كان يجيئُني في كلِّ عام...
في موسم الورد...
يحمل طيّبات من دهن الورد...
من صُنْعِه...
من ورود أنبتتها تربة حائل المعطاء...
وكان رجلُ الورد - كتربته - كثيرَ العطاء...
يعطي من نفسه...
... والجودُ بالنَّفس أقصى غاية الجود!...
ويعطي من جاهه...
وزكاة الجاه ضريبة كزكاة المال...
كان له أصدقاء من عِلية القوم...
كان يزورهم بانتظام...
لا ليطلبَ شيئاً لنفسه...
ولكن ليطلب أشياء... للآخرين...
كان يفرحُ عندما يعطي...
ولا يضيق عندما يُسأل...
كان فارساً من العهود الغابرة..
ضلَّ طريقه... فجاء هذا القرن..!!
يحملُ كرم الفرسانِ.. وشجاعتهم...
وأريحيتهم...
ويحملُ الرقَّة الحائلية الشهيرة...
ويسيرُ.. يسبقهُ شذى الوردِ
ويتبعه شذى الوردِ...
ويواكبه شذى الوردِ...
كان دائم الابتسامِ...
حتى وهو في ضيافة الموتِ...
وأحسبه نام نومته الأخيرة...
مُبتسماً...
محاطاً بالوردِ...
***
ذهبَ رجل الوردِ..
رحلَ بندر الجبرين..
فمن سيأتيني في العام القادمِ..
بطيِّبات الوردِ؟
وأين سأجدُ فارساً رقيقاً..
كهذا الفارس الشمرّي؟!
رحمه الله !
|