Tuesday 13th may,2003 11184العدد الثلاثاء 12 ,ربيع الاول 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

مستعجل مستعجل
كفى مجاملات.. وعلينا أن نتصارح:
لماذا لا نقول للمخطئ.. أخطأت؟!
عبدالرحمن بن سعد السماري

** في تقديري.. أنه مهما كتبنا.. ومهما شاركنا.. ومهما قلنا.. ومهما نشرت صحفنا.. ومهما ضخَّت وسائل إعلامنا عن تلك القضية المخيفة المرعبة.. التي مرَّت بنا في الأسبوع الماضي.. فإن ذلك قليل للغاية.. قياساً بحجم المشكلة التي وجدنا أنفسنا ونحن معها وجهاً لوجه.
** ليست المشكلة.. مشكلة انفجار أو إطلاق نار.. بل المشكلة هي.. كيف تغير فكر شبابنا بهذا الشكل؟ وكيف وصلوا إلى هذه المرحلة المتأخرة من الإجرام؟ وكيف استهدفوا أهلهم ووطنهم؟ وكيف باعوا أنفسهم للشيطان؟
** من غسل أدمغتهم؟ وكيف صاروا إمَّعات يلعب بها الخبثاء؟ من نلوم؟ ومن المسؤول؟
** في تقديري.. أن المؤسسة الأمنية.. وإن كان لها نصيب بسيط من المسئولية.. لكنها آخر جهة يُلقى عليها اللوم.. ذلك أنها قامت بدورها وحققت رسالتها وعملت واجتهدت وبذلت.. والدليل على ذلك.. أنها قبضت على المجرمين قبل أن يقع انفجار أو تطلق رصاصة واحدة.. فهي قد نجحت في «فلترة» الأخطار ووضعت درعاً واقياً للمجتمع.. وسواء قبضت على هؤلاء في المنافذ أو في الشوارع أو في المخابئ.. فهي قد قبضت عليهم ونجحت في تحقيق رسالتها.. وهو نجاح جيد ومشهود.. لأن المتفجرات كانت قاب قوسين أو أدنى من رقابنا وبيوتنا ومنشآتنا..
** وفي تقديري أيضاً.. أن وسائل الإعلام المختلفة.. ليست مسئوليتها بحجم مسئولية المؤسسات التربوية أو العلمية أو الشرعية.. لأنها.. هي التي تتحمل المسئولية في المقام الأول.. ذلك أنها.. هي التي صنعت هذه العقول وهيأتها.. أو هي على الأقل.. التي فشلت في منحها حصانة من أي تيارات خطيرة.
** مشكلتنا.. أننا نتصور.. أن الشرطة والأمن مسئول عن كل شيء.. فهو مسئول عن الأخطاء الناتجة بسبب أخطاء التربية.. وهو المسئول عن الأخطاء الناتجة بسببب أخطاء التعليم.. وهو المسئول عن الأخطاء الناتجة بسبب أخطاء الاقتصاديين أو الاجتماعيين أو من في حكمهم.
** أبداً.. ليس كذلك..
** فالمؤسسات الأمنية.. لها دور محدود.. لا تستطيع أن تذهب للمعاهد والمدارس والجامعات.. ولا تستطيع أن تقتحم الحلقات أو الدور.. ولا تستطيع أن تدخل في عقول كل الناس.. ولاتستطيع أن تمنع هذه المحاضرة أو تلك.. ولا تستطيع أن تقول لكل جامعة.. ولكل معهد.. ولكل مدرسة.. هاتوا نشاطكم اللامنهجي.. وأعطوني معلومات عن كل مناشطكم.. لأنه من المفترض في القائمين على كل هذه المناشط.. أن يكونوا أيضاً .. يحملون درجة عالية من المسئولية.. ولديهم حس وطني وإنساني.. ولديهم معرفة بما يصح أو لايصح.
** إنني أجزم.. أن سكان المملكة كلهم بمختلف أفكارهم وتخصصاتهم وتوجهاتهم ومشاربهم.. كلهم.. صغيراً وكبيراً... ينبذون هذا العمل المجنون.. وكلهم ضد هذا العمل الإجرامي المشين.. وكلهم ضد العنف.. وكلهم ضد زرع القنابل والمتفجرات.. وكلهم ضد قتل الإنسان السعودي وغير السعودي.
** إذاً.. كيف صار هذا؟ ومن بدَّل أفكار شبابنا؟ ومن زرع فيهم نزعة الإرهاب والإجرام؟
** هل الآخر.. هو المسئول دائماً؟
** هل.. لا يوجد لدينا أي ثغرات أو نواقص أو أخطاء؟!
** هل نحن تمام «100%»؟
** أبداً.. فتشوا عن العلل.. وعن مكامن الخلل وستجدونها.
** مطلوب منا في هذه المرحلة الخطرة والحساسة.. أن نواجه أنفسنا بكل صدق وصراحة وموضوعية.
** مطلوب منا.. أن نسأل.. المقصر والمفرط والمخطئ.. سواء كان أباً.. أم أماً.. أم معلماً.. أم مربياً.. أم داعية أم خطيباً.. أم أي إنسان كان.
** علينا.. أن نسأل كل من اعتراه القصور في هذا الشأن.. أو كل من له يد مباشرة أو غير مباشرة.
** المسألة.. لم تعد مسألة أفكار أو محاضرات أو أشرطة تقال وتُنسى.
** المسألة.. تدميرنا.. وقتلنا..وتدمير وطننا.
** إنني هنا.. لا ألوم المؤسسة الأمنية.. ولا المؤسسة الإعلامية.. لأنهما في تقديري.. قامتا بدورهما على وجه معقول.
** لكني.. ألوم مؤسسات أخرى.. سواء كانت أسهمت في صنع هؤلاء.. أم فرَّطت في منحهم الحصانة الفكرية اللازمة.
** إن المطلوب منا في هذه المرحلة.. هو المزيد من المكاشفة والمصارحة والحوار البناء.. وأن نعاقب كل من يضيق بالحوار.. وليس هناك أحد فوق الحوار.. وأعني بذلك المنتسبين لحقول الفكر والتربية والتعليم بكافة تخصصاته ومشاربه.
** لا أحد فوق المساءلة.. ولا أحد فوق النقاش.. ولا أحد يحمل قداسة.. بل يجب أن نبسط البحث.. وأن نتحاور من أجل وطننا.. فليس بعد المتفجرات غير الموت.
** مطلوب منا.. أن نتحاور قبل أن يقتلنا هؤلاء الشاذون المتطرفون.
** هل تعتقدون أن هؤلاء وُلدوا مجرمين؟
** أبداً..
** وهل أفكارهم الإرهابية.. جاءت هكذا؟
** أبداً...
** إذاً.. لنضع إِصبعنا على الجرح ونعالجه.
** لا نريد أن نكون ساحة للمعارك ولكن.. لنكن أكثر صراحة.. ونقول للمخطىء. أخطات.

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved