Tuesday 13th may,2003 11184العدد الثلاثاء 12 ,ربيع الاول 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

مواجهة التطرف.. مسؤولية من! مواجهة التطرف.. مسؤولية من!
شاكر سليمان شكوري

سبعة عشر من أبنائنا العائدين من أفغانستان - بعد غسل أدمغتهم - حاولوا الأسبوع الماضي تطبيق فكر «الجهاد والتكفير» ضد المجتمع «المسلم» في المملكة، من خلال الإعداد لعملية «إرهابية» يدل على خطورتها كم القنابل والمتفجرات والأسلحة والذخائر التي ضبطتها أجهزة الأمن في (وكر) لهذه العصابة (الضالة) في الرياض.
والأمر لا تعوزه إقامة الحجة على فساد رأي هؤلاء (المارقين) واستنكار فعلتهم التي تمثِّل خروجاً غير مشروع على المجتمع بأكمله، خصماً من مقدراته الذي ينتظر من أبنائه أن يضيفوا إليها رداً على عطاءاته، فهذه أمور كلها ليست محل خلاف، لكن هذه الفئة - في لحظة هوى - قد هان عليهم الوطن وأرادوا به السوء وخططوا وجهزوا لذلك لولا يقظة الأمن - بعد عناية الله - التي حالت بينهم وبين تنفيذ مخططهم الدنيء.
لكن ما يعوزنا هنا هو تفسير عنصر المفاجأة.. (مفاجأة) خروج هذه العصبة علينا من بين ظهرانينا.. من بيوتنا ومساجدنا ومدارسنا.. إلخ، وتعبير المفاجأة ليس من عندي، بل هو ما صرح به والد أحدهم حين قال: فوجئت بأن ابني ضمن المطلوبين! بينما فوَّضت والدة الدندني سمو وزير الداخلية - مسموحاً - أن يفعل ما يراه بحق ابنها، الذي لم تسمع صوته منذ أكثر من عامين!! ولم تخرج تصريحات معظم الآباء والأسر عن كونهم لم يروا ولم يسمعوا عن أبنائهم (المطلوبين) لمدد تتراوح بين العام والخمسة أعوام، بل إن أحدهم ذكر أن ابنه خارج البلاد منذ ست سنوات، وأن العائلة تلقت منذ ثلاث سنوات اتصالاً دوليا يعزيهم فيه!!
أفلا تعتورنا الدهشة البالغة لهذا الخلل الاجتماعي الخطير، حيث ينتفي دور الأسرة وتغيب مسؤوليتها قبل أبنائها على هذه الشاكلة؟! وهو ما حدا بسمو وزير الداخلية أن ينبه الأسر والآباء، إلى مسؤوليتهم عن أبنائهم خاصة عند غيابهم، وفي السياق ذاته دعا شيخ خثعم الباحة - قبيلة أحد المطلوبين - جميع الآباء إلى توجيه أبنائهم ومتابعتهم، ومعرفة من يجالسون، والمتابعة في كل تصرفاتهم.. ولا شك أن هؤلاء الذين يغفلون عما يدور تحت أنوفهم في صلب مسؤوليتهم يصدق عليهم قول الشاعر:


إذا كنت تدري فتلك مصيبة
وإن كنت لا تدري فالمصيبة أعظم!

واعتبار الأسرة في محل المسؤولية الأولى عن سوية أبنائها، لا يعفي بقية مؤسسات المجتمع وهيئاته من متابعة الأمر كل في دائرته، بجهد جماعي وإعادة نظر في الأمور التي تجذب الشباب للانحراف وراء الأفكار الهدامة الخاطئة، هنا تبدو - من جديد - أهمية دعوة سمو الأمير نايف (الجميع) لتحمل المسؤولية ومراجعة الوضع المظلم للأسف فعلاً، فالعلماء والخطباء وأئمة المساجد (والمدارس والجامعات.. وكل المنتديات الشبابية خاصة) مدعوون - جميعاًَ - لبيان فساد مثل هذه التوجهات الجانحة، وخطورة الأفكار المتطرفة والأعمال الإجرامية.
وبالمناسبة.. هل يفيد الآن خروج مشروع التجنيد الإجباري للشباب - لمدة ثلاث سنوات - إلى حيز النور والتطبيق؟! فالجندية ترفع قيمة الوطنية، وتنمي الحرص على مقدرات الوطن، وتحقق الانضباط السلوكي، فضلاً عن كونها لازمة الآن - ربما أكثر من أي وقت مضى - في سياق الاكتفاء الدفاعي الذاتي عن الوطن؟!

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved