الأمير الوليد بن طلال يلبي دعوة رئيس جمهورية غانا
سموه يعلن عن استثماره في فندق موفينبيك أكرا

* الرياض - الجزيرة:
استقبل كل من نائب رئيس الوزراء بجمهورية غانا الحاجي عليو مهاما ووزير الخارجية في غانا نانا اكوفو ادو والسفير السعودي لدى غانا محمد رضا ابو الحمائل صاحب السمو الملكي الامير الوليد بن طلال لدى وصول سموه الى مطار اكرا عاصمة غانا في زيارة رسمية تستمر يومين.
هذا وقد استقبل الامير الوليد في مقر اقامته وفداً من القادة الدينيين في غانا وعلى رأسهم امام الوطن. وتمنى الوفد خلال الاجتماع على سمو الامير الوليد ان يقبل بالدكتوراة الفخرية من الجامعة عينها التي منحت دكتوراة فخرية للسيد كوفي انان السكرتير العام للامم المتحدة في اغسطس من عام 2002م.
وعرض الوفد على سمو الامير المساهمة في عدد من المشاريع التي من شأنها مساعدة مسلمي غانا وتحسين اوضاعهم. وطلب الوفد من سموه المساهمة في تحسين التعليم شمال البلاد حيث مستوى التعليم بين المسلمين متدن وبالذات بين البنات بسبب الفقر. كما توجد حاجة ملحة لاحضار معلمين للغة العربية. ويحتاج المسلمون الى مجمع ديني مع مسجد ومركز.
ونقل الوفد لسمو الامير حاجة مسلمي غانا للمساعدة على تحمل تكاليف اداءفريضة الحج التي لا يستطيعون اداءها بسبب الفقر.
الجدير بالذكر ان نائب الرئيس الحاجي عليو مهاما هو اول مسلم يصل لهذا المنصب منذ استقلال البلاد.. بدوره وعد سمو الامير الوليد بدعم الحجاج بالتنسيق مع الجهات المختصة.
ثم قام سمو الامير الوليد بزيارة مقر كال ميرشانت بانك CAL Merchant Bank حيث التقى سموه بالمسؤولين عن البنك واستمع الى شرح موجز عن استراتيجية البنك تبعه نبذة عن اقتصاد غانا.
الجدير بالذكر ان سمو الامير الوليد من المستثمرين الرئيسيين في البنك.
وبعد جولة قصيرة على بعض الفنادق في العاصمة اكرا، توجه موكب سموه الى قلعة اوسو للقاء فخامة الرئيس الغاني جون كوفور والاجتماع به، وقال سمو الامير الوليد انه سعيد لزيارته جمهورية غانا التي اقامت علاقات مع السعودية منذ مدة طويلة، ويأمل ان تكون هذه الزيارة امتدادا للعلاقات الاقتصادية خاصة، والعلاقات بشكل عام بين البلدين، واضاف انه يتطلع للعب دور في الاقتصاد في غانا عبر تطوير مشاريع فندقية.
من جهته اكد فخامة الرئيس كوفور للامير الوليد ان هذه الزيارة سيكون لها الاثر الكبير عند افراد الشعب الغاني الذين ينظرون بعين التقدير والاحترام للسعودية وموقع مكة لديهم، واضاف بأن الرسالة والمهمة التي جئتم بها مهمة لنا للتطوير والنهوض بالاقتصاد.
وكم كنت متشوقا بعد قراءة مقال فوربز Forbes ان اقابل هذا الشخص الذي سيزورنا واسهب فخامته بأن البلاد تتمتع بموقع اقتصادي مهم ولها اتفاقيات اقتصادية عالمية، كما انها قريبة من مراكز التجارة، وتتطلع الحكومة لعقد تحالفات اقتصادية مع القطاع الخاص. وطرح فخامة الرئيس على سمو الامير الاستثمار في خطوط طيران غانا، ودعم مجال الصحة وتغذية الاطفال، وبحوث علاج الايدز، والسيطرة على الملاريا. هذا وناقش سمو الامير وفخامة الرئيس سياسة الاستثمار في الفنادق. وتمنى الرئيس على سمو الامير الوليد افتتاح فرع لمجموعة سيتي Citigroup بصفته المستثمر الاكبر فيها، ومن جهته نقل سمو الامير الوليد تجاوبه مع طلبات الجالية الاسلامية في غانا للمساعدة.
من العاصمة اكرا توجه سمو الامير الوليد والوفد المرافق الى مدينة كوماسي على متن الطائرة الرئاسية الخاصة لزيارة ملك اشانتي اوتومفو اوسيي توتو الثاني الذي امر بتنظيم ما يعرف باللغة المحلية باسم دوربار Durbar، وهو تجمع رسمي لرؤساء القبائل، وذلك للسلام على الامير الوليد بن طلال.
وعند وصول سموه مطار كوماسي كان في استقباله احد وجهاء قبيلة اشانتي ومبعوث الملك فيما صدحت الاغاني والاهازيج الشعبية في الخلفية على وقع الطبول الافريقية من المطار شق الموكب طريقه عبر شوارع كوماسي التي لونتها الازياء المدرسية لطلاب المدارس.
