* باندا اتشه أ ف ب:
غادر حوالي خمسين من المراقبين الدوليين المكلفين بالإشراف على تطبيق اتفاق للسلام في اتشه أمس الاثنين هذا الاقليم الإندونيسي الذي يبدو اندلاع حرب فيه بين الجيش والانفصاليين وشيكا.
وقال شهود عيان إن المراقبين وهم 43 تايلانديا وثمانية فيليبينيين ونروجي، غادروا باندا اتشه كبرى مدن الاقليم الواقع في شمال جزيرة سومطرة، بطائرة شحن عسكرية من طراز «سي 130».
وقال مسؤول في مركز هنري دونان السويسري الذي ساهم في تسهيل التوصل إلى الاتفاق الموقع في التاسع من كانون الأول/ديسمبر في جنيف بين الحكومة والمتمردين في حركة تحرير اتشه، إن المراقبين سيبقون في ميدان (شمال سومطرة) أو في جاكرتا.
وكانت حكومة جاكرتا وجهت إنذاراً لحركة التمرد لاستئناف المفاوضات والتخلي عن سعيها لاستقلال الاقليم، ورفضت حركة التمرد هذا الإنذار ودعت الآلاف من مقاتليها إلى الاستعداد لاستئناف المواجهات.
وقد جابت دوريات أمس في شوارع باندا اتشه.
وقال مسؤول في المركز السويسري إن مفاوضات تجرى في اللحظة الأخيرة في محاولة لتنظيم محادثات بين الجانبين.
وقد أعلن المتمردون أن الاقليم سيبدأ حربا ثانية ضد ما أسماه الاستعمار بعد الاحتلال الهولندي الذي انتهى بإعلان استقلال إندونيسيا في 1949، وطلبوا من شركات النفط الكبرى ومن بينها «اكسون موبيل» وقف عملياتها في الساعات الـ24 التي تلي اندلاع المواجهات.
وأوضحوا أنهم سيهاجمون القوات التي تحمي مواقع استثمار النفط.
ووصل أكثر من ألف من الجنود الحكوميين إلى اتشه سيليهم ستة آلاف آخرين في طريقهم إلى الاقليم لتعزيز وحدات الشرطة والجيش التي تضم حوالي 35 ألف عنصر.
ويشكل الاقليم الغني بالمحروقات ويبلغ عدد سكانه حوالي أربعة ملايين نسمة ويقع في أقصى شمال غرب إندونيسيا، معقلا للإسلاميين.
ويشهد هذا الاقليم منذ منتصف السبعينات نزاعا بين حكومة جاكرتا والمتمردين الذي يسعون من أجل استقلال اتشه بقيادة حسن تيرو الذين يقيم في السويد منذ 1979.
وتتهم حركة التمرد الحكومة بنهب الثروات الطبيعية للاقليم وخصوصا النفط والغاز واتباع سياسة «احتلال وحشية» فيه عن طريق قواتها المسلحة وبتوطين مهاجرين من جزيرة جاوا.
وأدت المواجهات المستمرة منذ 26 عاما في أحد أطول النزاعات في جنوب شرق آسيا، إلى سقوط أكثر من عشرة آلاف قتيل واتسمت بانتهاكات خطيرة لحقوق الإنسان في الاقليم الذي كان أول منطقة في إندونيسيا الحالية تعتنق الإسلام منذ القرن الثالث عشر.
|