من المحرر
زيارات الوزراء التفقدية
عمرو بن عبدالعزيز الماضي

عندما يعين أحد الوزراء يبدأ بعض المسؤولين في فروع الوزارة في نشر عبارات التهنئة في الصحف المحلية. طبعاً هذه العبارات الرقيقة لن تخلو من صورة صاحب التهنئة بجانب صورة الوزير الجديد! يعني بمعنى آخر يا معالي الوزير لا تنسانا من الترقية، وحتى لو لم نحصل على الترقية فلا يأتي منك قرار بالنقل إلى موقع آخر أو حتى تكليف مسؤول غيري!!
بعض أصحاب المعالي الوزراء أو المسؤولين في الإدارات الحكومية من منطلق حرصهم على متابعة العمل يلجأون إلى الزيارات التفقدية إلى المحافظات والمدن الصغيرة .. ولكن بعض تلك الزيارات تتحول إلى مجاملات وتكليف الفرع مصاريف إضافية في استئجار الكراسي والسجاد وخط اللوحات الترحيبية. هذا إضافة إلى قيمة الوليمة التي تليق بالوزير فبدلاً من أن تأتي هذه الزيارة بفائدة لفرع الوزارة أو للمكتب التابع لها تضيف أعباء مالية لا يستفيد منها إلا مدير الفرع فقط ان حصلت له الترقية لاحقاً!!
لا يختلف اثنان في أهمية الزيارات الميدانية لمواقع العمل من قبل أصحاب المعالي الوزراء وان لا ينحصر ذلك في الفروع الرئيسية المتواجدة في المدن والمناطق الرئيسية بحجة تواجد وسائل الإعلام «المرئية والمسموعة والمكتوبة» كالرياض أو جدة أو الدمام أو أبها أو أي مدينة كبيرة أخرى من مدن المملكة.
بل ان زيارة المسؤولين إلى المكاتب الصغيرة يعد ذو أهمية كبيرة في معرفة واقع الحال ومحاولة تطويره. فالوزير الذي يرغب القيام بزيارة تفقدية قد يواجه الكثير من الدعوات إلى ولائم كبيرة وخاصة اذا كانت زيارته إلى القرى والمحافظات مما يجعله يقع في حرج الطلبات والالحاحات من ابناء المحافظة في إنجاز بعض المشاريع والتي قد لا تكون ذات فائدة أو أثر ملموس على المدينة، ولو أن أصحاب المعالي قاموا بزيارات تفقدية لكل القرى والهجر والمدن الصغيرة لما كفاهم ذلك أشهراً أو سنوات، ولكن يمكن أن يستعاض بذلك من خلال قيام لجان متخصصة وموثوقة بهذه الزيارات لوضع الوزير في الصورة وحتى لو رغب الوزير القيام بجولة تفقدية إلى محافظة ما كان من المناسب عدم الإبلاغ المسبق عن ذلك وانما تتم الزيارة بشكل مفاجئ إلى فرع الوزارة للإطلاع على العمل من دون أي رتوش أو محاولة لتغيير الصورة مما يمكن الوزير من معرفة جوانب القصور أو النقص!
ان الفروع والمكاتب الصغيرة للوزارات هي التي بحاجة إلى الدعم وخاصة ما يتعلق بجوانب الترفية، حيث يبقى الموظف في الفروع الصغيرة والمكاتب التابعة للوزارة سنوات طويلة وقد يصل إلى سن التقاعد دون أن يحصل على ترقية بسبب وجود الوظيفة في مدينة أخرى، وحبذا لو يتم فتح مجال الترقية أمام جميع الموظفين في جميع فروع الوزارة ومكاتبها على جميع الوظائف في مختلف المناطق.
ودعم تلك الفروع بوظائف مناسبة حتى لو أدى ذلك ان يترقى الموظف على وظيفة في مقر الوزارة على ان يباشر عمله في المكتب!!
نحن نعلم ان الوظيفة للموظف يذهب لها أينما كانت لا ان تأتي إليه اينما يكون ولكن يجب وضع حلول لتجمد الكثير من الموظفين في القرى والمدن الصغيرة. هذا إضافة إلى عدم استفادة الكثير منهم من الدورات التدريبية التي تنفذ في معهد الإدارة العامة ولو صدرت احصائية عن عدد من التحقوا بالدورات في معهد الإدارة العامة أو في أي معهد تدريبي آخر سواء داخل المملكة أو خارجها لوجدنا ان نصيب الاسد من هذه الدورات يحصل عليها العاملون في المركز الرئيسي أو الفروع الرئيسية للوزارة. أما العاملون في القرى والهجر الصغيرة فقد يصلون إلى مرحلة التقاعد دون أن يحصلوا على دورة تدريبية واحدة!!
لقد أظهرت الزيارات التفقدية للادارات الحكومية وفروعها تحسناً ملحوظاً في تقديم الخدمة إضافة إلى معرفة المسؤول بجوانب العمل والمشاكل التي تواجهه دون الاعتماد على التقارير الورقية التي لا تعكس واقع الحال أو حتى لا تصل إلى الوزير عبر سلم التسلسلات الإدارية حيث قد تحفظ أحيانا لدى المدير العام حتى قبل ان تصل ولو إلى وكيل الوزارة!!
ان الكثير من العاملين في الفروع والمكاتب الصغيرة بحاجة إلى التفاتة من قبل أصحاب المعالي الوزراء، يريدون زيارات تفقدية بشرط أن تكون خالية من الدسم!!