ثمار النخيل

لقد ذكرت النخلة في عشرين آية من ست عشرة سورة في القرآن الكريم فإن دل ذلك على شيء فإنه يدل على عظم هذه الشجرة وعلى ما تحويه ثمارها من فوائد جمة ولثمار النخلة أنواع كثيرة مختلفة في لونها وشكلها وطعمها، كما أن لثمر النخلة أسماء متعددة بتعدد مراحل نضجه، فهو يسمى بُسرا ما دام غضا طريا وبلحا ما دام أخضر، وتمرا حينما يصير يابسا.
الفوائد
البُسر: ثبت في الصحيح: أن أبا الهيثم بن التيهان، لما ضافه الرسول صلى الله عليه وسلم وأبو بكر وعمر رضي الله عنهما جاءهم بعذق فقال له: (هلا انتقيت لنا رطبة) فقال: (أحببت أن تنتقوا من بسره ورطبه).
والبسر حار يابس ويبسه أكثر من حره ينشف الرطوبة ويدبغ المعدة ويحبس البطن وينفع اللثة والفم وأنفعه ما كان هشا حلواً.
البلح: بارد يابس وهو ينفع الفم واللثة والمعدة وهو رديء للصدر واللثة بالخشونة التي فيه، بطيء في المعدة يسير في التغذية، يحدث نفخاً في المعدة ولا سيما إذا شرب عليه ماء ودفع مضرته بأكله مع العسل أو الزبد.
فقد جاءت الأبحاث الطبية الأخيرة لتكشف عن آثار الرطب التي تعادل آثار العقاقير الميسرة لعملية الولادة والتي تكفل سلامة الأم والجنين معا، فهو يقوم بدور الهرمونات التي يصفها الطبيب كما يسهل انقباض الرحم بعد الولادة ويمنع النزيف، ويقي من اخطار ارتفاع ضغط الدم أثناء الولادة كما أن له تأثير المهدئ للأعصاب وذلك بتأثيره على الغدة الدرقية ولذلك ينصح الاطباء باعطاء الأطفال والكبار من العصبيين بعض الرطب كل صباح من أجل حالة نفسية أفضل.
وفي الصحيحين عن عبدالله بن جعفر قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يأكل القثاء بالرطب.
وفي سنن أبي داود عن أنس قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يفطر على رطبات قبل أن يصلي، فإن لم تكن رطبات فتمرات، فإن لم تكن تمرات، حسا حسوات من ماء.وفي فطر النبي صلى الله عليه وسلم من الصوم عليه، أو على التمرات أو الماء تدبير لطيف جدا، فإن الصوم يخلي المعدة من الغذاء فلا تجد الكبد - وهو المخزن الأول الذي يخزن سكر الدم بشكله البسيط (الجلوكوز) - فيها ما تجذبه وترسله إلى القوى والأعضاء، والحلو أسرع شيء وصولا إلى الكبد وأحبه إليها، ولا سيما ان كان رطبا فيشتد قبولها له فتنتفع به هي والقوى فإن لم يكن فللتمر لحلاوته وتغذيته فإن لم يكن فحسوات الماء تطفئ لهيب المعدة وحرارة الصوم، فتنبه بعده للطعام. فللرطب أجناس كثيرة أجوده الأصفر كثير اللحم رقيق القشرة الصغير النواة وأردؤه الأسود وأعدله الأحمر.
طبع الرطب حار رطب فهو يقوي المعدة الباردة ويوافقها، ويفيد البدن ويوافق أصحاب الأمزجة الباردة ويغذي جيداً.
وهو من أعظم الفاكهة موافقة لأهل المدينة وغيرها من البلاد التي هو فاكهتهم فيها، وأنفعها للبدن.
التمر: التمر ملين طبيعي ممتاز يستطيع من اعتاد تناوله يوميا ان ينجو من حالات القبض المزمن وعموما فقد ثبت أن التمر مقو للعضلات والأعصاب مؤخر لمظاهر الشيخوخة وإذا أضيف إليه الحليب كان من أحسن الأغذية بخاصة لمن كان جهازه الهضمي ضعيفا.. إن القيمة الغذائية في التمر تساوي القيمة الغذائية في بعض اللحوم وثلاثة أمثالها في السمك وهو يفيد المصابين بفقر الدم والأمراض الصدرية ويعطى على شكل عجينة أو منقوع يغلى ويشرب على دفعات وهو يفيد الأطفال والرياضيين والعمال والنساء الحوامل ومن هم في فترة النقاهة.
أما في الطب الحديث فقد ثبت أن التمر مصدر طيب لفيتامين (أ) ومصدر لا بأس به من فيتامين (ب) وكل مائة جرام من التمر - من دون النوى - تعطي 353 سعراً حرارياً، ويمكن حفظ التمر أكثر من عام محتفظا بكل خواصه الغذائية.
ونظراً لغناه بفيتامين (أ) فهو يحفظ رطوبة العين وبريقها ويمنع جحوظها ويكافح الغشاوة ويقوي الرؤية وأعصاب السمع ويهدئ الأعصاب وينشط الغدة الدرقية ويلين الأوعية الدموية ويرطب الأمعاء ويحفظها من الضعف والالتهاب ويمنع الدوخة وزوغان البصر والتراخي والكسل.
والتمر سهل الهضم سريع التأثير في تنشيط الجسم يدر البول وينظف الكبد ويغسل الكلى.
وقد وصف التمر كعلاج للسعال والبلغم والتهاب القصبة الهوائية وذلك بعمل شراب مكون من 50 جراماً من التمر و50 جراماً من الزبيب و50 جراماً من التين المجفف و50 من العناب المجفف يوضع في لتر ماء ثم يغلى ويشرب دافئاً.
اضطراب شائع يزيد
عند الذكور بثلاثة أضعافه عند الإناث