النشاط الزائد اضطراب شائع وتزيد نسبة انتشاره لدى الذكور بمعدل ثلاثة اضعاف عنه لدى الاناث، ومع ان الاضطراب يحدث في المراحل العمرية المبكرة الا انه قليلاً ما يتم تشخيصه لدى الاطفال في مرحلة ما قبل المدرسة. والنشاط الزائد حالة طبية مرضية اطلق عليها في العقود القليلة الماضية عدة تسميات منها متلازمة النشاط الزائد، التلف الدماغي البسيط، وغير ذلك، وهو ليس زيادة بسيطة في مستوى النشاط الحركي ولكنه زيادة ملحوظة جداً بحيث ان الطفل لا يستطيع ان يجلس بهدوء ابداً سواءً في غرفة الصف او على مائدة الطعام او في السيارة.
ويميز البعض بين النشاط الزائد الحسي، ففي حين يشير النوع الاول الى زيادة مستوى الحركة يشير النوع الثاني الى عدم الانتباه والتهور. وقد يحدث كلا النوعين من النشاط الزائد معاً وقد يحدث احدهما دون الآخر، وبغض النظر عن ذلك فإن كلا النوعين يؤثران سلبياً على قدرة الطفل حيث انه سيعاني من مشكلات سلوكية واجتماعية في المراحل اللاحقة.
وكثيراً ما يوصف الطفل الذي يعاني من النشاط الزائد بالطفل السيئ او الصعب او الطفل الذي لا يمكن ضبطه، فبعض الآباء يزعجهم النشاط الزائد لدى اطفالهم فيعاقبونهم ولكن العقاب يزيد المشكلة سوءاً، كذلك فان ارغام الطفل على شيء لا يستطيع عمله يؤدي الي تفاقم المشكلة.
ان هؤلاء الاطفال لا يرغبون في خلق المشكلات لاحد، ولكن الجهاز العصبي لديهم يؤدي الى ظهور الاستجابات غير المناسبة ولذلك فهم بحاجة الى التفهم والمساعدة والضبط، ولكن بالطرق الايجابية وإذا لم نعرف كيف نساعدهم فعلينا ان نتوقع ان يخفقوا في المدرسة بل ولعلهم يصبحون جانحين ايضاً، فالنشاط الزائد يتصدر قائمة الخصائص السلوكية التي يدعي ان الاطفال ذوو الصعوبات التعليمية يتصفون بها.
كذلك فان الاطفال الذين يظهرون نشاطات زائدة كثيرة ما يواجهون صعوبات تعليمية وبخاصة في القراءة ولكن العلاقة بين النشاط الزائد وصعوبات التعلم ماتزال غير واضحة. هل يسبب النشاط الزائد صعوبات في التعلم؟ ام هل تجعل الصعوبات التعليمية الاطفال يظهرون نشاطات زائدة؟ ام هل ان الصعوبات التعليمية والنشاط الزائد ينتجان عن عامل ثالث غير معروف؟: بعضهم اقترح ان التلف الدماغي يكمن وراء كل منهما ولكن البحوث العلمية لم تدعم هذا الاعتقاد دعماً قاطعاً بعد، ومن اهم خصائص الاطفال الذين يعانون من النشاط الزائد:
1- عدم الجلوس بهدوء والتحرك باستمرار 2- تهور 3- ملل مستمر 4- تغير المزاج بسرعة 5- سرعة الانفعال 6- التأخر اللغوي 7- الشعور بالاحباط لأتفه الاسباب 8- عدم القدرة علي التركيز 9- ازعاج الآخرين بشكل متكرر 10- التوقف عن تأدية المهمة قبل انهائها بشكل مرض.
وقد اقترح عبر السنين الماضية عدة اسباب للنشاط الزائد. ويمكن تصنيف هذه الاسباب ضمن اربع فئات: 1- العوامل الجينية. 2- العوامل العضوية 3- العوامل النفسية 4- العوامل البيئية.
اما بالنسبة لمعالجة النشاط الزائد فإن اكثر الطرق استخداماً العقاقير الطبية المنشطة نفسياً واساليب تعديل السلوك. ففيما يتعلق بالعقاقير الطبية فانها تحقق نجاحاً في حوالي 70% من الحالات وتتضمن العقاقير المستخدمة لمعالجة النشاط الزائد «الريتاليين والدكسيدرين والسايلرت».
فمع ان هذه العقاقير المستخدمة لمعالجة النشاط الزائد منشطة نفسياً الا انها تحد من مستوى النشاط لدى الاطفال الذين يعانون من النشاط الزائد وذلك بسبب اضطراب الجهاز العصبي المركزي لديهم، وبما ان النشاط الزائد غالباً ما ينخفض بشكل ملحوظ في بداية مرحلة المراهقة، فان العقاقير يتم ايقافها عندما يبلغ الطفل الثانية عشرة او الثالثة عشرة.
اما بالنسبة لاساليب تعديل السلوك فهي تشمل اعادة تنظيم البيئة الاسرية او الصفية بحيث تخلو من الآثار البصرية الشديدة وتزيد مستوى الانتباه وكذلك بينت الدراسات فاعلية التدريب على تنظيم الذات معرفياً «الملاحظة الذاتية والضبط الذاتي اللفظي والتعزيز الايجابي». طريقة اخرى من طرق تعديل السلوك هي طريقة الاسترخاء حيث يتم تدريب الاطفال على الاسترخاء العضلي التام في جلسة تدريبية منظمة على افتراض ان الاسترخاء يتناقض والتشتت والحركة الدائمة. واخيراً فقد استخدمت دراسات عديدة اساليب اخرى لمعالجة النشاط الزائد مثل التعاقد السلوكي «العقد السلوكي هو اتفاقية مكتوبة تبين الاستجابات المطلوبة من الطفل والمعززات التي سيحصل عليها عندما يسلك على النحو المرغوب فيه ويمتنع عن اظهر النشاطات الحركية الزائدة والتعزيز الرمزي».
|