* الرياض - الجزيرة:
صرح معالي الدكتور محمد بن أحمد الرشيد، وزير التربية والتعليم، ردا على سؤال وجه اليه عن رأيه في تغيير اسم «وزارة المعارف» الى «وزارة التربية والتعليم»، وتكليفه بمسؤولية الوزارة مرة ثالثة، وعن جعل نائبين للوزير، وميزانيتين لتعليم البنين وتعليم البنات حيث قال معاليه: احمد الله سبحانه على ما انعم به وتفضل، واشكر ولاة امرنا - حفظهم الله - على هذه الثقة الغالية التي اعدها تكليفا وتشريفا معا، سائلا المولى الكريم ان يعينني على حمل هذه الامانة الثقيلة.
واكد د. الرشيد: ان هذه الثقة السامية ليست ثقة في شخصي فحسب فالانسان ضعيف بنفسه، قوي بإخوانه واعوانه، انما هي ثقة ايضا بزملائي الكرام من منسوبي الوزارة، الذين حملت معهم العبء، وتعاونا، وتشاورنا، وتناصحنا، بذلنا جهدنا، فان تحقق خير فبفضل الله، وان حصل خطأ فنستغفر الله.
وحول التسمية قال معاليه: ان التسمية مظهر، والمظاهر تعبير عن المخبر، وكلما كان الاسم اكثر ملاءمة للمسمى كان افضل واصوب.. ومن هنا فقد جاء تغيير اسم الوزارة الى «التربية والتعليم» بدلا من «المعارف» ليكون اكثر دلالة على حقيقتها، واشد ايضاحا لوظيفتها فالتربية هي الهدف الاخير، والتعليم ركن من اركانها، والمعارف هي من ثمرات التعليم.
والتربية التي ننشدها مستقاة جملة وتفصيلا من الدين الاسلامي الحنيف في اصوله وفروعه، لذا فهي تسعى لاعداد الانسان المسلم الصالح، والمواطن المخلص الصالح.
مضيفا: والانسان الذي نريده هو الذي يعبد الله على وعي وبصيرة، ويؤدي شعائر دينه كاملة غير منقوصة، يأتمر بأوامر الله، وينتهي بنواهيه. وتظهر في سلوكه آثار تربيتنا الاسلامية له وتعليمنا اياه، وهو الذي يفخر ويشرف بالانتساب الى دينه العظيم، متمثلا دائما قول امير المؤمنين الفاروق رضي الله عنه: «نحن قوم اعزنا الله بالاسلام، ومهما ابتغينا العزة بغيره اذلنا الله».
أما قرار القيادة الرشيدة في ان يكون هناك نائبان لوزير التربية والتعليم وميزانيتان: واحدة للبنين واخرى للنبات، فهو نابع من رؤية شمولية، وخبرة عميقة ممتدة، ومعرفة بظواهر الامور وبواطنها، وحكمة ادارية بالغة، ونرجو من الله ان يكون هو القرار الاحكم والأصوب الذي يثمر افضل النتائج، ونتوقع من قيادتنا الحكيمة ان تختار لمنصبي النائبين الرجلين المناسبين، كما تعودنا منها دائما.
وقال واحب ان يطمئن الجميع الى ان وزارة التربية والتعليم كانت بحمد الله، وستبقى ان شاء الله ملتزمة بتعاليم الدين الاسلامي الحنيف، متخلقة بآدابه منفذة لسياسة التعليم في المملكة العربية السعودية، محققة لامل الامة، تبتغي في كل ما تقوم به وجه الله سبحانه وتعالى اولا واخيرا، ثم مصلحة هذا الوطن العزيز.
كما احب ان اذكر نفسي، واخواني المواطنين عامة، والمؤتمنين على الاعلام خاصة بتحري الدقة فيما يقولون ويكتبون، وبأن يتثبتوا ويتبينوا فيما ينقلون «حتى لا يصيبوا قوما بجهالة»، وحتى يحافظوا على وحدتنا الوطنية واستقرارنا الاجتماعي. فقد جاء في الحديث الشريف: «كفى بالمرء كذبا ان يحدث بكل ما يسمع» وقال صلى الله عليه وسلم: «بئس مطية الرجل زعموا» فلا يجمل بالعاقل كلما قرأ او سمع كلمة ان يصدقها، ويطير بها، فبعض الناس - من سوء الحظ - بعيدون عن هذا التوجيه النبوي الحكيم. ولفت معاليه الى ان المسؤولين عن المصالح الحكومية الكبرى مطالبون بالعمل اكثر من القول مضيفا فعمل قليل ابلغ من كلام كثير، مع ان كثيرا من الاعمال «ولا اقول كلها» مما لا تظهر آثاره للكافة، ولا يدري به الا القريبون العاملون في مجاله، كصاحب سيارة يتعدها بالصيانة الدورية الجيدة، لا يدل مظهرها على مخبرها، ولا يحسُّ بصلاح حالها الا قائدها واختتم معاليه بقوله فان اكثر ما يقال ويكتب يتفاوت حظه من الدقة والصواب تفاوتا كبيرا، وقد يكون بعيدا عن الواقع بعدا كاملا، وان الافكار التي تطرح هي تعبير عن آراء اصحابها، تصيب تارة وتخطىء أخرى.
|