ووسط لوحة من اطفال المدارس المصطافين على جانبي الطريق بزيهم النصف برتقالي ونصف بني، سار الموكب الى قصر الملك، حيث رحب المتحدث الرسمي بالامير الوليد والوفد المرافق وتحدث عن كوماسي وقبيلة اشانتي والفرص الاستثمارية التي توفرها المنطقة للمستثمرين. وشكر الامير الوليد الحاكم على استقباله الحار، واكد ان زيارته الى غانا تأتي لتقوية العلاقات بين البلدين. وبعد التقاط صورة جماعية توجه الجميع الى حديقة قصر مانهيا حيث بدأت مراسم الاحتفال، وبدأت وفود رؤساء القبائل وصولها بالتتابع.
ومن ثم تقدم حملة البهارات والاعشاب الطبيعية موكب الملك الذي سار على وقع قرع الطبول يتحرك ببطء في تشكيل يشابهه الاربع حلقات المتصلة ببعضها تظل كل حلقة مظلة قطرها اربعة امتار، وكان حملة المظلات يحركونها الى الاعلى والاسفل لخلق تيار هوائي للتبريد في حر هذه المنطقة. وبدأ الملك بالجلوس يحيط به معاونوه ومستشاروه حيث تصدر حديقة القصر يواجهه على بعد 15 مترا منصة جلس عليها الامير الوليد والوفد المرافق. وعلى الجانبين جلست وفود وجهاء القبائل المحلية.
وبعد انتهاء مراسم جلوس الملك التي استغرقت حوالي خمسة دقائق رحب ممثل الملك بالامير الوليد والوفد المرافق، ثم قام سموه والوفد المرافق بالسلام على الملك وجميع اعضاء ممثليه في القبائل الذين بلغ عددهم مائة شخص. وتكلم سمو الامير الوليد شاكرا الملك على هذا الاستقبال وقال انه يقدر قبيلة اشانتي وقد قرأ عنها الكثير، وانه يأتي من مجتمع يفتخر بقبائله، مع انه لا توجد قبيلة في السعودية بعدد افراد قبيلة اشانتي البالغين خمسة ملايين، واضاف سموه انه بصفته ابن قبيلة يخاطب الملك كبير القبيلة.
تكلم المتحدث الرسمي باسم الملك لينقل ترحيب الاخير بالامير الوليد في كوماسي عاصمة مملكة اشانتي العظيمة، وتمنى ان تكون هذه الزيارة استمرارا للعلاقات مع غانا وبداية للعلاقات مع اشانتي. وقال الملك انه يتابع انجازات الامير الوليد الخيرية ومساهماته في وطنه وانه يقدر هذه الجهود لانه يهتم بهذه الامور شخصيا في بلده.
واضاف الملك بأنه عندما جلس على مقعده الذهبي اصدر توجيهاته بتكوين صندوق اوتومفو للتعليم ودعا الامير الوليد ان يكون عضوا به. بدوره رد الامير الوليد بأنه يقدر دعوة الملك ويرى نفسه اخا لهم، وانه امر بمنحة مستمرة للصندوق.
وبعد تبادل الخطابات قدم الملك لسمو الامير الوليد عدداً من الهدايا منها مقعد خشبي مطعم برموز من الذهب لقبيلة اشانتي قاعدته على شكل قنفذ الذي يرمز في حضارة اشانتي الى المخلوق الذي لا يمكن المساس به. كما قدم الملك لوحة جسدت نضال اشانتي ضد الانجليز لنيل الاستقلال، وقطع من الحرير الفاخر المنسوج والمزخرف بنقوش ورسوم محلية.
من ثم توجه الجميع الى مبنى قصر الملك حيث عقد الامير والملك اجتماعا مغلقا. وقبل مغادرة القصر سجل سموه كلمة في سجل كبار الزوار اعرب فيها عن سعادته لما رآه من استمرار للتقاليد العريقة في غانا.
ولدى عودة الامير الوليد الى العاصمة اكرا توجه الى القصر الرئاسي حيث عقد سموه اجتماعا مغلقا بفخامة الرئيس ورئيس الوزراء. الرئيس اقام مأدبة غداء على شرف ضيف البلاد بحضور رئيس الوزراء وجميع الوزراء في الدولة.
بدوره صرح الامير الوليد قائلا: انه قد كون صداقات في غانا مع الحكومة والشعب.
وأضاف: نشكركم يا فخامة الرئيس على هذا الترحيب والمودة اللتين لقيناهما، كما اشكر الملك واعلن الامير الوليد ان مجموعة سيتي Citigroup ستفتتح مكتب تمثيل في غانا، كما اعلن عن مساهمته في مشروع لتطوير فندق موفينبيك Movenpick بقرب المطار، هذا بالاضافة الى اعلان سموه انه في غضون ثلاثة اشهر سيحدد ويقيم مساهمة شركة المملكة في مشروع فندق امباسادور لتطويره ورفع مستواه. وبعد الغداء قدم سمو الامير تبرعا بمبلغ 100 الف دولار امريكي لدعم البرامج التعليمية للاطفال والتي ترعاها الدولة، و300 الف دولار لدعم التعليم التأهيلي للاطفال، و600 الف دولار لدعم ابحاث مكافحة مرض الايدز ليصل بذلك مجموع تبرعات سموه الى مليون دولار.