* ستوكهولم - رويترز:
في ضواحي ميناء جوتنبرج بجنوب السويد يسابق عمال فنيون الزمن لانهاء العمل في سفنية قيمتها 30 مليون دولار تتأهب للابحار في عمق التاريخ. نموذج بالحجم الطبيعي وصناعة يدوية للسفينة جوثبرج الاسطورية التي قامت برحلات تجارية كبرى في بداية القرن الثامن عشر الى الشرق، وتبعث جوثبرج الجديدة التي تبنى في مكان اسمه تيرا نوفا «الارض الجديدة» تلك الرحلات التاريخية وتذكّر بفضائل التجارة السلمية في الاوقات المضطربة. في السادس من يونيو حزيران اليوم الوطني للسويد سينزل هيكل السفينة الى البحر بعد ان استغرق بناؤه عقدا من الزمن.
وكالعادة يدشن كارل جوستاف ملك السويد وزوجته الملكة سيفلفا السفينة . ولكن سيمضي عام على الاقل قبل ان تقوم السفينة برحلتها الاولى في اكتوبر 2004 عندما تبحر جوثبرج ذات الاشرعة الثلاثة ووزنها 1300 طن الى كانتون بالصين وعليها طاقم من نحو 25 بحارا بالاضافة الى 50 متطوعا. وتستغرق الرحلة عامين تقطع فيهما السفينة 65 الف كيلومتر مرورا بكيب تاون وفريمانتل وجاكارتا وهونج كونج وشنغهاي وسنغافورة وموريشيوس واسونسيون والاور ولندن ثم العودة. وقال يورجن جبرييلسون مدير شركة الهند الشرقية السويدية التي بنت السفينة: ستكون مغامرة حقيقية والكلمة للريح والاحوال الجوية. سيكونون بمفردهم في خضم البحار السبعة.
وزار مسؤولون صينيون كبار تيرا نوفا ومنهم نائب رئيس الوزراء وو بانجو الذي شرب شايا عمره 250 عاما من اوراق وجدت في حطام السفينة الاصلية. وقال جبرييلسون انه تأجلت زيارة كان سيقوم بها وفد صيني بسبب مرض التهاب الجهاز التنفسي الحاد المعروف باسم سارز ولكن التلفزيون الصيني سيغطي تدشين السفينة ويراه نحو 400 مليون مشاهد. وستزود جوثبرج باربعة عشر مدفعا تقليديا والاثاث الاشرعة الثلاثة الكبرى. وكان للسفينة الاصلية تأثير كبير على السويديين. وقال كيث فايكندر المدير العام لمتاحف السويد البحرية: كان لجوثبرج تأثير كبير على السويديين وخاصة الطبقات العليا عندما كان للطراز الصيني تأثير عميق.
واضاف: وايضا كان الاثر الاقتصادي مهماً جداً. اعتقد ان الارباح من رحلاتها التجارية كانت تعادل ميزانية السويد في ذلك الوقت.
وقالت انكي ساندي المتحدثة باسم الشركة ان البحث عن مغامرين في رحلة الى الماضي من اطباء ومهندسين وبحارة وفنيين مستمر. وقالت: نبحث عن اناس يتصفون بروح المغامرة. انها تجربة لن تتكرر.
وبدأ بناء جوثبرج قبل عشر سنوات واستهلك 1900 متر مربع من قماش الاشرعة و40 طنا من الحبال و56 ألف مسمار و10 آلاف متراس. الهيكل مصنوع من خشب بلوط عمرة بين 100 و200 عام. كانت جوثبرج الاصلية تقوم بثلاث رحلات للصين سنويا وتعود محملة بالشاي النفيس وقتئذ والخزف والحرير واصداف اللؤلؤ ولكن رحلتها الاخيرة في 1745 كانت مشؤومة عندما اصطدمت بصخور وتحطمت على مسافة 900 متر فقط من ميناء العودة بالسويد. وحتى عند حدوث المأساة حققت السفينة ارباحا قيمتها 14 في المئة بعد انتشال ثلث الحمولة ومقداره 366 طنا من الشاي و19 صندوقا من الحرير واكثر من ثلاثة أطنان من اصداف اللؤلؤ.
|