهاد ثمانية من المواطنين وإصابة خمسة عشر مواطناً إصابات مختلفة.
وقد خف إلى مكان الحادث لتولي عملية الانقاذ مدير شرطة الرياض ومساعد مدير عام الدفاع المدني وقائد المرور والنجدة والعلاقات بالرياض، وجميع الفرق التابعة للدفاع المدني وضباط عمليات النجدة والهلال الأحمر، كما شاركت بعض الشركات بآلياتها للسيطرة على مكان الحادث وانقاذ ما أمكن انقاذه من الأرواح والممتلكات، وكان سمو نائب وزير الداخلية الأمير نايف بن عبدالعزيز وسمو أمير منطقة الرياض سلمان بن عبدالعزيز يشرفان بنفسيهما على عمليات الانقاذ، بل ان سمو الأمير سلمان كان لا يكتفي بالتوجيه وإنما يقوم بانقاذ المواطنين بنفسه.
وقد علمنا ان صاحب السمو الملكي الأمير خالد بن عبدالعزيز ولي العهد المعظم كان على اتصال هاتفي بالمسؤولين للاطمئنان على سير العمل حيث اتصل سموه أكثر من مرة وتابع بنفسه ما كان يجري لانقاذ الذين تعرضوا للحادث المؤلم، وهذه لفتة رائعة من سموه تدل على عطفه وحنانه الأبوي على أبنائه المواطنين.
ومازالت عمليات الانقاذ مستمرة حتى إعداد هذا الخبر في ساعة متأخرة من مساء أمس. ومن المنتظر ان تنتهي هذا الصباح ليبدأ التحقيق من قبل الدفاع المدني والنجدة في أسباب الحادث، ووضع التخطيط اللازم لتفادي مثله قبل وقوعه، ومن ثم رفعه إلى سمو الأمير سلمان بن عبدالعزيز أمير منطقة الرياض.
وقد تلقينا من مديرية الأمن العام العزاء التالي لأهالي المتوفين: حدث في صباح يوم الاثنين الموافق 2/5/90هـ حادث مفجع بمدينة الرياض نتيجة انفجار اسطوانات للغاز ذهب ضحيته ثمانية اشخاص واصيب خمسة عشر شخصا بجروح مختلفة، وان مديرية الأمن العام إذ تقدم لأهالي المتوفين العزاء تسأل الله العلي القدير ان يتغمدهم جميعاً برحمته وان يلهم أهلهم وذويهم الصبر والسلوان وان يخفف الله آلام المصابين، {انا لله وانا اليه راجعون{
| 
