Tuesday 13th may,2003 11184العدد الثلاثاء 12 ,ربيع الاول 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

سارة في سباق بين الحياة والموت سارة في سباق بين الحياة والموت

مسكينة انت يا سارة.. بريئة انت يا سارة.. طيبة انت يا سارة لا تدرين عما يحاك ضدك وانت ترقدين على سرير المرض بين الحياة والموت.. يريدون ان يميتوكِ قبل أوانك يا سارة.. يريدون ان يقتلوك قبل ان يشاء رب البريّة.. حكموا عليك بالاعدام مسبقاً دون اي ذنب جنيتِه يا سارة سوى انك طفلة تشبه القمر لا تملك من امرها شيئاً.. طفلة تريد ان تتشبث بخيوط الامل في الحياة والله كريم حكيم قادر ان يشفيك رغماً عن كل قرارات الدنيا.. يقول طبيب سارة لولي امرها: ماذا تتوقع لابنتك هل تتوقع ان تمشي او تتكلم؟ طبعاً بكل تهكم وسخرية، ويقول لماذا تطيل في عمر ابنتك وانت تعلم بأن الموت راحة لها.. علماً بأنه لو حصل نكسة للمريضة فلن اتدخل وقد وقعت انا وعدد من المستشارين على هذا القرار.. بناء على فتوى صادرة من مفتي المملكة ابن باز رحمه الله.. انتهى حديث الطبيب.. يا الله يا ساتر يا رب تصوروا يا سادة يقول ماذا تتوقع لابنتك ان تمشي او تتكلم؟
لماذا لا ايها الطبيب الجهبذ الفذ؟ لماذا لا ايها الحاكم بأمره؟ لماذا لا لا من حياتك انت وانت في كامل صحتك بين يدي رب العالمين.. لماذا لا وحكم الرحمن وقدرته فوق كل شيء.. لماذا لا وهو من شفى نبيه ايوب الذي لم يبق منه إلا لسانه ليلهج بذكر الله.. لماذا لا وكثير من مرضى الغيبوبة والسرطان قد قاموا وكأنهم نشطوا من عقال.. والمولى يحيي الانفس حتى بعد موتها.. لقد قسوت ايها الطبيب وتجبرت كثيراً وجانبت الصواب.. يقول ايضاً لماذا تريد تطيل عمر ابنتك! يا رحمن يا رحيم نسألك العفو والمغفرة هل الاب هو الذي سيطيل عمر ابنته هل هو قادر على ذلك؟ لو كان الامر كذلك لابعدنا الموت عن فلذات اكبادنا الى قيام الساعة.. طبيبنا الفاضل الله هو الذي يقصر العمر ويطيله وما نحن الا اسباب لذلك فقط فلو فعلنا المستحيل والله لا يريد للمريض الحياة فلن يشفى ولو لم نفعل اي شيء والله يريد للمريض ان يبقى فسيبقى ويشفى.. اعتقد خانك علمك هذه المرة وربما مرات سابقة ولم تعرف كيف تتعامل انسانياً مع هذه الحالة.. حطمت الرجل، قضيت على آماله، دمرته نفسياً وعائلته.. اتعبته فكرياً احبطته معنوياً، زرعت اليأس في كل خلية فيه، جعلته لا ينام تركته حيران لا يلوي على شيء وكان حرياً بك ان تكون البلسم الشافي واليد الحانية والقلب الرحيم.. وما كان يضرّك لو تعاملت بالحسنى وكسبت اجر الطفلة واهلها وطمأنتهم بعض الشيء حتى وان كانت سارة تسير ببطء الى الموت.. على الاقل كان بالإمكان ان تخبرهم بأن حالتها خطيرة بل وخطيرة جداً فتكن أرحت ضميرك ولم تجعلهم يقطعون الامل ويدخل اليأس قلوبهم وليس بهذه القسوة والتهكم والسخرية والتلاعب بحياة ومشاعر وعواطف الآخرين.. ثم من اعطاكم الحق والحرية في التوقيع على قرار يقضي بعدم انعاش سارة وانقطاع الامل كما تدعي. بالله عليك كيف تجرأت انت وزملاؤك على ذلك وكيف تطيقون ذلك كيف تطاوعكم انسانيتكم وما القلوب التي في صدوركم وقبل ذلك اين وينكم الذي يأمركم بمساعدة الآخرين في اسوأ واحلك الظروف وحتى آخر ثانية من عمر الإنسان. يا سبحان الله يروق لكم أن تروا هذه المريضة هذه الطفلة البريئة تموت من الالم وانتم تنظرون دون حراك حاشا لله ماهذه بقلوب بشر ولا بأمانة طب ولا هي بمبادئ انسانية.. ايها الاطباء الافاضل اذا لم يسعد الحال فليسعد النطق على الاقل.. بصراحة لا ادري ماذا اقول ولا كيف اصف تلك الحالة اللانسانية ابداً.. وسأترك الحكم الفصل لكم اعزائي القراء فادلوا بدلائكم وقولوا ما رأيكم بالله عليكم والموضوع قد نشر في عدد الجزيرة 11175 وتاريخ 3 ربيع الاول 1424هـ على الصفحة الرابعة محليات..والى ذلك الحين نقول لتلك الزهرة الجميلة والغصن الاخضر الندي نقول لسارة جميعنا معك بقلوبنا واحاسيسنا ومشاعرنا وبكل عواطفنا وجوارحنا وبدعواتنا يا سارة ليل نهار بأن يحفظك الله ويشفيك ويقربك اعين والديك ولتنهضي يا سارة حتى تدحضي كل الافتراءات والاقوال الجوفاء الخرقاء والكلام الممجوج ولتثبتي ان رب العالمين هو من بيده كل شيء وهو الذي يحيي ويميت {وّمّا تّدًرٌي نّفًسِ مَّاذّا تّكًسٌبٍ غّدْا وّمّا تّدًرٌي نّفًسِ بأي ارض تموت )

الخضير يثني على ملحق رياض الخبراء

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved