سبقت وصول وزير الخارجية الأمريكي كولن باول إلى المنطقة أنباء الاستعدادات الفلسطينية للتعامل مع خارطة الطريق، بينما رأى الوزير الأمريكي أنه يستطيع إنجاز الكثير مع الإسرائيليين من جهة الحصول على موافقتهم للتعامل مع الخطة عندما يجتمع بهم.
وعندما اجتمع باول مع الطاقم الفلسطيني فإن هذا الجانب لم يحصل من الوزير الأمريكي على ما يفيد بأن الإسرائيليين على استعداد للتعامل مع الخطة التي تتبناها الولايات المتحدة والتي اسهمت فيها الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي وروسيا.
ويبدو أن الوزير الأمريكي راهن على دبلوماسيته وحضوره الشخصي في إطار محاولته إقناع اسرائيل التحرك إيجابياً باتجاه خطة السلام الجديدة، فهو عقب اجتماعه مع رئيس الوزراء الإسرائيلي ارييل شارون جدد المطالب الأمريكية التقليدية للفلسطينيين بضرورة «التهدئة» وفي ذات الوقت حرص على كيل الثناء لحكومة شارون على ما عرضته من تدابير شملت فتح بعض المعابر لكنها لم تتناول مسائل جوهرية في خارطة الطريق.
والمحصلة النهائية لمحادثات باول مع الإسرائيليين كانت سلبية بينما وجد كامل الاستعداد من الفلسطينيين للتعاطي مع السلام، حيث طالب الإسرائيليون بتغييرات أساسية في الخارطة.
وسيتعين علينا أن نرى كيف ستتعامل الولايات المتحدة مع الالتزامات التي قطعتها على نفسها بإقامة السلام من خلال هذه الخطة وبإقامة الدولة الفلسطينية بعد أن اجهض شارون مهمة باول.
ونشير إلى أن الوزير الأمريكي غادر بلاده تلاحقه تحذيرات كبار اركان اللوبي الصهيوني من مغبة الضغط على إسرائيل حيث ارسل المئات من أعضاء مجلس النواب والشيوخ برسائل إلى البيت الأبيض تحذر من ممارسة الضغوط على حكومة شارون من أجل اجبارها على التعامل مع خارطة الطريق.
ومن المهم الآن أن يركز الفلسطينيون على الحفاظ على وحدتهم الوطنية من خلال معالجة أي حساسيات ناجمة عن قبول السلطة الفلسطينية لخارطة الطريق بما فيها من عناصر تحتم عليهم اسقاط الخيار النضالي، ومهما قدم الفلسطينيون من تنازلات فإن اسرائيل تضغط من أجل خضوع فلسطيني كامل ويبدو انها لا تقبل غير ذلك.
إن الصف الفلسطيني المتراص والمتين هو وحده القادر على التعامل مع مستحقات الأوضاع إن كانت سلماً أم حرباً..
|